الخازن دعا لإصلاح حقيقي يواكب “سيدر 1”
إجراء الانتخابات في موعدها مؤشر واعد لعودة لبنان إلى حضن نظامه الديمقراطي ودور الشعب كمصدر للسلطات بعد غياب لثلاث سنوات نتيجة التمديد المتواصل
رأى رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، بعد استقباله في مقرّ المجلس رئيس تجمع “موارنة من أجل لبنان” المحامي بول كنعان على رأس وفد، أنه “لا إمكانية لقيامة نظامنا خارج التفاهم لإحياء عهود المناصفة والمشاركة، وعدم التنكّر لحقوق الغير”، مشيراً إلى أنّ “إجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري في 6 أيار المقبل، مؤشر واعد لعودة لبنان إلى حضن نظامه الديمقراطي في تداول السلطة ودور الشعب الذي هو مصدر السلطات بعد غياب دام ثلاث سنوات نتيجة التمديد المتواصل”.
وقال الخازن: “لئن هزّ التحذير، الذي أطلقه الكاردينال بشارة بطرس الراعي، الخواطر، برغم المخاوف التي أحدثها، إلا أنه، في قرارة الحقيقة، لا بدّ أن يهزّ الضمائر الدولية التي ستجتمع عبر أكثر من أربعين دولة في فرنسا بمؤتمر “سيدر 1″ لبحث المساعدات التي تنعش الحالة الاقتصادية في لبنان ومن حقنا أن نتساءل عن نوعية هذه المساعدات وما إذا كانت ستنحصر بالقروض لا الهبات، لئلا يتضخم الدين العام الذي فاق الـ 80 مليار دولار، خصوصاً أنه لا يزال للبنان في ذمة المساعدات الماضية ما يقارب الثلاثة مليارات دولار لم تدفع بعد”.
واعتبر الخازن أنه “من الضروري تقديم جرعات سريعة للاقتصاد اللبناني الذي تهالك نتيجة التجاذبات السياسية وعوامل الفساد المستشري في الإدارات العامة، التي ساهمت في تعطيل الحياة الاقتصادية ودفعها إلى حافة الهاوية”.
أضاف: “من هذا المنطلق لا يمكن القول إننا سنؤمّن شروط نجاح مؤتمر “سيدر 1” في باريس ما لم نباشر بطرح الإصلاح الحقيقي من باب استئصال الفساد والهدر في أسرع وقت ممكن، لئلا نقع بخيبة أمل موجعة في مواجهة الدول المشتركة في المؤتمر كي لا نصوّر أنفسنا نضحك عليهم ليضحكوا علينا”، مشيراً إلى أنه “يجب استعجال مكافحة الفساد المستشري في الإدارات من خلال حكومة جديدة يتحمّل أعضاؤها مثل هذه المسؤولية، لأنّ ذلك يندرج في إطار معالجة الهدر سريعاً والإصلاح المرجو في الدولة”.
وختم الخازن قائلاً “إنّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري مشهود له بالحرص على الأخذ بالتوازنات التي تنصف المسيحيين، وترضي غالبية الفئات اللبنانية بعيداً عن أيّ استفزاز أو تحدّ”، مشيراً إلى انه “بعدما كان هاجس الخوف من أيّ حرب يؤرق مضاجع أبناء الجنوب قبل التحرير الذي حققته المقاومة، أصبح هذا الخوف، بعد حرب تموز 2006، يهدّد الإسرائيليين في مصيرهم كدولة معتدية ومغتصبة لحقوق العرب في أرضهم وحياتهم”.