الرئيسيةمجتمع ومنوعات

لبنان غير آمن ليلاً؟

ماريا رحال - موقع mtv

في تصنيفٍ عالميّ أجرته مؤسسة “Gallup”، شمل 144 دولة حول العالم، استُطلعت آراء أكثر من 145 ألف شخص حول شعورهم بالأمان أثناء السير بمفردهم ليلاً في مناطقهم. وأظهر التقرير أنّ لبنان من بين الدول الأقل أماناً في المنطقة العربيّة للمشي ليلاً، ما أثار موجةً من الجدل والأسئلة حول دقّة هذه النتائج في بلد يعيش اضطرابات متكرّرة.

ورغم أنّ التقرير لم يشمل دولاً مثل سوريا واليمن والسودان حيث يُعتقد أنّ معدلات الشعور بالأمان فيها أدنى بكثير بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية، إلا أنّ لبنان جاء في مراتب متأخرة، وسط أزمات متشابكة غذّاها عامان من التوترات الأمنية منذ اندلاع الحرب مع إسرائيل، وتزايد الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.

لكنّ الصورة ليست بهذه القتامة، وفق ما يؤكد الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين، الذي شدّد لموقع mtv على أنّه رغم بعض المؤشرات المقلقة، يبقى لبنان من الدول الآمنة نسبياً مقارنة بغيره.

وقال: “الواقع الأمني يختلف من منطقة إلى أخرى، بل أحياناً من حيّ لآخر، وتتبدّل الأوضاع وفق الفصول وفترات السنة. وإذا أردنا مقارنة لبنان ببعض الدول الأوروبية أو العربية، فقد يكون أكثر أماناً منها، لكنّ دول الخليج تبقى الأكثر استقراراً وأمناً”.

وفي معرض تعليقه على تصنيف Gallup، تساءل شمس الدين عن منهجية الاستطلاع ومدى دقّته، مشيراً إلى أنّه “من الضروري معرفة متى أُجري الاستطلاع، وأي مناطق شمل، وحجم العيّنة وعدد المشاركين والشرائح العمرية، لأنّ هذه التفاصيل أساسية لتقييم جدّية النتائج”.

وأضاف: “قد تكون هناك خلفيات أو أهداف سياسية وراء نشر تقارير تُسيء إلى صورة لبنان، فالأخبار السلبية عادةً تجذب تفاعلاً محلياً ودولياً واسعاً”.

وختم شمس الدين بالتأكيد أنّ “لبنان لا يزال من بين الدول الأكثر أماناً في المنطقة”، بالرغم من التحديات، مشيراً إلى أنّ “القوى الأمنية تتحرّك بسرعة وكفاءة، وغالباً ما يتم توقيف مرتكبي الجرائم خلال ساعات أو أيام قليلة من وقوعها”.

وفي وقتٍ يسعى فيه اللبنانيون إلى التمسّك بإحساسٍ طبيعيّ بالأمان وسط كل الأزمات، يبقى السؤال: هل يحتاج لبنان فعلاً إلى تقاريرٍ دوليّة ليكتشف مستوى أمانه، أم إلى ثقةٍ داخلية تُعيد الاطمئنان إلى شوارعِه قبل ليله؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى