الرئيسيةرياضة

ليلة «الكابوس» في لندن

هذه المرة، الموهبة لم تكن كافية: فبعد أن اعتاد ريال مدريد حامل اللقب أن ينقذ نفسه بفضل التألق الفردي للاعبيه، تلقّى الفريق الإسباني العاجز جماعياً، خسارة فادحة أمام مضيفه آرسنال الإنكليزي 0-3 في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا في “أسوأ ليلة منذ زمن بعيد”.

وسيكون على ريال الذي يسير من بداية الموسم على حافة الخطر بتشكيلة غير متوازنة، تحقيق معجزة جديدة في مباراة الإياب إذا ما أراد التأهل.
بدا فريق المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي باهتاً، فاقداً بشكل واضح للأفكار التكتيكية. في لندن، انهار “ملك أوروبا” مسجّلاً خسارته الـ11 هذا الموسم في مختلف المسابقات وسط أداء جماعي كارثي.

وفي شوط ثان، بدا العملاق الإسباني تائهاً، مصعوقاً بهدفين من ركلتين حرتين سجّلهما لاعب الوسط الدولي ديكلان رايس، ثم ثالث من الإسباني ميكل ميرينو، ولم يتمكن أي من نجومه، الفرنسي كيليان مبابي، الإنكليزي جود بيلينغهام، البرازيلي فينيسيوس جونيور ومواطنه رودريغو من العودة.

قال بيلينغهام: “بصراحة، صحيح أنهم سجّلوا من كرتين ثابتتين، لكن كان بإمكانهم تسجيل المزيد. نحن محظوظون بأن الفارق توقف عند ثلاثة أهداف فقط”.
وأضاف: “لكن لا تزال هناك مباراة إياب. يجب أن نتشبث بهذه الفكرة. سنحتاج إلى شيء مجنون تماماً لتحقيق العودة، لكن إن كان هناك مكان يحدث فيه مثل هذا الجنون، فهو عندنا، في سانتياغو برنابيو”.

زملاؤه ومدربه أنشيلوتي كرّروا الرسالة عينها: “إذا كان هناك أي فريق قادر على فعلها، فهو ريال مدريد”.
ووصفت صحيفة ماركا اليومية ما حدث بأنه “أسوأ ليلة لريال مدريد منذ زمن بعيد”.
وأشارت الصحيفة إلى أن لاعبي ريال مدريد “اختفوا من أرضية الميدان”، في ظل استمرار أعراض التراجع التي ظهرت أخيراً، مثل “انعدام التوازن الجماعي، فريق مفكّك مقسوم إلى نصفين وتراجع مقلق في مستوى فينيسيوس”.

واعتبرت أن “ظاهرة خارقة للطبيعة” فقط، أو “ريمونتادا ملحمية” كمثل التي اعتاد ريال تحقيقها، هي ما قد تُكمل مشواره وتُقصي آرسنال.
باختصار، ريال مدريد بلا روح، وبعيد جداً عن الهيمنة التي عرفها الموسم الماضي (التتويج بدوري الأبطال، الدوري المحلي، كأس السوبر المحلية مع خسارتين فقط طيلة الموسم).

وقال أنشيلوتي الذي يتعرض لانتقادات شديدة في إسبانيا وقد يُحسم مستقبله الأربعاء: “بالطبع أشعر بالمسؤولية. لعبنا بشكل جيد في أول 60 دقيقة، لكنّ الفريق انهار ذهنياً وبدنياً ولم نستطع أن نُظهر رد الفعل المعتاد منا”.
وتابع: “لو نظرنا فقط إلى مباراة اليوم، فقد نقول إنه لا توجد فرصة تقريباً. لكن في كرة القدم تحدث أمور غير متوقّعة. لم يكن أحد يتوقع أن يسجّل رايس هدفين من كرات ثابتة لكنه فعلها”.

وأكمل: “علينا أن نؤمن ونثق بأنفسنا، لأنه في كثير من الأحيان تحدث مثل هذه الأمور المجنونة في البرنابيو”.
على الرغم من أن المهمة تبدو هذه المرة شبه مستحيلة، حتى بالنسبة إلى ريال مدريد، فإنه من الصعب تكذيب أنشيلوتي.

ولا يزال ريال في سباق المنافسة على لقب الدوري، حيث يحتل المركز الثاني بفارق أربع نقاط عن برشلونة المتصدّر، قبل مواجهة ألافيس الأحد في المرحلة الحادية والثلاثين.
يخوض الفريق الملكي من بعدها مواجهة الإياب على أرضه مع آرسنال الأربعاء، ومن ثم يواصل القتال على جبهتي الكأس المحلية حيث يلتقي برشلونة في النهائي في السادس والعشرين من الشهر الحالي في إشبيلية، والدوري مع تبقّي سبع مباريات أخرى من بينها مواجهة الفريق الكاتالوني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى