عقد مفاجئ بين هالاند والـ«سيتي»
مدّد النروجي إرلينغ هالاند عقده مع مانشستر سيتي الإنكليزي لكرة القدم حتى عام 2034 أمس الجمعة، وهي فترة طويلة الأمد بشكل استثنائي لواحد من أفضل المهاجمين في العالم، في منتصف موسم بدأ بشكل سيّئ على الرغم من ذلك. يبلغ متوسط أهداف هالاند 44 هدفاً في الموسم الواحد منذ وصوله في صيف عام 2022، وبهذا المعدّل يمكنه الوصول إلى الهدف 530 مع الفريق السماوي.
“آسف، أنا هنا للبقاء”، هذا ما قاله ماكينة تسجيل الأهداف مازحاً في مقطع فيديو غريب نشره على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بناديه للإعلان عن تمديد عقده الذي كان مستمراً حتى عام 2027، وبالتالي استحضر بروح الدعابة علاقته مع مدافعي الدوري الإنكليزي الممتاز.
وقال العملاق الذي يبلغ طوله 1.95 متر مازحاً لجميع المدافعين الإنكليز: “لقد انتشرت الكثير من الشائعات في الآونة الأخيرة وأنا أفهم أنه في بعض الأحيان لا تريدونني أن أكون موجوداً”.
لقد عذّبهم كثيراً منذ وصوله في عام 2022 من بوروسيا دورتموند الألماني، حيث تألّق على أعلى مستوى.
سجّل هالاند حتى الآن 111 هدفاً في 125 مباراة فقط مع مانشستر سيتي.
في موسمه الأول، حقّق الرقم القياسي في عدد الأهداف في الدوري الإنكليزي الممتاز (برميرليغ) – وهو اسم البطولة الإنكليزية منذ عام 1992 – برصيد 36 هدفاً، على الرغم من أنه أقل بكثير من أهداف ديكسي دين البالغة 60 هدفاً مع إيفرتون في موسم 1927-1928.
اختير أفضل لاعب في عام 2023 من قبل وسائل الإعلام في موسمه الأول، وحصل على لقب هدّاف الدوري مرتين، وبطل إنكلترا مرتين، واحتل المركز الثاني في تصنيف الكرة الذهبية في عام 2023 والخامس في عام 2024.
وترك هالاند بصمته منذ وصوله، وكان من أبرز اللاعبين في ثلاثية دوري أبطال أوروبا والدوري الإنكليزي الممتاز وكأس الاتحاد الإنكليزي في عام 2023 والتي سمحت لمانشستر سيتي بمعادلة إنجاز القطب الآخر في المدينة، مانشستر يونايتد الذي حقّقها في عام 1999 مع جيل ديفيد بيكهام.
لكنّ اللاعب الأشقر المولود في ليدز حيث لعب والده ألف-إنغي هالاند والذي ارتدى قميص مانشستر سيتي أيضاً لمدة ثلاث سنوات (2000-2003)، يمر بموسم ثالث أقل نجاحاً في مانشستر.
مثل فريقه، عانى من ركود كبير في شهري تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر (ست هزائم وفوزان وتعادلان في الدوري، وهزيمتان وتعادل واحد في دوري الأبطال)، وهي السلسلة التي سجّل خلالها هالاند 5 أهداف فقط، وهو أقل بكثير من متوسطه القياسي.
ويحتل مانشستر سيتي، حامل اللقب في الأعوام الأربعة الأخيرة، المركز السادس فقط في الدوري، بينما يحتل هالاند “فقط” المركز الثاني في ترتيب الهدافين (16 هدفاً) خلف مهاجم ليفربول الدولي المصري محمد صلاح المتصدّر بأهدافه الـ18.
وفي دوري أبطال أوروبا أيضاً، يحتل فريق المدرب الإسباني غوارديولا مرتبة سيئة وهي الـ22 قبل رحلة حاسمة إلى ملعب باريس سان جرمان الخامس والعشرين الأربعاء.
لكنّ هالاند استعاد عافيته مرة أخرى بتسجيله ثلاثة أهداف في ثلاث مباريات في عام 2025.
ويأمل مانشستر سيتي الذي يسعى أيضاً إلى تعزيز هجومه بالتعاقد مع المصري عمر مرموش من أينتراخت فرانكفورت الألماني، في عودة مهاجمه إلى مستواه.
وقال مدير كرة القدم الإسباني بالنادي تشيكي بيغيريستاين في بيان: “إن تجديده للتعاقد لفترة طويلة يوضح التزامنا تجاهه وحبه لهذا النادي”، مؤكداً “بالإضافة إلى موهبته الرائعة ومشاركته واحترافيته، تواضعه ورغبته في التحسن دائماً”.
وتابع المسؤول الباسكي لمانشستر سيتي: “إذا عمل بجد، وأنا أعلم أنه سيفعل ذلك، فسيترك إرثاً لا يُصدّق في هذا النادي”.
من خلال هذا العقد الطويل الأمد، يتبع غوارديولا وهالاند اتجاهاً بدأه نادي تشلسي بقيادة الأميركي تود بوهلي، مع عقد لمدة عشر سنوات للسنغالي نيكولاس جاكسون والنجم الإنكليزي الشاب كول بالمر.
ويقوم نادي أتلتيك بلباو الإسباني أيضاً بالتوقيع مع بعض من أفضل لاعبيه على عقود طويلة الأمد.
وقّع إيناكي وليامس عقداً مدته تسع سنوات في عام 2019، وهي طريقة لهذا النادي الذي يعتمد فقط على اللاعبين الباسكيين لثني المشترين المحتملين.