اخبار محليةالرئيسية

لبنان يتبلّغ اول احاطة امنية ــ سياسية بعد «شرم الشيخ»؟!

الديار

كتبت صحيفة “الديار”: بعد ايام من بدء قوات الاحتلال الاسرائيلي موجة من الغارات العنيفة، وارتفاع منسوب استباحة دماء اللبنانيين في الجنوب والبقاع، باغتيال ممنهج عبر المسيرات، 10 شهداء خلال 72 ساعة، يتلقى المسؤولون اللبنانيون اليوم، اولى الاحاطات السياسية – الامنية لمرحلة ما بعد وقف النار في غزة، ومؤتمر شرم شيخ، وانعكاساته المفترضة على الساحة اللبنانية، مع وصول المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس الى لبنان آتيةً من «اسرائيل» حيث كانت في الساعات الماضية على الحدود مع لبنان، وشاركت بحسب الاعلام الاسرائيلي في الاشراف مع وزير الحرب اسرائيل كاتس على عملية اغتيال احد المقاومين في البقاع. الاحاطة الثانية، مصرية، مع ترقب وصول رئيس الاستخبارات المصرية حسن رشاد اليوم، الذي التقى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو الاسبوع الماضي، في زيارة استكشافية، تحمل عنوان «جس النبض» والبحث في سبل تحريك الملف اللبناني لدرء مخاطر احتمالات التصعيد الاسرائيلي حيث يتولى الاعلام العبري موجة «تهويل» جديدة بالحرب، وقد حرصت مصادر اميركية بالامس على التخفيف من وقعها عبر تسريب معلومات تنفي صحة التهديد باندلاعها، معتبرة التأويلات حول رسائل بهذا المعني تحملها اورتاغوس بانها مختلقة ولا اساس لها من الصحة.!

وبانتظار معرفة طبيعة المشهد المقبل، وما اذا كانت «رسائل» اورتاغوس حقيقة او للتضليل، يشتد «الكباش» الانتخابي مع ارتفاع حدة السجالات السياسية حول قانون الانتخاب، في ظل اشتباك سياسي مفتوح، وتبادل «حرب» زيارات الوفود النيابية الى المقرات الرسمية، من المتوقع ان يتعرض الفريق المعارض لانعقاد الجلسة التشريعية اليوم لانتكاسة مع تامين «تكتل الاعتدال الوطني» للنصاب، بينما تدخل الحكومة حلبة الصراع مع ادارج مشروع قانون وزير الخارجية لتعديل القانون على جدول اعمال جلسة يوم الاربعاء، علما ان دخول مجلس النواب قريبا في جلسات مفتوحة لمناقشة الموازنة تمنع عرض اي مشروع او اقتراح قانون خارج هذا الاطار، ما يجعل احتمالات «القوطبة» على صلاحيات رئيس مجلس النواب نبيه بري شبه مستحيلة.

تغيير «قواعد العمل»

ووفق مصادر دبلوماسية، بحثت اورتاغوس في «اسرائيل» «تغيير قواعد العمل» على الساحة اللبنانية، دون ان تتضح طبيعة السياسة المستقبلية، لكن المؤكد انها ستحمل معها زعما اسرائيليا بتراجع الجيش اللبناني عن القيام بإجراءات جدية لنزع سلاح حزب الله، وهي ستركز في محادثاتها على تفعيل عمل المؤسسة العسكرية، مع دعوة لمنع الحزب من اعادة بناء نفسه والتسلح من جديد، وهو الامر الذي سيعمل عليه السفير ميشال عيسى فور تسلم مهامه. وستكرر اورتاغوس «لازمة» ان واشنطن لن تستطيع «كبح جماح» «اسرائيل» وكل الاحتمالات واردة..في المقابل فان رئيس الجمهورية يريد معرفة ما اذا هناك شريك اسرائيلي جدي مستعد للتفاوض، او ان العرض المطروح على «الطاولة « لا يزال نفذوا ما عليكم ولا ضمانات، ولا تراجع عن فرض الشروط تحت «النيران».

«تهويل» إسرائيلي بالحرب

وقد غادرت اورتاغوس «اسرائيل» على وقع تهويل اعلامي -امني بالتصعيد على الحدود الشمالية، حيث خرج احد الجنرالات في قيادة منطقة الشمال الجيش للحديث عن استعداد لايام قتالية عديدة لمنع ما زعم انه نجاح حزب الله في اعادة تنظيم نفسه، مؤكدا ان الجيش الاسرائيلي لن يتراجع هذه المرة قبل تقويض كامل قدرات الحزب. وقد كشفت وسائل الاعلام عن تقارير امنية تدعي ان عددا من المستوطنات معرضة للخطر المباشر من حزب الله الذي يستعد، بحسب الاستخبارات الاسرائيلية، لخوض حرب تكتيكية على الحدود قد يبدأها بهجوم مفاجىء. هذا التقييم، لم يمنع الانقسام داخل «اسرائيل» حيث دعا بعض الضباط السابقين الى عدم ارتكاب الاخطاء مجددا، والاكتفاء بتكثيف القصف على لبنان، لان الجيش بعملياته راهنا قادر على انهاء المهمة، ولا يحتاج الامر الى مناورة برية محفوفة بالمخاطر. في المقابل دعا آخرون، الى ضرورة البدء بمواجهة حاسمة لان حرب الاستنزاف لن تكون في مصلحة «اسرائيل».

زيارة رجل «الظل»

في هذا الوقت، تقصدت القاهرة الاعلان عن زيارة مدير مخابراتها حسن رشاد الى بيروت، لان حضوره لا يحمل اي صفقة او تسوية تسعى السلطات المصرية الى عرضها على الجانب اللبناني، والا لكانت حصلت الزيارة بسرية، تتناسب اصلا مع دور المبعوث المصري الذي يعمل عادة في «الظل»، كما انه لا يحمل معه اي رسالة تهديد او انذار من قبل «اسرائيل»، لا تقبل مصر لعب هذا الدور، كي لا تتحمل عبء النتائج لاحقا. ولهذا تندرج هذه الزيارة التي قد لا تكون الاخيرة، في سياق محاولة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للاستفادة من زخم وقف النار في غزة، ودور مصر في نجاحه، ومؤتمر شرم الشيخ، لمحاولة كسر الجمود على الساحة اللبنانية واخراج لبنان من دائرة الخطر الإسرائيلي الجامح، والذي تخشى منه السلطات المصرية العارفة بشكل دقيق لما يدور في عقل رئيس حكومة «اسرائيل بنيامين نتانياهو واعضاء حكومته المتطرفة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى