اخبار محليةالرئيسية

اللقاء الخماسي في باريس.. بداية الحل أم مجرد ملء الفراغ؟

بقلم: د. نزيه منصور

بتاريخ ١٨/١٢/٢٠٢٥، يعقد في فرنسا لقاء وصف بالخمسين يضم وزير الخارجية الفرنسي الأسبق لو دريان والمبعوثة الأميركية أورتاغوس والمبعوث السعودي يزيد بن فرحان إلى جانب قائد الجيش اللبناني رودولف هيكل في ظل غياب شكلي للطرف الحاضر والذي يعد اللاعب الأول في المشهد الكيان الصهيوني، وغيابه عن طاولة الاجتماع لا يعني خروجه من المعادلة بل بالعكس فهو ممثل بواشنطن ومدعوماً بباريس، فيما تلتزم الرياض وضع المراقب والممول واعتماد سياسة غض النظر وعدم دخول في جوهر الصراع….!
يعتبر هذا اللقاء من حيث التوقيت ومضمونه متابعة العدوان الصهيوني المستمر على لبنان رغم اعلان وقف إطلاق النار منذ ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤، ومحاولات ضبط العدوان واحترامه وإدارة تداعياته لا معالجته فالدول المشاركة لا تجتمع لا لردع العدوان ولا مساءلته، بل للحد من انفلاته والضغط على المعتدى عليه والتسليم بشروط الكيان ….!
اللافت في تركيبة المجتمعين والمقصود الأعضاء الثلاث أنهم يمثلون سياسة دولهم، مقابل عسكري لبناني لا يملك القرار السياسي وفقدان السلطات اللبنانية القدرة السياسية والأمنية والمالية وحالة الترهل الذي يعاني منها النظام اللبناني، حيث أصبح الجيش اللبناني الموثوق من قبل الجميع محلياً ودولياً رغم إمكانياته المحدودة والعجز عن مواجهة العدو …!
ينهض مما تقدم، أن الاجتماع المنتظر في باريس يتمثل الغائب بقوة من خلال واشنطن وباريس والتحفظ السعودي ويبقى اللبناني فارغ اليدين من أوراق القوة، كما أن الهدف من الاجتماع ليس وقف العدوان وتحرير الأرض ولا إعادة الأهالي ولا التمويل والإعمار، بل إدارة الازمة، فواشنطن تلعب دور الذئب بثياب حمل، وباريس دور الوسيط المكمل للدور الأميركي وقناة تواصل بين الأفرقاء لا فرض توازن بين المعتدي والمعتدى عليه، والسعودي ينظر إليه الممول وفقاً لما تحدده واشنطن، أما اللبناني فيمثل الضحية والتي تنتظر الحد الأدنى من المساعدات ودعم الجيش بما دل وقل. وبالتالي، فإن الاجتماع هو أقرب إلى ملء الفراغ وإدارة الأزمة والحد من تداعياتها ومنح العدو المزيد من المكاسب السياسية…!
وعليه تطرح تساؤلات عدة منها:
١- هل يستطيع اللقاء اتخاذ قرارات تلزم العدو بالانسحاب؟
٢- هل يمنح المجتمعون الجيش اللبناني المساعدات العسكرية التي تؤهله لردع العدوان وحفظ سيادة واستقلال لبنان؟
٣- هل يلتزم الكيان بمقررات اللقاء الباريسي؟
٤- هل تعتبر هذه الخطوة على طريق الحل أم مجرد ملء الفراغ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى