«ريمونتادا» إعلامية نفّذها حزب الله نهاية الأسبوع المنصرم، عبر إطلالتين – تضافان إلى خطاب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم – تندرجان في إطار ما يسمّيه الحزب «استعادة التعافي» بعد الحرب القاسية التي استهدفت المقاومة. الأولى، وهي الأولى بعد الحرب، لرئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» محمد رعد، والثانية – وهي الأولى أيضاً بعد الحرب – لمسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا. وفي الإطلالتين تأكيد على عودة الحزب إلى «حركته الطبيعية طرفاً سياسياً فاعلاً يتصدّى للملفات المطروحة، بعدما بقي خلال فترة الحرب خارج الصورة المباشرة بسبب الظروف الأمنية»، إضافة إلى رسالة واضحة مفادها: نحن موجودون وأقوياء.
رعد العلنية الأولى أُريد لها أن تكون من عين التينة في رسالة تأكيد على «التفاهم التام» مع الرئيس بري الذي نقل إليه رعد «تحيات الأمين العام الشيخ نعيم قاسم والإخوة في قيادة حزب الله وشكرنا له على الجهود الوطنية التي بذلها ويبذلها لمصلحة الوطن وشعبه». كما أنها تأكيد على «وحدة موقف» الثنائي في ما يتعلق بكل الملفات الداخلية والاستحقاقات السياسية، سواء في ما يتعلق بخروقات العدو لاتفاق وقف إطلاق النار وعمل لجنة الإشراف على تنفيذ الاتفاق، أو بالموقف من جلسة الخميس المقبل لانتخاب رئيس للجمهورية. وقد شدّد رعد في هذا السياق على «مقاربتنا لهذا الاستحقاق بموقف متماسك ومتفاهم عليه أساساً بين حزب الله وحركة أمل، تحقيقاً لما يراه الفريقان مناسباً للبلاد».
كذلك يندرج المؤتمر الصحافي الذي عقده صفا في موقع استشهاد الأمين العام السيد حسن نصرالله، في منطقة حارة حريك أمس، وعودته إلى متابعة الملفات التي تدخل ضمن اختصاصه، في ما يتعلق بمتابعة التنسيق مع الأجهزة، من ضمن إشارات التعافي والتماسك التنظيمي.
ولأنه كان واضحاً في الآونة الأخيرة، بعد «حادثة المطار» الأسبوع الماضي، وقبلها توقيف ثلاث ناشطات على مواقع التواصل الاجتماعي مؤيّدات لحزب الله، أن هناك استهدافاً متعمّداً لبيئة حزب الله والتعاطي معها على قاعدة أن الحزب هُزم في الحرب التي شنّها العدو، و«كُسرت شوكته» بعد سقوط النظام السوري، كانت ثمّة حاجة إلى أن يقال «للصديق والعدو بأن حزب الله حديديّ، والتأكيد لمن يتوهّمون أن الحزب أصبح ضعيفاً بأنه أقوى مما كان، وجاهز في كل الاستحقاقات، وسيكون حاضراً في كل ما يمسّ بمعنويات شعبنا»، كما قال صفا، مؤكداً «أننا سنمنع عن شعبنا أي أذى في الداخل وأي سلوك يمسّ به وبمعنوياته». وعليه، فقد أريد للمؤتمر الصحافي للمسؤول الأمني في حزب الله، أن يكون رسالة ثقة إلى جمهور الحزب لتبديد الهواجس، وإلى الخصوم لتبديد الأوهام، وإلى الداخل والخارج بتأكيد عودة الحضور الفاعل والوازن للحزب.
ورغم الضجة التي أثارتها إشارة صفا إلى أن لا «فيتو» لدى حزب الله على انتخاب قائد الجيش لرئاسة الجمهورية، وأن «الفيتو الوحيد على سمير جعجع لأنّه مشروع فتنة وحرب»، فإنه لا يعني تغيّراً في موقف الحزب بأن مرشّحه المعلن الوحيد هو رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية، و«لا يعني أن حزب الله يؤيّد قائد الجيش أو يرفضه»، وفق ما أعلن النائب حسين الحاج حسن لاحقاً أمس. وفي هذا السياق، فإن نفي صفا وجود فيتو على قائد الجيش لا جديد فيه، وينبغي أن يؤخذ بعموميته في سياق أن لا فيتو للحزب على أيّ مرشح تتوافق عليه الكتل النيابية.