الرئيسيةمجتمع ومنوعات

ندوة أدبية بعنوان “بولس سلامة: شاعر الوطن والوجدان” في بنواتي- جزين.

في أمسية ثقافية مميزة في قاعة “دار ضيعتها” في بلدة بنواتي قضاء جزين، نظم المجلس الثقافي بالتعاون مع بلدية بنواتي ندوة أدبية بعنوان: “بولس سلامة: شاعر الوطن والوجدان”.

الندوة التي حضرها عدد من الوزراء والنواب و رؤساء بلديات ومخاتير ونخبة من أهل الأدب والثقافة، استهلت بكلمة ترحيبية لرئيسة بلدية بنواتي السيدة سميرة درويش، التي عرّفت بالحفل والمكرَّم، قبل أن يتولى الأستاذ محمد حمود مهمة التقديم.

المداخلات بدأت مع الدكتور إلياس القطار، رئيس المجلس الثقافي لقضاء جزين، الذي سلط الضوء على القيمة الفكرية والأدبية لأعمال بولس سلامة شعراً ونثراً، مقارنًا تجربته بتجارب كبار الأدباء الأوروبيين، وقرأ نصًا من كتاب تحت السنديانة بعنوان “المسيحية والإسلام”، الذي جسّد روح المحبة والتسامح والتنوير.

بعدها، عرض الدكتور أحمد نزال، رئيس اتحاد الكتّاب اللبنانيين، بحثًا أكاديميًا بعنوان: “آل البيت في شعر بولس سلامة: ملحمة عيد الغدير – علي والحسين – عيد السّتين”، مبرزًا عمق إلمام الشاعر بالتاريخ الإسلامي وفرادته في كتابة الشعر الملحمي.

أما الدكتور بهزاد جابر، عضو المجلس الثقافي للبنان الجنوبي، فقد تناول في بحثه الجوانب الأدبية والفكرية في شعر سلامة ونثره، مسلطًا الضوء على غنى ثقافته التاريخية والدينية، الإسلامية والمسيحية، وعلى دعواته المبكرة للوحدة الاجتماعية والفكرية.

وكان للشعر حضوره مع الشاعر إيلي ضاهر، الذي أتحف الحاضرين بقصيدة عمودية مؤلفة من 38 بيتًا على بحر البسيط، اتسمت بلغتها العالية وصورها الغنية، محاكيةً النفس الملحمي لشعر بولس سلامة.

واختُتمت الندوة مع المهندس أكرم سلامة، ابن العائلة والبلدة المضيفة، الذي قدّم دراسة شاملة حول مواقف بولس سلامة وإسهاماته في القضاء اللبناني، مسلطًا الضوء على دوره في إحقاق العدالة وإصلاح النظام القضائي، مؤكدًا أن جوهر فكره يبقى الإنسان أولاً، قبل المناصب والوظائف.

ختامًا، أكّد المشاركون أن بولس سلامة سيظل سنديانة راسخة من سنديانات بتدين اللقش، مهما عصفت بها عوامل الطبيعة، بجذورٍ ضاربة في عمق الأرض الجنوبية، وذاكرة أدبية وفكرية خالدة.

الندوة شكلت محطة مضيئة ضمن أنشطة المجلس الثقافي لقضاء جزين، الذي يواصل تسليط الضوء على المبدعين في المنطقة، مكرَّسين أو مغمورين، بما يحفظ الإرث الثقافي ويغني الحاضر والمستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى