معدّات بآلاف الدولارات في الجامعة اللبنانية معطّلة وطلاب الماستر بخطر
منذ ما يقارب الستة أشهر تعطّلت "الماكينة" ولم تقم الشركة الملتزمة عقود الصيانة بواجباتها
عام 2011 أطلق المعهد العالي للدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا في الجامعة اللبنانية 772 طالبا في الماستر البحثي، ومنح شهادة التأهيل لإدارة الابحاث لسبعة اساتذة باحثين من الجامعة، بالإضافة الى إطلاقه دفعة أولى قوامها 8 طلاب من طلاب الدكتوراه، ليشكل هؤلاء حجر الأساس لتفعيل البحث العلمي في الجامعة اللبنانية، الأمر الذي تحتاجه الجامعة بمختلف كلياتها.
لم تدم “الأيام الملاح” التي يعيشها المعهد العالي للدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا، فها هو اليوم يعاني من “انكسار الحلم” بعد “وفاة” آخر أمل للبحث العلمي، اذ تكشف مصادر عبر “النشرة” أن مختبر المعهد يعاني من تعطّل جميع معدّاته، وأبرزهم “الماكينة” المعروفة بإسم “NMR”، أي ماكينة الرنين المغناطيسي النووي، الضرورية لكل أنواع الأبحاث.
وتضيف المصادر المطلعة على احوال المختبر: “منذ ما يقارب الستة أشهر تعطّلت “الماكينة” ولم تقم الشركة الملتزمة عقود الصيانة بواجباتها، مع العلم أن عقد الصيانة قد انتهى منذ أسابيع ولم تجرِ الجامعة اللبنانية بعد أي عقد صيانة آخر”، مشيرة الى أن الشركة التي كانت ملتزمة عقود الصيانة وتدعى “medilab” اهملت “الماكينات” الى حد بعيد رغم أنها بحاجة الى صيانة أسبوعية أو على الأقل فحوصات أسبوعية لضمان استمرار عملها بشكل سليم.
مئات آلاف الدولارات يبلغ ثمن هذا “الماكينة”، وهي ضرورية جدا للأبحاث العلمية ومن دونها لا يمكن لأي بحث على علاقة بالكيمياء العضوية أن يُستكمل، ما يعني أن طلاب “الماستر 2″ لن يتمكنوا من التخرّج هذا العام، كما أن طلاب الدكتوراه سيضيّعون الوقت بانتظار إيجاد الحلول.
حاول بعض الطلاب بمعاونة أساتذتهم من تسيير شؤونهم عبر طلب المساعدة من الجامعة الاميركية في بيروت وزيارة مختبرها كلما سنحت لهم الفرصة والوقت، الا أن ذلك لا يمكن أن يشكل بأي شكل من الأشكال حلّا عمليا لطلاب الجامعة اللبنانية بحسب الأستاذ في الجامعة علي هاشم، مشيرا في حديث لـ”النشرة” الى أن بعض الأبحاث أو العيّنات لا تتحمل كلفة النقل من وقت وعوامل أخرى. ويضيف: “كذلك لا يمكن لطلابنا أن إجراء أبحاثهم في جامعة أخرى لان تلك الجامعة لن تكون مستعدّة لاستقبالهم كل يوم وفي كل الأوقات”، داعيا لانقاذ العام الدراسي لطلاب الماستر 2 الذين إن تمكنّت الجامعة من إيجاد الحل لهم في وقت قريب جدا سيحتاجون الى وقت اضافي قبل أن يتمكنوا من إنهاء أبحاثهم ومناقشتها، ما يعني ان تأخر تخرجهم قد حصل، انما أن يتخرجوا مع بعض التأخير أفضل من ألاّ يتخرّجوا هذا العام.
من الأمور المتعارف عليها بحسب المصادر أن تتعهد صيانة المعدات والماكينات المهمة الشركات التي تصنعها أو تنال وكالتها الحصرية، الا أنه في الجامعة اللبنانية فالأمر مختلف، اذ ان عقود الصيانة فيها غير قابلة للتجزئة أي ان شركة واحدة تنال عقد الصيانة لكل الماكينات، الأمر الذي يجعل منها مسؤولة عن معدات لا تفهم في تفاصيلها وهو ما كان يحدث مع الشركة التي كانت تملك عقد الصيانة، اذ انها كانت تلجأ بداية لوكيل ماكينة “NMR” من أجل صيانتها، سائلة: “هل من المقبول أن نستمر بإهمال الجامعة ومختبراتها كرمى لعيون الشركات والنافذين الذين يلتهمون الأموال دون فائدة”؟.
منذ استلامه رئاسة الجامعة، أظهر رئيس الجامعة فؤاد أيوب جدية في العمل، وها هو اليوم أمام فرصة لتغيير الاداء السابق المرافق لقضايا التلزيمات في الجامعة، خصوصا اذا صح ما نقله أحدهم عن ان قيمة عقد الصيانة في الجامعة اللبنانية بالحدث تبلغ 2 مليون دولار أميركي، الأمر الذي يسمح بتغيير المعدات سنويا إن أرادوا.
قرّر الطلاب المتضررين من تعطل المختبر والأساتذة التحرك الاربعاء والاعتصام أمام المعهد لرفع الصوت والمطالبة بالتدخل السريع وإنقاذ عامهم الدراسي، فهل تكون الاستجابة سريعة؟.
محمد علوش – النشرة