اخبار محليةالرئيسية

التهويل بالحرب الإسرائيلية لم يفلح بتمهيد طريق أورتاغوس لانتزاع التنازلات

كتبت صحيفة “البناء”: تتصدّر زيارة المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى لبنان الاهتمام السياسي والإعلامي، بعدما فشل التهويل بالحرب الإسرائيلية في إنتاج مناخ لبناني جاهز لسماع توجيهات أورتاغوس بشروط تفادي الحرب، أسوة بما كان يحدث مع زيارات المبعوث توماس برّاك، فالموقف اللبناني الرئاسي والحكومي سوف يتعامل مع زيارة أورتاغوس بخلفية واضحة وموحّدة تقوم على اعتبار أن المطلوب لتحريك مسار اتفاق وقف إطلاق النار المجمّد عملياً، هو مطالبة كيان الاحتلال بتنفيذ موجباته المنصوص عليها في الاتفاق وأساسها الانسحاب إلى خلف الخط الأزرق ووقف الاعتداءات اليومية بما فيها من أعمال قتل وتدمير وتجريف، لم يعد خافياً أنها تهدف إلى خلق أمر واقع على الحدود لا علاقة له بمزاعم منع بناء مواقع جديدة للمقاومة، بقدر ما هو استهداف للبنية السكانية المدنية الحدودية وقدرتها على البقاء في قراها والعودة إلى بيوتها وموارد رزقها، وهذا اعتداء على الدولة اللبنانية واستهداف لما هو في صلب مسؤولياتها تجاه شعبها، ومن حق لبنان بعد قرابة سنة على اتفاق وقف إطلاق النار عن مهمة الميكانيزم الذي سوف تترأس أورتاغوس اجتماعاً له اليوم، والاجتماعات السابقة تركز كلها على مراقبة ما فعله ويفعله الجيش اللبناني جنوب الليطاني ومطالبته بتقارير عن تقدّم أعمال تفكيك البنى العائدة للمقاومة وكشف بنتائج مهام السيطرة على السلاح العائد للمقاومة، بينما المهمة الصلية للميكانيزم، كما ينص الاتفاق، هي التحقق من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، ومقابل التزام لبنان الدقيق بكل موجباته في الاتفاق بما في ذلك انسحاب المقاومة من جنوب الليطاني، فإن “إسرائيل” لم تنفذ شيئاً ولم تتحرك الميكانيزم لإلزامها، بل إن أميركا المشرف الأول على عمل الميكانيزم تتبنى وجهة النظر الإسرائيلية في أمرين خطيرين، الأول ربط الالتزام الإسرائيلي بالانسحاب ووقف الاعتداءات بنزع سلاح المقاومة، والثاني تصوير الاعتداءات التي تطال في غالبها منشآت مدنية ومدنيين بأنها منع استعادة المقاومة لبنية عسكرية بديلة.
وعلى وقع استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان وحملة التهويل والتحذيرات بتوسيع الحرب، وصلت الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت مساء أمس، آتية من «تل أبيب»، على أن تلتقي اليوم برئيس الجمهورية جوزاف عون، قبل أن تعقد اجتماعاً مع لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار «الميكانيزم».
ووفق معلومات «البناء» فإنّ أورتاغوس ستبحث في تفعيل آليات العمل داخل اللجنة لضبط الوضع الأمني على الحدود وتجنّب الانزلاق إلى حرب جديدة، على أن تحث الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني على استكمال تطبيق قراراتها بحصر السلاح بيد الدولة في جنوب الليطاني ثم في شماله، وقد أبلغت «إسرائيل» ضرورة الالتزام بعمل اللجنة وضبط العمليات العسكرية. كما ستنقل أورتاغوس لرئيس الجمهورية تعليمات إدارتها بما خصّ الوضع على الحدود وحصيلة المباحثات التي أجرتها مع المسؤولين الإسرائيليين، لكن مباحثات أورتاغوس ستنحصر في الجانب التقني والأمني أما الشق السياسي والتفاوضي فسيتولاه السفير الأميركي الجديد في لبنان ميشال عيسى والسفير توم برّاك الذي سيزور لبنان مطلع الشهر المقبل بعد أن يتسلّم السفير عيسى مهامه الدبلوماسية بشكل رسمي. وبالتالي فإن الحديث عن المفاوضات بين لبنان وإسرائيل لن تنطلق وفق المعلومات قبل الشهر المقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى