الرئيسيةمجتمع ومنوعات

كرامي تقرّ بتفكّك القطاع التربوي: هل تكتفي بالتوصيف أم تواجه أوكار الفساد؟

فاتن الحاج - الاخبار

يُسجّل لوزيرة التربية، ريما كرامي، إقرارها بتفكّك القطاع التربوي وفقدانه الجودة والعدالة، وتحوّل وزارة التربية من قائد للدولة في بناء الإنسان إلى مساحة خدماتية تتحكّم فيها الزبائنية والمصالح، وأنّ من أسهم في الانهيار وتعميق التشرذم ويقوم بالمبادرات بمعزل عن الدولة، لا يمكن أن يضع رؤية بديلة ويقود التغيير. كذلك اعترفت كرامي، بأنه عندما تغيب الدولة كمرجعية، يضع كل طرف ومكوّن رؤيته الخاصة، وبأنّ الانهيار لم يكن مفاجئاً، بل نتج عن تراكم قرارات قصيرة النظر ومعالجات جزئية، بدلاً من العمل على بناء هيكلية مؤسساتية مستدامة.

وقد تكون هذه من المرّات النادرة التي يقرّ فيها وزير للتربية بالإخفاقات بدل التركيز على الإنجازات، لكنّ كلام الوزيرة، الذي جاء في افتتاح مؤتمر «التعليم في زمن التحوّلات: رؤى تربوية مرنة ومستدامة نحو 2035»، يظلّ في إطار التوصيف فقط، ما لم تتّخذ الوزيرة نفسها قرار مواجهة أوكار الفساد التي ستعيق حتماً أي جهود حقيقية للتغيير. كما عليها تحويل شعارات ما سمّتها «رؤية وزارة التربية 2030» (مدرسة فاعلة، حوكمة شفافة، المعلم قائد للتطوير، تحرير تدريجي للقرار التربوي من الارتهان للتمويل الخارجي) إلى خطوات عملية ملموسة تشمل جميع المكوّنات التربوية.

وكان لافتاً في المؤتمر أنّ التعليم الرسمي كان ممثّلاً بوزارة التربية حصراً، في حين غاب أساتذته وروابطهم عن النقاش.
ويأتي المؤتمر الذي نظّمته مؤسسة «أديو كونكت» في الجامعة اليسوعية، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى إعادة النظر في الرؤية التربوية وإعادة رسم السياسات العامة، وسط التحوّلات الرقمية والاقتصادية والاجتماعية، وضرورة إدراج تقنيات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية.

وزارة التربية تحوّلت إلى مساحة خدماتية تتحكّم فيها الزبائنية والمصالح

وفي ظلّ نقص الإمكانات التقنية والمالية، طرح المشاركون مجموعة من التساؤلات، منها: كيف يمكن للتعليم في لبنان مواكبة التحوّلات العالمية؟ وكيف يمكن الوصول إلى جودة التعليم في ظلّ الفجوة بين المدرسة الخاصة والمدرسة الرسمية وداخل كل منهما؟ وما هو دور الحلول الرقمية في تطوير التعليم؟ وكيف يمكن دعم المعلم تربوياً ومادياً لقيادة هذا التحوّل؟ وما هي الشراكات اللازمة لضمان استدامة هذا التطور؟

واعتبرت الرئيسة السابقة للمركز التربوي للبحوث والإنماء والمستشارة التربوية في مؤسسة «أديو كونكت»، ندى عويجان، أنّ الحلول الرقمية تشكّل جزءاً أساسياً من مستقبل التعليم الذي يجب أن يقوم على الجودة والإتاحة والعدالة والمساواة، ومواجهة التفاوت الكبير بين المدارس.
بدوره، شدّد مسؤول المعهد اللبناني لإعداد المربّين في الجامعة اليسوعية، روك العشي، على أهمية الانتقال من الرؤية إلى التنفيذ في زمن التحوّلات، داعياً إلى حماية دور المعلّم وجعل التعليم ورشة ابتكار ومساراً للتطور.

وأكّدت رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء بالإنابة، هيام إسحق، أنّ «لبنان على الطريق الصحيح لتحقيق نهضة في المناهج التربوية الجديدة التي ستواكب التحوّلات العالمية». وشدّد المنسّق العام لاتحاد المؤسسات التربوية الخاصة، يوسف نصر، على أنّ مفردة «السلام» يجب أن تكون أساس أي نهضة تربوية حقيقية، داعياً إلى إشراك الاتحاد في رسم السياسات التربوية.
بدوره، ركّز رئيس نقابة المعلّمين في المدارس الخاصة، نعمة محفوض، على إعادة الاعتبار للمعلّم وتنمية قدراته في ظلّ التحوّلات الرقمية والذكاء الاصطناعي، عبر تعزيز الشراكة بين الدولة والمؤسسات التربوية الخاصة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى