رئاسة الحكومة هي السبب…!
لا يغفل رئيس الحكومة سعد الحريري من حساباته الانتخابية مسألة تسميته مجدّداً لرئاسة الحكومة المقبلة بعد الانتخابات النيابية في 6 أيار المقبل.
ولذلك نراه بعد زيارته الأخيرة إلى السعودية أكثر اهتماماً بإعادة ترتيب أوراقه، بحيث يحرص على ألا يقطع مع حلفائه القدامى… والجدد.
وإذا كان التحالف غير ممكن أو ربما مستحيلاً بين تيار المستقبل والثنائي الشيعي، فإنّ ذلك لا يعني أنّ هذا الثنائي سيقف حجر عثرة أمام عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة، بل على العكس تماماً، سوف يساعده على الاحتفاظ بمنصبه لأكثر من سبب أوّلها أنّ التوازنات الداخلية تقتضي ذلك، وثانيها والأهمّ لكي يساهم بقدر مسؤوليته في تحمّل أوزار الوضع الاقتصادي والاجتماعي المزري في البلد، والذي وصل إلى هذا الدرك بفعل سياسات كان تياره مسؤولاً عنها بشكل أساسي، لا سيما الارتفاع المضطرد في أرقام الدين العام.
ومن أجل هذا الهدف أكد الحريري أنّ تحالفه مع رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، وتالياً مع تيمور جنبلاط، ثابت ومستمرّ في كلّ الدوائر الانتخابية. كما أكد استمرار علاقته الاستراتيجية مع القوات اللبنانية حتى لو اقتصر التحالف الانتخابي بين الطرفين على بعض الدوائر وليس كلها، وينطبق الأمر نفسه على حليفه الجديد التيار الوطني الحرّ ورئيسه الوزير جبران باسيل الذي وعده الحريري بأن يجيّر له الأصوات التفضيلية التي يمون عليها تيار المستقبل في البترون.
إذن هي قصة رئاسة الحكومة التي تشغل بال الحريري وليس مقعداً نيابياً بالزائد هنا أو مقعداً آخر بالناقص هناك… لأنّ رئاسة الحكومة في نظام ما بعد الطائف تمسك بالكثير من مفاصل الحكم في البلد، وأهمّها أنّ الآلة التنفيذية للسلطة كلها هي في مجلس الوزراء، وهذا المجلس لا يجتمع إلا بدعوة من رئيسه الذي يضع له جدول أعماله ويطلع رئيس الجمهورية عليه… ولعلّ هذا الأمر هو الذي يهمّ السعوديين أيضاً، ولذلك تركوا للحريري الهامش الواسع في حركته الانتخابية وما يستتبعها من تحالفات وخصومات، طالما أنّ الغاية هي موقع الرئاسة الثالثة الذي لا ينازع أحد الحريري عليه في المدى المنظور.