لغز أصوات حركة أمل ومفاجأة حزب الله في عاليه ـ الشوف…؟
التصويت للائحة وهّاب وإعطاء الصوت التفضيلي لخيرالله يمنع حزب "القوات" من تسجيل سابقة الحصول على مقعد نيابي في عاليه..
علِم “دايلي ليبانون” من مصادر سياسية متابعة أنّ ما تردّد بأنّ حركة أمل أوعزت لمناصريها في دائرة الشوف ـ عاليه بأن يعطوا أصواتهم للائحة المصالحة التي يرأسها تيمور جنبلاط، هو خبر غير دقيق، خاصة أنه لم يصدر بشكل رسمي عن الجهات المعنية في الحركة.
ولفتت المصادر إلى أنّ حسابات وعقبات سياسية كبيرة يصعب تجاوزها تحول دون صدور مثل هذا القرار، ذلك أنّ لحزب “القوات اللبنانية” مرشحَيْن اثنين على اللائحة المذكورة آنفاً هما جورج عدوان في الشوف وأنيس نصّار في عاليه، ولذلك لا يمكن لحركة أمل، وما تمثله من رمزية في خط المقاومة، أن تذهب في هذا الاتجاه، وتساهم بأصوات مناصريها في زيادة عدد أعضاء كتلة “القوات”، لأنّ هؤلاء سيكونون حكماً في صفّ خصوم المقاومة وكلّ ما يمتّ بصلة لمن يستهدفون المقاومة.
هذا مع العلم أنّ الاتفاق الأساسي بين الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط اقتصر على تبادل الدعم بين دائرة الجنوب الثالثة حيث يدعم جنبلاط بشكل مباشر النائب أنور الخليل الذي سيكون في عداد كتلة التحرير والتنمية (كما كان منذ العام 1992)، مقابل أن يدعم بري بشكل غير مباشر مرشح الحزب التقدمي الاشتراكي في بيروت الثانية النائب السابق فيصل الصايغ الذي سيكون حكماً في كتلة “اللقاء الديمقراطي”، وذلك من خلال ترك المقعد الدرزي شاغراً في لائحة “وحدة بيروت” التي تضمّ مرشحَيْ حركة أمل وحزب الله إلى جانب حلفاء آخرين، بينما يتواجه مرشحو “أمل” و”التقدمي” في لوائح متقابلة في دائرتي بعبدا وراشيا ـ البقاع الغربي.
أما في دائرة عاليه ـ الشوف فليس هناك مرشحون مباشرون لحركة أمل وحزب الله، ولكن هناك نحو 8500 ناخب شيعي مسجّلين على لوائح الشطب، وفيما كان حزب الله قد التزم بإعطاء أصواته في عاليه للوزير طلال أرسلان وفي الشوف للوزير وئام وهّاب، فإنّ حركة أمل لم تصدر أيّ موقف رسمي بهذا الشأن.
وإذا كان من المستبعد كما سبق ذكره أن تعطي “أمل” أصواتها للائحة تضمّ مرشحين قواتيين، فإنه من المستبعد جداً أيضاً أن تعطي الحركة أصواتها للائحة أرسلان كونه اتخذ خطوات تصعيدية ضدّ بري بسبب اتفاقه مع جنبلاط على المقعديْن الدرزيّيْن في بيروت وحاصبيا.
وقد تمثلت أبرز هذه الخطوات التصعيدية بتحالف أرسلان مع تيار المستقبل والتيار الوطني الحر وتشكيل لائحة تضمّ أيضاً بعض المرشحين الشيعة المستقلين في دائرة الجنوب الثالثة (النبطية وبنت جبيل ومرجعيون حاصبيا) وما تشكله هذه اللائحة من خطر ولو بنسبة ضئيلة جداً على واحد من مقعدين في لائحة “الأمل والوفاء” في هذه الدائرة، وهما المقعد السني الذي يشغله النائب قاسم هاشم (البعثي وعضو كتلة التحرير والتنمية) أو المقعد الأرثوذكسي الذي يشغله رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان.
استناداً إلى هذه الوقائع لا تستبعد المصادر أن يتخذ الرئيس بري قراراً بتجيير أصوات حركة أمل للائحة “الوحدة الوطنية” برئاسة الوزير وئام وهّاب، وهو ليس بعيداً أبداً عن بري وحليف المقاومة وصوتها الهادر على كلّ المنابر وفي كلّ وسائل الإعلام، ولا سيما أنّ هذه اللائحة تضمّ أيضاً حليفاً لصيقاً للرئيس بري وللمقاومة وهو النائب السابق زاهر الخطيب الذي خاض وإياه انطلاقاً من بربور حيث جيرة السكن إلى كلّ الوطن، المعارك والمحطات النضالية المضيئة والتاريخية وتحديداً في مرحلة إسقاط اتفاق 17 أيار الذي أعقب الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982.
كذلك طرأ تطوّر مهمّ جداً على قرار حزب الله بشأن توزيع أصواته في عاليه ـ الشوف، وهو الحزب المعروف عنه صدقه والتزامه المطلق بوعوده وعهوده، ولكن هذا التطوّر لا يُعتبر تراجعاً عن قرار أو نكثاً بوعد، حيث أنّ الحزب سيبقى ملتزماً بمنح أصواته في عاليه لأرسلان، رغم أنّ الأخير خالف كلّ تاريخه ودخل في تحالف ضدّ حزب الله وحلفائه في دائرة الجنوب الثالثة، ولذلك أكدت مصادر مطلعة أنّ تصويت حزب الله لأرسلان سيقتصر على الحزبيين فقط، أما المناصرون فقد تركت لهم حرية الاختيار ومن المعروف أنّ هؤلاء المناصرين يميلون إلى وهّاب الذي يعتبرون أنه يشبههم في الثبات والصدق والالتزام.
وتشير المصادر ختاماً إلى أنّ التصويت للائحة وهّاب وإعطاء الصوت التفضيلي للمرشح عن المقعد الأرثوذكسي في عاليه وليد خيرالله يحقق هدفاً لا يقلّ أهمية عن الالتزام مع الحلفاء، وهو منع حزب “القوات” من تسجيل سابقة الحصول على مقعد نيابي في عاليه…!