“الوفاء للمقاومة”: الحكومة يمكنها استنفار دبلوماسيتها وتحريك صداقاتها الدولية لإدانة العدو

عقدت كتلة “الوفاء للمقاومة” جلستها الدوريّة برئاسة النائب محمد رعد، وبحثت في قضايا وشؤون نيابية وسياسية تتصل بلبنان وفلسطين والمنطقة.
وأشارت الكتلة في بيان على الاثر، الى أن “غزة نفضت، بثبات وصمود أهلها الأسطوري وبسالة وتضحيات مقاومتها الملحمية عن نفسها، غبار حرب الإبادة العدوانية الصهيونية المدعومة أميركيا بالكامل، والتي لم يكن لها أن تبدأ، فضلا عن أن تستمر لولا الغطاء السياسي الأميركي وجسر الإمدادات العسكرية الذي اعترف الرئيس ترامب من موقع الشريك بأنه قدمه لحكومة المجرم نتنياهو، في حين نجح التلاحم بين أهل غزة ومقاومتها في إفشاله، كما أفشل الكثير من المخططات الإجرامية وسيناريوهات الترحيل والتفريغ وتهجير أهل القطاع إلى خارج فلسطين”.
ورأت أن “قيادة العدو أصيبت بخيبة شديدة لأن شعارات العدوان التي أطلقها المجرم نتنياهو في بداية حربه العدوانية لم تتحقق، فأسرى العدو لم يعودوا بفعل قوة جيشه كما وعد، وإنما بفعل التفاوض مع حركة حماس كما تعهدت الحركة، وكذلك فإن مئات الأسرى الفلسطينيين لا سيما المحكوم عليهم بمؤبدات عديدة قد خرجوا إلى الحرية وكذلك العديد من الأسرى الأطفال والنساء”.
وأكدت أن “همروجة إحلال السلام في ما أسماه منطقة الشرق الأوسط والتي تغنى بها الرئيس الأميركي سواء في الكنيست الصهيوني الذي أكد أمامه شراكة أمريكا في حرب الإبادة والتجويع للفلسطينيين في غزة، أو في شرم الشيخ بحضور عدد من رؤساء وزعماء وحكام عرب ومسلمين لا تفصح عن أي التزام أمريكي بحقوق الفلسطينيين ولا تعدو كونها مسرحية فاشلة بإخراج رديء جدا، لم يقتنع بها مطلقوها، فضلا عن أنها لا تنطلي على أي من شعوب المنطقة وفصائل مقاومتها وأحرار العالم وشرفائه”.
كما أكدت أن “الصراع مع العدو الصهيوني ما كان، ولن يكون في يوم من الأيام، صراع حدود، بل سيبقى صراع وجود ما دام هذا الاحتلال العدواني الغاصب بإجرامه المدمر ومخططاته التآمرية وأطماعه التاريخية محتلا لترابنا اللبناني وأرضنا العربية الإسلامية ويستمر في تهديد مقدساتنا المسيحية والإسلامية”.
وإذ هنأت الكتلة “شعبنا الفلسطيني الصامد الصابر في غزة، وفصائل المقاومة كافةً وعلى رأسها حركة حماس”، عبرت عن اعتزازها وافتخارها بـ”الملحمة الأسطورية التي خطها المجاهدون الفلسطينيون على ارض غزة، ما اجبر العدو على الرضوخ لمطالب المقاومة”، وجددت تبريكاتها “للشهداء الأبرار”، مبدية ثقتها “المطلقة بأن حركة حماس وفصائل المقاومة سيقومون بكل ما يمكن لضمان الحقوق الفلسطينية”.
كما هنأت “الأسرى الأبطال رجالا ونساء وأطفالا على انتزاعهم حريتهم من أسر الجلاد الصهيوني”، مثمنة “صبرهم وصمودهم وتضحياتهم وعذاباتهم طيلة فترة الأسر”.
ورأت أن “ما قدمه أهل غزة وأبطالها من رجال المقاومة من بطولات وتضحيات وصبر وصمود وثبات، يشكل نموذجا فريدا وأمثولةً تحتذى لكل الشعوب والأحرار على مستوى العالم”.
