اخبار محليةالرئيسية

كيف يختار المتنيّون نوابَهم المفتَرَضين؟

نجح المرشّح د. ميلاد السبعلي في تشخيص حاجات أبناء دائرته الانتخابية وفي تقديم حلول ضمن برنامج إصلاحي منبثق من المنطلقات الفكرية التي يؤمن بها

ربى منذر

غابت البرامجُ الانتخابية عن «لوائح المَصالح» الحزبية والمذهبية الضيّقة، فيما المواطنُ المتني يقف حائراً أمام زحمة المرشحين وأطنان الوعود. إلّا أنّ نظرةً سريعةً على حال المتن وأحواله السياسية والاقتصادية والمعيشية يمكن أن تعطيَنا صورةً واضحةً عن نوع المرشح الذي «يُفيدنا» انتخابُه.

وبعيداً من اللعب على الوتر الحزبي والطائفي والمذهبي الذي يجيده بعض الأحزاب والقوى في المتن، يجب على المواطن المتني أن يعيدَ شريط واقع المتن من الساحل الى الجبل، قبل أن يُسقط صوتَه في صندوق الاقتراع، ويقارب الاستحقاق من زاوية علمية عمَلية تُسهّل عليه المهمة، ليكون عبر صوته مسؤولاً عن مستقبل المتن للسنوات الأربع المقبلة.

تستغني الأحزابُ عن البرامج، وتوفّر جهوداً مضنية لمحاولة إقناع الناخبين بضرورة اختيار مرشّحيها. فالأحزاب في لبنان بشكل عام، تضمن ولاءَ الجمهور بناءً على أسس مذهبية، مدعومة بجرعات عالية من الخدمات الشخصية التي تربط الناخب بالمنتَخَب بشكل مباشر.

غير أنّ ثمّة مرشحين يأتون من خلفيات حزبية عقائدية، محمّلين بإرثٍ عملي تطويري هائل، يجب الإضاءة عليهم وتعريف الجمهور إلى الإمكانيات الضخمة التي يمتلكون، والتي صاغوها على شكل برامج انتخابية إنمائية – نهضوية رائدة.

في جردة حساب سريعة مع المرشحين في المتن الشمالي، لم نلحظ وجودَ برامج انتخابية تأخذ بعين الاعتبار حاجات الناخب المتني ولا واقع المتن البيئي – الاقتصادي – المعيشي. سمعنا وقرأنا الكثير من الخطابات التي تتناول الوضعَ بشكل عام، لكن لم يقدّم معظم المرشحين حلولاً مباشرة لمشكلات خاصة و«موضعية» يعاني منها المتن.

هذا الغياب عن الواقع مردّه إلى فشل معظم المرشحين في تشخيص المشكلة، ذلك أنّ معظمهم التحق بـ«بوسطة» انتخابية حزبية تؤمّن لهم الوصول إلى ساحة النجمة بصرف النظر عن مسألة التنمية والإنماء.

إلّا أنه في وسط هذا النفق المظلم، توقف مراقبون مطوّلاً أمام حالة استثنائية بدأت تظهر من بين الأسماء الكثيرة المرشحة في المتن. سجّل المرشّح الدكتور ميلاد السبعلي حضوراً قوياً إنْ من خلال إطلالته التلفزيونية عبر شاشة ـOTV أو من خلال صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.

مكمن قوة السبعلي ليس قوة فريقه الإعلامي أو ماكيناته الانتخابية، بل تكمن قوة حضوره وقدرته على جذب انتباه المراقبين للشأن الانتخابي المتني كما للناخب المتني، في برنامجه الانتخابي الفريد والشامل.

نجح السبعلي في تشخيص حاجات أبناء دائرته الانتخابية، ونجح أيضاً في تقديم حلول واقتراحات ومشاريع عمل لمحاولة سدّ أو تلبية هذه الحاجات. قدّم حلولاً ضمن برنامج إصلاحي منبثق من المنطلقات الفكرية التي يؤمن بها، ومن تراكم الخبرات والعلوم التي اكتسبها في مجالات العمل المهني والسياسي لأكثر من ربع قرن. يهدف من خلاله إلى بناء دولة مواطنة وحداثة ودولة مدنية ديموقراطية بعيداً من السياسة التقليدية المتّبعة في لبنان والتي تنمّ عن عصبيات قبلية وطائفية وارتهانات خارجية.

فلحظَ في برنامجه حلولاً لمشكلات يعاني منها لبنان بشكل عام، على مستوى بنية الدولة إدارياً واقتصادياً، لكنه لم يغفل المتن ومشكلاته، وخصّه برؤية شاملة من حيث اقتراحه الحلول للمشكلات في الخدمات الأساسية عبر تخطيط متكامل للطرقات والجسور والصرف الصحي والمياه والكهرباء وشبكات الاتصال والمستوصفات والمدارس الرسمية والمستشفيات الحكومية ومولدات الكهرباء والإنترنت واشتراكات التلفزيون، وعدم ترك هذه الموضوعات سائبة تختلف من قرية الى أخرى حسب وضع البلدية أو المتنفّذين، وضبط عمليات الجباية والرقابة الخاصة والعامة من أجل حماية المواطن المتني من عمليات الإجحاف والابتزاز في سعيه لتأمين حقوقه الأساسية.

تشخيص المشكلات في المتن خطوة أولى في طريق حلّها، وهذا ما فعله السبعلي عبر وضعه خريطة إنمائية متكاملة في المنطقة، لتحديد القطاعات التنافسية ذات القيمة المضافة وتشجيعها وتسهيل احتياجاتها، من سياحية وزراعية وصناعية ومعرفية وتجارية، والتخطيط لاجتذاب استثماراتٍ كبرى إلى المنطقة في هذه القطاعات.

كما أنه وضع خريطة معرفيّة متكاملة للمنطقة، لناحية وجود المكتبات العامة ومراكز محو الأمية المعلوماتية والإحصاء والتوجيه المدرسي والجامعي والمهني وتشجيع ودعم المدرسة الوطنية والمهنية وقيام الجامعات.

هذا فضلاً عن خطة لإصلاح شاطئ ساحل المتن، لجهة معالجة مشكلة النفايات والصرف الصحّي وخزانات النفط والتلوّث، للحفاظ الأمثل على البيئة ودرء المخاطر عن سكان المنطقة والاستفادة القصوى من الموارد والمساحات.

اليوم، لم تعد الانتخابات مناسبة لاستعراض النفوذ والتباهي بالمنصب الشَّرَفي، بل أصبح الناخب نتيجة إلحاح الظرف والواقع أمام مسؤولية اختيار الدواء للداء. فالمرشح الذي يحمل رؤية نهضوية شاملة يضعها أمام الجمهور ويطلب ثقته، تسهل محاسبتُه بعد أربع سنوات بناءً على ما ألزَم به نفسه.

“الجمهورية”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى