اخبار محليةالرئيسية

مفاوضات، انتخابات، نزع سلاح، اجتياح……!

بقلم د. نزيه منصور

تتزاحم الملفات وتولد أزمات وتكثر التحليلات والخبريات والمعلومات والتسريبات على الساحة اللبنانية من دون أولويات، فكلٌ له مواله وأهدافه وفقاً لما تقتضيه مصلحة مرجعيته وتبعيته لقاء حفنة من فتات الدنيا تروي ظمأ أهل الدنيا على حساب القيم والمبادئ والحقوق والإنسانية على قاعدة: (بعد حماري ما ينبت حشيش)….!
وعليه هذا التزاحم بين الملفات يؤشر إلى ما يلي:
١- التفاوض بفرعيه المباشر وغير المباشر هو موضوع خلاف داخلي من حيث الآليات والأهداف، فالبعض يخضع للاملاءات الخارجية ويطالب بالسير في مفاوضات مباشرة وإقامة سلام مع العدو من دون شروط، بينما الفريق الآخر فيرفض ذلك جملة وتفصيلاً وله شروطه وآلياته وأهدافه منها غير مباشرة عسكرية مع ضمانات وانسحاب العدو من الأراضي المحتلة وعدم الانزلاق إلى مفاوضات ذات طابع سياسي أو اي شكل من أشكال التطبيع
٢-الانتخابات: فريق يثير تعديل قانون الانتخاب وفريق يرفض. الأول يراهن على تغيير في المعادلة الداخلية وتستهدف التراست الشيعي وبشكل واضح وصريح، أما
الثاني فيؤكد على عدم التعديل بصرف النظر عن أي مصلحة بحجة أن القانون وافق عليه الجميع
٣- نزع سلاح المقا.ومة وهو مطلب أميركي- اسرائيلي ويتناغم مع فريق لبناني الذي يعتبر أن الحاضنة خسرت الحرب وكل ما حصل يقتضي الاستفادة منه لمصلحته، وهذا بحد ذاته يخدم العدو من دون أي ثمن ويدفع إلى انقسام داخلي، حيث أن الفريق يرفض هذا المطلب ويعتبر ذلك استسلام وترك البلد لقمة سائغة للعدو وفرض شروطه
٤- الاجتياح: يكثر الحديث والتهويل ونقل تهديدات باجتياح لبنان وتدميره ونزع السلاح، وهذا ما يحرض عليه فريق نزع السلاح، أما الفريق الآخر فيتعامل مع هذه التهديدات بكل جدية ويحرص على المواجهة وتلقين العدو الدروس التي سبق وعاشها في العقدين الأخيرين من القرن العشرين…!
ينهض مما تقدم، أن لبنان منقسم على ذاته بشكل عامودي بين فريقين ولا وجود لفريق وسطي، مما يرفع من مضاعفة الأزمات وتداعياتها على الواقع اللبناني في كل المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية والديموغرافية، والذي يصب في مصلحة العدو مما يجعله يتمادى في ارتكاب الإرهاب بحق لبنان واللبنانيين، وفي الوقت ذاته يهرب من المواجهة في الميدان رغم شهية البعض في لبنان، وبالتالي يهدد بإجراء انتخابات نيابية بقرار أميركي كما حصل عند ملء الفراغ الرئاسي والحكومي، وإجراء الانتخابات التي تقرر النتائج صناديق الاقتراع وفقاً للتحالفات التي تحدد النتائج وخاصة فيما يتعلق بالتكتل الشيعي ما دام تحالف حز.ب الله – أمل لا يمكن تغيير المعادلة في مجلس النواب…!
وعليه تثار تساؤلات عدة منها:
١- هل تُجرى المفاوضات مباشرة أم غير مباشرة؟
٢- هل تُجرى الانتخابات بقرار محلي أو بفرض دولي أميركي؟
٣- هل يُنزع السلاح بالقوة أو يسلم طوعاً أو بانتظار البديل والنصر المبين،
٤- هل يجرؤ العدو على الاجتياح لنزع السلاح أم يستمر بالضغط هنا وهناك والأصوات الداخلية؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى