هدفان لـ”التكتل الوطني”: حصة حكومية وازنة… وتحضير معركة فرنجية الرئاسية
لا يخفي أعضاء في “التكتل الوطني” الذي تكوّن من نواب “المردة” و”الكرامة”، وحلف فريد ھيكل الخازن ومصطفى الحسيني، أنّ طموح تكتلھم يتجاوز تشكيل قوّة سياسية فاصلة في المجلس النيابي، ذلك أنّ التكتل المولود حديثاً الذي يقول عنه أركانه إنه “عابر للطوائف”، ھو عملياً صورة مصغرة عن “ترويكا” زغرتاوية طرابلسية كسروانية تجمع بين “البيك والأفندي والشيخ”. وواضح أنّ ھذا التكتل يسعى الى تعزيز مواقفه من خلال استقطاب مستقلين في الندوة البرلمانية أو باحثين عن مكان في التكتلات التي ترتسم بفعل نتائج الانتخابات.
وليس سراً أنّ عين أركان التكتل على قصر بعبدا لتكوين معارضة للعھد تُترجم في مجلس النواب أولا، ومن ثم من خلال التمسك بتمثيل من حقيبتين في الحكومة العتيدة، واحدة لعضو مسلم يرشحون لھا الوزير السابق فيصل كرامي، والثانية لعضو مسيحي لن يكون سوى الوزير السابق فريد ھيكل الخازن الذي حدّد الوزارات التي يرغب التكتل في الحصول على إحداھا، وھي الأشغال أو الاتصالات أو الطاقة، لكن الأمر ليس بھذه السھولة ھذه المرة لاعتبارات عدة أبرزھا توزع ھذه الوزارات على الكتل الكبيرة، بحيث تبقى الاتصالات لتيار المستقبل والطاقة للتيار الوطني الحر وتعود الأشغال الى حركة “أمل” التي قد ترشح إليھا الوزير علي حسن خليل إذا ما تقرّر أن يترك وزارة المال لتكون من نصيب مرشح آخر للحركة قد يكون المحامي وسيم منصوري الذي تابع عن قرب المفاوضات مع الأميركيين والمصارف حول العقوبات التي فرضت على بعض المصارف اللبنانية.
وإذا كان الھدف القريب المدى للتكتل الجديد ھو الحصول على حصة وزارية وازنة، فإنّ الھدف البعيد المدى، أو الھدف الاستراتيجي، فھو دعم النائب السابق سليمان فرنجية للوصول الى رئاسة الجمھورية خلفا للرئيس عون. وفي قناعة النائب فريد ھيكل الخازن أنّ التحضير للمعركة الرئاسية ابتداء من اليوم ليس مبكراً طالما أنه ھدف استراتيجي يقتضي التحضير له كما يجب، خصوصاً أنّ السعي لإيصال النائب السابق فرنجية الى قصر بعبدا يحظى أيضاً بدعم أفرقاء أساسيين في لبنان لا سيما منھم الرئيس بري وحزب لله، ولا يعترض على ذلك تيار المستقبل لأنه في وقت من الأوقات كان النائب السابق فرنجية مرشح الرئيس الحريري لرئاسة الجمھورية.
عمل التكتل سينصبّ سياسياً على التحضير لرئاسة فرنجية، ما يفرض على أركانه التواصل مع أحزاب أخرى قد تُبعد عن الجنة الوزارية، أو ھي تلتقي في معارضة العھد مثل نواب حزب الكتائب الثلاثة، وبعض المستقلين، علما أنّ كتلة الرئيس نجيب ميقاتي بنوابھا الأربعة بقيت قريبة وبعيدة في آن عن “التكتل الوطني”، فھي قريبة في العلاقات الشخصية مع آل فرنجية وآل كرامي وفي بعض الأمور الاستراتيجية، لكنھا بعيدة عن عضوية التكتل، إذ فضلت كتلة “العزم” أن تبقى مكوّنا مستقلاً يلتقي بـ “التكتل الوطني” من حيث الرغبة في خدمة أبناء الشمال وملاحقة مطالبھم وتلبية حاجاتھم، أما في الشأن السياسي، فلكلّ من “العزم” والتكتل مواقف قد تتمايز حيناً وتلتقي أحياناً.