قماطي: صمود المقاومة أفشل العدوان الصهيوني الأميركي ومنعه من التوسع

كلمة عضو المجلس السياسي الوزير السابق الحاج محمود قماطي خلال الملتقى العربي الاوروبي المقاوم في بيروت تحت عنوان “تحرير الاسرى في اطار سيرورة مواجهة حرب الابادة ودعم المقاومة”
بسم الله الرحمن الرحيم
الضيوف الكرام، حضرات الأخوة والأخوات، تحية من القلب لكم،
باسمي وباسم حزب الله نجدد ترحيبنا بكم في لبنان ونعبر عن سرورنا بلقائكم ونثمن روحكم ذات البعد الإنساني والساعية للحقيقة وللعدالة، رغم الضغوط التي تمارس عليكم، كما نعول على نضالكم وعلى مواقفكم المؤثرة في مواقعكم أينما كنتم، في فرنسا وأوروبا وفي أرجاء العالم.
لقد شكلت أرض فلسطين، نقطة الإنطلاق والأساس في مشروع قيام الدولة الصهيونية، وقامت دولة الإحتلال على دعاية خاطئة وظالمة عنوانها: أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، وارتبط تاريخها التوسعي بالمجازر بحق أبناء فلسطين وطرد من تبقى من بيوتهم الآمنة.
لقد كانت لإسرائيل أطماع في لبنان إنطلاقا من مشروع الدولة الصهيونية الكبرى من النيل إلى الفرات، وتركزت أطماعها على مياه الليطاني، فرفعت إلى الأمم المتحدة في العام 1965 مشروعا عُرف بمشروع شاريت ( وهو وزير خارجية العدو موشي شاريت آنذاك)، يقوم على طلب الموافقة الدولية على ضم الأراضي اللبنانية من الحدود مع فلسطين إلى نهر الليطاني.
لم تحترم إسرائيل استقلال لبنان ودأبت على إنتهاك حدوده الدولية وقد قالت رئيسة الوزراء الصهيونية غولدا مائير سابقا إن لبنان خطأ تاريخي، ولم تقم الدولة اللبنانية بواجباتها في حماية الوطن والمواطنين من التهديدات الصهيونية.
واضاف:”الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان أستمرت ودون توقف وحتى قبل الوجود الفلسطيني المسلح في جنوب لبنان في العام 1969، ولقد نفذت إسرائيل هجمات عديدة منها قصف الطائرات المدنية في مطار بيروت الدولي العام 1968 وقامت باجتياح لبنان في العام 1978 ووصلت حتى نهر الليطاني ورفضت تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 425 والقاضي بانسحابها من لبنان، ثم وسعت إجتياحها للأراضي اللبنانية في العام 1982 ووصلت إلى بيروت ونفذت مجازر صبرا وشاتيلا وتسببت إعتداءاتها بارتقاء عشرات الألوف من الشهداء المدنيين ومئات الآلاف من الجرحى وتدمير هائل في البنى التحتية وفي أملاك اللبنانيين وتهجيرهم من أرضهم، واستمر إحتلال اسرائيل للأراضي اللبنانية حتى العام 2000 عندما خرجت ذليلة ومدحورة ونفذت القرار الدولي 425 تحت ضغط ضربات المقاومة الإسلامية والوطنية التي حررت الأرض والإنسان في لبنان”.
وتابع:” إن الطبيعة العدوانية لإسرائيل دفعتها ومن جديد للعدوان على لبنان في العام 2006 حيث أفشلت المقاومة مشروعها وأعادتها بالقوة مدحورة إلى فلسطين، ثم استغلت عملية طوفان الأقصى التي أرادت تحرير الأسرى الفلسطينيين من السجون الصهيونية وقامت بعدوان شامل على غزة لتهجير الفلسطينيين من أرضهم وبناء المستوطنات فيها ووقف العالم داعما أو متفرجا، فساندت المقاومة في لبنان أهل غزة في معركة الإسناد وكان حرصها شديدا على ألا تتوسع الحرب، إلا أن العدو شن حربا واسعة النطاق على لبنان والمقاومة وتصدت كل القوى الإسلامية والوطنية الشريفة للعدوان: من حزب الله إلى حركة أمل إلى قوات الفجر إلى الحزب السوري القومي الإجتماعي وكل المناضلين الشرفاء ، وقد أثمر صمود المقاومة أن أفشل العدوان الصهيوني الأميركي ومنعه من التوسع في العمق اللبناني، فطلب العودة إلى القرار 1701 برعاية أميركية فرنسية”.
لقد إلتزم لبنان دولةً ومقاومةً بمندرجات القرار 1701 فيما لم تلتزم إسرائيل مطلقا الإلتزام به وحتى اليوم، وعمدت بالتنسيق مع الولايات المتحدة إلى الضغط على لبنان لتسليم سلاح المقاومة وللرضوخ للإرادة الأميركية على مستوى المنطقة ككل، فيما لا يزال الإحتلال اليوم يحتجز الأسرى اللبنانيين، وأسرانا اليوم في سجون الإحتلال الصهيوني ينتظرون كما إنتظر جورج عبدالله ليتحرروا بقوة المقاومة والتفاف الناس من حولها.
لقد رفضت المقاومة مطلب تسليم السلاح، حيث لا يزال فيه لبنان تحت تهديدات نتنياهو بإبتلاع كل أرضه في إطار إسرائيل الكبرى والتي أعلنها على شاشات العالم أجمع، وفي وقت تؤكد فيه المقاومة شرعتها من القانون الدولي ومن شرعة حقوق الإنسان، وهي شرعية تعلو على إرادة البعض ممن لا يريدون للمقاومة أن تدافع عن الأرض وتحرر الإنسان.
وهي اليوم تؤكد على صمودها في وجه المشروع الأميركي الصهيوني وتعتمد سياسة الإنفتاح على الدولة والعالم العربي وعلى كل القوى الشريفة في العالم.
ولقد أثمرت سياسة المقاومة إسقاط مشروع التطبيع وسياسة التفاوض مع العدو المحتل، وستعمل على مواجهة مشروع الهيمنة الأميركية ومحورها المساند لها في المنطقة.
لقد أرادوا للمنطقة وخصوصا في لبنان وسوريا وفلسطين، أن تسير نحو مسارات التجزئة والتفتيت وأرادوا قتل كل موارد القوة فيها تمهيدا لإبتلاعها من قبل العدو الصهيوني عبر القوة والإرهاب ، فيما فرنسا، الشريكة الراعية لتنفيذ القرار 1701 ومع الأسف لا تستطيع أن تفعل شيئا…
نعدكم بأن نستمر في نضالنا الأممي لأجل تحرير فلسطين ولتحرير كل الأسرى اللبنانيين والفلسطينيين من سجون الإحتلال الصهيوني، ونجدد شكرنا لحضوركم ومشاركتكم ونقدر للشباب الأوروبي المناضل والصادق موقفه الداعم للبنان وللقضية الفلسطينية، كما نشكر جهودكم الكريمة والدؤوبة وجهود كل المخلصين في فرنسا والعالم، والتي أثمرت عن إطلاق سراح المناضل الكبير جورج إبراهيم عبدالله، حيث كانت هذه الخطوة مدعاة سرور ونصر لمسيرة الكفاح ضد العدوان بكل تجلياته، ونؤكد لكم أننا سنبقى معا في خدمة قضايا العدالة والمستضعفين في كل أرجاء العالم وفي مقدمتها قضية فلسطين….
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.




