اخبار محليةالرئيسية

لبنان يترقب اليوم الكبير في 23 شباط

"الديار"

قالت اوساط سياسية للديار بأن القوى اللبنانية جميعها عرفت حجمها وقدراتها وعليه تضغط اميركا على القوى ضمن خطوات صغيرة. وبمعنى اخر، لم تضع الولايات التحدة الاميركية فيتو على حصول الثنائي الشيعي على وزارة المالية انما مقابل ذلك شطبت كلمة “المقاومة” من البيان الوزاري. اضف على ذلك، انتشر الجيش اللبناني في الجنوب ويساعد الاهالي انما في ظل وجود الجيش “الاسرائيلي” في المناطق الخمس. وعليه، رأت هذه الاوساط السياسية بان واشنطن تعتمد نوعا من توازن في الخطوات والذي ينطبق المثل الشعبي على هذا المسار: “لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم”.
اما حزب الله فهو ايضا يدرك ان المرحلة الحالية تطلب الهدوء والروية رغم التصعيد الكلامي.
ولفتت الاوساط السياسية الى ان اميركا تريد تمرير الامور تدريجيا وبخطوات بطيئة لان الهدف الاساسي بالنسبة لواشنطن هو معالجة ازمة غزة التي هي مسألة اهم من المسألة اللبنانية في الوقت الحاضر. فعين اميركا اليوم هي على غزة حيث ان الرئيس دونالد ترامب لم يتكلم صدفة عن مشاريع لغزة ولا يقصد مشاريع سياحية بل ما يضمره لغزة هو خطط واليات واساليب لمعالجة غزة. وعلما ان انعقاد القمة العربية اقترب موعدها وهي ستناقش طروحات ترامب عن الفلسطينيين. فهل سترفض قرارات ترامب؟ تستبعد الاوساط السياسية ان ترفض القمة العربية تطلعات ترامب لغزة وللشعب الفلسطيني بل ستسعى الى ايجاد صيغة وسطية لا تكون ظالمة ولا عادلة للفلسطينيين. والحال ان ترامب لا يفكر استراتيجيا علما ان الدولة العميقة الاميركية تعلم ان الهوية الفلسطينية اذا شطبت من غزة فسيكون لها ارتدادات سلبية وخطيرة. ولكن ترامب من جهته، سيسعى جاهدا خلال ولايته ان يحقق مبتغاه ومن ضمنها طبعا المصلحة الاسرائيلية.
بموازاة ذلك، تتجه الانظار الى يوم الاحد 23 شباط، اليوم الذي سيرتدي الوطن ثوب الحداد لتشييع الامين العام السابق لحزب الله السيد الشهيد حسن نصرالله والشهيد السيد هاشم صفي الدين. ومن المسلمات انه سيكون حدثا تاريخيا يمتزج الحزن بالفخر، والدمع بالعزّة، والمأتم بالبيعة. وستاتي الجموع من كل صوب ليجتمعوا حول الجسد المسجّى، الذي حمل همّ الأمة، وقاد المقاومة، وانتصر للبنان وفلسطين، حتى الرمق الاخير من حياته. ذلك ان النعش الذي سيحمل سماحة السيد حسن نصرالله، لا يحمل مجرد قائد، بل يحمل وعدًا صادقًا، وصرخة مقاومة لن تنكسر، ونبضًا حيًا لن يموت، وإن غاب الجسد، فإن روحه ستظل تهتف في ساحات الابطال والمواجهة، وستظل تُلهب القلوب، وترشد السائرين على درب العزّة.
وفي التفاصيل، ستبدأ المراسم في تمام الساعة التاسعة صباحًا في مدينة كميل شمعون الرياضية، بحضور وفود رسمية وشعبية من 79 دولة، تعبيرًا عن التضامن والوفاء لمسيرة المقاومة.
وفي طهران، ومع اقتراب موعد التشييع، أُزيح الستار عن جدارية في ساحة ولي عصر، تجسّد نعش الشهيد السيد حسن نصرالله محمولًا على أكتاف الأوفياء، مع شعار “نحن الإيرانيين لن نتراجع عن العهد الذي قطعناه”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى