اخبار عربية ودوليةالرئيسية

«العودة» تهزّ حكومة العدو: تهجير الغزيين… وصفة ترامب لإنقاذ نتنياهو

الاخبار

مع استئناف العدو تنفيذ اتفاق الهدنة في قطاع غزة، بالانسحاب من حاجز «نتساريم» في وسط القطاع والسماح لمئات الآلاف من النازحين بالعودة إلى الشمال، صار واضحاً أن الاتفاق وجّه ضربة قاسية إلى حكومة اليمين برئاسة بنيامين نتنياهو، وهو ما دفع بالرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى اقتراح تهجير الفلسطينيين «طوعاً» من القطاع، والذي وضعته الصحافة الإسرائيلية في إطار محاولة من ترامب لتعويم حكومة نتنياهو.

ومثّل مشهد عودة النازحين عبر معبر «نتساريم» هزيمة لحكومة نتنياهو بقراءتين فلسطينية وإسرائيلية، إذ قال وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير، المنسحب من الحكومة، في منشور على منصة «إكس»، إن «هذا ليس ما يبدو عليه النصر الكامل (وفق ما كان يزعمه نتنياهو)، هذا ما يبدو عليه الاستسلام الكامل». كما حصل تلاسن بين بن غفير وعائلات الأسرى خلال جلسة للجنة الخارجية والأمن في الكنيست. ونقلت صحيفة «معاريف» أن الوزير المستقيل قال لأهالي الأسرى إن «الصفقة مع حماس غير شرعية وستجلب كارثة لإسرائيل»، في حين رد الأخيرون بأن «هناك وزراء في الحكومة الإسرائيلية وأبواقاً في الإعلام يبذلون جهودهم لإفشال صفقة التبادل»، وأضافوا أن «بن غفير يقتل الأسرى بتصويته ضد الصفقة».

وفي المقابل، أعلنت حركة «حماس»، مساء أمس، عودة 300 ألف فلسطيني إلى شمال القطاع، واعتبرت أن العودة شكّلت «انتصاراً لشعبنا، وإعلان فشل وهزيمة للاحتلال ومخططات التهجير». كما رأت حركة «الجهاد الإسلامي» أن عودة النازحين هي «رد على كل الحالمين بتهجير شعبنا». ونشرت مقطع فيديو للرهينة الإسرائيلية، أربيل يهود، المحتجزة في قطاع غزة والتي يُرتقب إطلاق سراحها بعد غد، قبل الدفعة الثالثة المقررة السبت المقبل، في ما كان أحد الشروط الإسرائيلية للسماح للغزيين بالانتقال شمالاً. وسبق أن استجابت «حماس» للوسطاء وسلّمتهم قائمة تضم أسماء 25 أسيراً إسرائيلياً في قطاع غزة على قيد الحياة من بين الـ33 الذين تشملهم المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار؛ وهذا أيضاً كان من شروط السماح بعودة النازحين. وأكّدت حكومة العدو تطابق قائمة «حماس» مع معلوماتها الاستخباراتية حول وضع الأسرى، فيما قال الناطق باسمها، ديفيد منسر، إن الحركة ستسلم ثماني جثث ضمن دفعة الأسرى المقرر الإفراج عنهم خلال الأسابيع المقبلة، مضيفاً أنه «تم إبلاغ العائلات بحالة أبنائها».

نتنياهو يأمل أن تؤدي استعادة خيار «التهجير» إلى لمّ شمل حكومته

وفي سياق التحضير لبدء المفاوضات حول المرحلة الثانية من التبادل، من المتوقع أن يصل مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل غداً. كما من المقرر أن يلتقي نتنياهو الرئيس الأميركي في واشنطن قريباً. ويأمل الأول ومساعدوه أن يؤدي تشجيع ترامب سكان غزة على «الهجرة الطوعية» إلى إعطائه المزيد من الوقت الثمين، ويوفّر لوزير المالية المتطرف، بتسليئيل سموتريتش، سبباً مقنعاً للبقاء في الائتلاف حتى نهاية المرحلة الثانية من الصفقة على الأقل، وربما بعد ذلك، كما قد يدفع بن غفير للعودة إلى الحكومة.

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن أحد الوزراء في المجلس الوزاري المصغّر القول إن بيان ترامب حول التهجير من المرجح أنه تم تنسيقه مع نتنياهو وكان المقصود منه جزئياً مساعدة نتنياهو في منع انهيار حكومته بسبب الاتفاق مع «حماس».

وبحسب الوزير، الذي تحدّث بشرط عدم الكشف عن هويته، فإن «قضية تشجيع الهجرة الطوعية للفلسطينيين عادت الآن إلى جدول الأعمال، تماماً كما أراد حزبا اليمين المتطرف الصهيونية المتدينة برئاسة سموتريتش، وعوتسما يهوديت برئاسة بن غفير، منذ فترة طويلة، وما كان يأمله الكثيرون في حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو».

وأضاف أن احتمال أن يدفع الرئيس الأميركي في اتجاه نقل «ربما مليون ونصف مليون شخص» من «موقع الهدم» في غزة اليوم، قد يجعل هذه القضية محور الاهتمام من جديد، بعد أن توقّفت إسرائيل عن إثارتها بسبب المعارضة العالمية لها. وتابع أن ترامب نفسه «سوف يناقش هذه القضية مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي»، بعد أن بحثها مع الملك الأردني، عبدالله الثاني، على رغم رفض الأخيريْن للفكرة، معتبراً أنه «إذا وافق الجميع على الهجرة، لن تكون هناك حاجة إلى استئناف الحرب، ولن تكون لدى أحد مشكلة مع المرحلة الثانية. سينتقل الفلسطينيون من غزة إلى الأردن أو مصر أو إندونيسيا، وسيعيد ترامب بناء غزة، وفي غضون ثلاث سنوات، سنرى ما سيحدث».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى