لبنان ما بين رسالة أورتاغوس ونصائح رشاد
كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: تتجّه الأنظار إلى الأسبوع الحالي وما سيحمله من معطيات وتطورات قد تتّسم بأهمية كبيرة، لجهة اتّضاح بعض الخطوط التي ترتبط بالتصعيد الميداني والعسكري الإسرائيلي المتدرج في لبنان، بعدما رسمت وقائع الأيام الأخيرة صورة مثيرة للقلق المتصاعد حيال احتمال إنفجار حربي ميداني واسع لم يعد لبنان يقوى إطلاقاً على تداعياته الكارثية.
وفي هذا السياق تتوالى زيارات الوفود الديبلوماسية والأمنية إلى لبنان، حاملة قلقها وتحذيراتها من مخاطر المراوحة أو الإنزلاق في متاهة المواجهة وعدم الشروع في تنفيذ القرارات التي أعلنتها الحكومة في بيانها الوزاري وحددها رئيس البلاد في خطاب القسم لاسيما موضوع حصر السلاح في يد الدولة اللبنانية، خاصة بعد دخول إتفاق غزة حيز التنفيذ وإلغاء حالة الطوارئ في جنوب إسرائيل.
فقد وصلت المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس الى بيروت قادمة من إسرائيل عقب جولة قامت بها على الحدود الجنوبية للبنان، حيث تشارك في اجتماع لجنة الميكانيزم يوم غد الأربعاء بعد لقائها رئيس الجمهورية جوزاف عون، على أن يزور المبعوث الأميركي توم براك لبنان بداية تشرين الثاني المقبل، بالتزامن مع وصول السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى إلى لبنان.
وفي هذا الإطار، تأتي زيارة رئيس جهاز الاستخبارات المصرية اللواء حسن رشاد إلى بيروت لتحمل دلالات بالغة الأهمية، ويرى مراقبون أن في زيارة اللواء رشاد رسائل بالغة الأهمية، فإما ستكون على شكل تطمينات أو تحذيرات تتناسب مع ما أعلنه السفير المصري لدى لبنان علاء موسى عقب زيارته رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام.
وكان رشاد التقى قبل أيام رئيس وزراء حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إذ إن القيادة المصرية تضّطلع بدور ريادي فعال في غزة، وفي مجموعة الدول الخمس الداعمة للبنان، حيث اتخذ التصعيد الإسرائيلي في الأيام الأخيرة بعداً شديد الأثر ينذر بخطر حرب متجددة على ما تبقى من ترسانة “حزب الله” في لبنان، وما يمكن أن تقدم عليه إسرائيل من خطط وهجمات جديدة محتملة.
حراك ديبلوماسي
وبعد أورتاغوس، وصل الى بيروت الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بهدف تأكيد وقوف الجامعة العربية مع الحكومة اللبنانية في بسط سيادتها على الأراضي اللبنانية كافة، لاسيما مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان، على أن يصل اليوم الى بيروت رئيس الاستخبارات المصرية، حاملاً جملة من الرسائل الأمنية والسياسية سيبلّغها الى المسؤولين اللبنانيين.
مصادر مطلعة، أفادت “الأنباء الإلكترونية” بأن الرسالة الأميركية التي تحملها أورتاغوس، والنصائح التي سيقدمها المسؤول المصري، تتخطى ملف حصرية السلاح لتشمل إيجاد آلية للتفاوض مع إسرائيل في زمن غير بعيد، ما يعني أن المهلة المحددة لاتخاذ إجراءات ملموسة قد تكون أسابيع وليست أشهراً.
ولفتت المصادر إلى أن “هذه الرسالة تحمل إشارات واضحة إلى الأطراف اللبنانية حول حدود المهلة الزمنية وأهمية تحركها السريع، مما يعكس الضغوط الدولية المستمرة على لبنان لتسريع التوصل إلى حل سياسي وأمني للأزمة القائمة”.
بالتوازي، بدأت المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان، جينين هينيس- بلاسخارت، زيارة إلى إسرائيل حيث من المقرر أن تلتقي كبار المسؤولين لمناقشة آخر التطورات في إطار مشاوراتها الدورية مع الجهات المعنية بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر عام 2006 بهدف تعزيز الأمن والاستقرار على جانبي الخط الأزرق.