وفي الشأن الداخلي، اعتبرت الكتلة أن “تصاعد واستمرار المجازر والاغتيالات والاعتداءات الإسرائيلية الإجرامية على الأراضي اللبنانية، والتي كان آخرها الاستهداف اللئيم لمنشآت مدنية وتجارية في منطقة المصيلح إنما يرسل رسالة واضحة للبنان واللبنانيين ولكل العالم بأن العدو لن يتوقف عن اعتداءاته لمنع أي محاولة لإعادة إعمار ما هدمته آلته الحربية العدوانية، وهذا ما يحتم على الحكومة أن تُضاعف جهودها وتُفعِّل إجراءاتها، وألا تكتفي بالخطوة الأخيرة التي جاءت في الاتجاه الصحيح، والمتمثلة أولا بحضور عدد من وزرائها المعنيين لمعاينة آثار العدوان وإعلان وقوفهم إلى جانب المتضررين، وثانيا بالشكوى التي تقرر رفعها إلى مجلس الأمن الدولي. إن الحكومة يمكنها أن تستنفر دبلوماسيتها عبر العالم وتحرك صداقاتها الدولية لإدانة العدو الصهيوني وجرائمه ضد لبنان ومواطنيه”.
وجددت الكتلة التأكيد على “الأولويات السيادية التي يتوجب أن تحكم مسار السياسة والمواقف والمقاربات في البلاد من أجل مواجهة الاحتلال وتحقيق الأمن والاستقرار فيها، وهي وقف الأعمال العدائية من قبل العدو الصهيوني والانسحاب من كامل النقاط التي لا يزال يحتلها في لبنان، وإعادة الأسرى وإطلاق الحكومة اللبنانية لورشة إعادة الإعمار”.
ودعت إلى “التزام موقف وطني موحد ضد العدو الصهيوني و اعتداءاته وإدانة ما يبتدعه هذا العدو من حق استباقي فيما يدعيه من تهديدات متجاوزا للآليات التي رسمها إعلان وقف النار”.
ولفتت إلى ان “الاجراءات المتخذة من قبل هيئة التحقيق الخاصة بوضع إشارات على أملاك بعض اللبنانيين الموضوعين على لوائح العقوبات الاميركية، وكذلك الإجراءات ضد الجمعيات الخيرية والأفراد الذين ينشطون في حقل المساعدات الاجتماعية لمساعدة القرى المدمرة والمتضررة بناء للتعميم من حاكم مصرف لبنان وهم ليسوا على لائحة العقوبات الأميركية والوطنية هو تجاوز لحد القانون، وتعسف في استخدام السلطة، كما انه يشكل انحرافا خطيرا غير مسبوق في استهداف شريحة متنوعة من اللبنانيين من دون اي وجه حق سوى الاستجابة لرغبات الاميركيين ومحاولة استرضائهم”، محذرة من “مغبة الاستمرار في هذا النهج”، داعية “الحاكم للمبادرة فورا إلى تصحيح الموقف والعودة عن هذا القرار الخاطىء والمجحف كونه يهدد الاستقرار الاقتصادي والامن الاجتماعي، ويدخل البلد في دائرة من التوترات التي لا طائل منها، ويشوه صورة العهد وشعاراته السيادية”.
وتوجهت الكتلة بـ”أسمى آيات التهنئة والتبريك لكشافة الإمام المهدي رئيسا وقيادات وكشفيين واهال في كل المناطق والقطاعات والأفواج”، معتبرة عن “أسمى ايات الاعتزاز والفخر بهم جميعا و”بأجيال السيّد” للفعالية الاحتفالية الراقية التي نظمتها الاحد الماضي في المدينة الرياضية والتي جاءت لتتوج احتفالية الذكرى السنوية الاولى لارتقاء سيد شهداء الامة السيد حسن نصرالله، وصفيه الهاشمي والقادة الشهداء والشهداء القادة وكل الشهداء. ان هذه الاحتفالية الاستثنائية الفريدة والمتميزة انما تجسد فعل التزام ووفاء لخط المقاومة ونهج قادتها، وهي الدليل الساطع على الالتفاف الجماهيري الواسع حول خيارات المقاومة وعمق ايمان الناس بصدق مواقفها بما يشكل ضمانة حقيقية لحفظ كرامة وسيادة الوطن وعزة اهله”.