على مدى ما يقارب 48 ساعة شنّ العدو «الإسرائيلي» المجرم عدواناً هو الأول من نوعه ضدّ لبنان ومقاومته الباسلة التي تواصل منذ 12 شهراً حرباً ضدّ كيان العدو على الجبهة بين لبنان وفلسطين المحتلة إسناداً للمقاومة في غزة .
وفي وقت قليل كان الهجوم قد أصاب عدداً كبيراً من المجاهدين وهم في الخطوط الخلفية للجبهة الداعمة لفلسطين وغزة بالخصوص، وكذلك قدّمت المقاومة في هذا العدوان ثلة من الشباب المجاهدين شهداء على طريق القدس.
وحتى مساء الأربعاء كان الوضع قد أصبح واضح المعالم بعد استنفار كبير لمقدرات المقاومة اللوجستية، وعمل جبار من قبل وزارة الصحة وعدد من الوزراء الذين كانوا على مسافة واحدة مع قيادة المقاومة لتدارك هذا العدوان البربري الذي نال من الشباب المجاهد وعدد من المدنيين بكافة الأعمار من شيوخ ونساء وأطفال.
وفي وقت كان العدو ينتظر نتائج مبهرة لعمليته الوحشية جاءت النتائج (عدا الإصابات على مستوى الجسد) مغايرة لتوقعاته فلم تمرّ ساعات حتى تداركت المقاومة الوضع والتفّ الوطن بمعظم أطيافه حول حزب الله ومقاومته، وحتى إنْ لم يصل التضامن على مستوى الـ 10452، لكن ما أظهره المواطنون في عدد من المناطق كان كافياً ليظهر مظلومية المقاومة في هذا الحدث، ملتفّين بشغف كبير حول من حرّر وقدّم وقاوم ولا يزال يقاوم من أجل لبنان…
شعبياً كانت مظاهر جموع المواطنين بمختلف الأجناس والأعمار يعبّرون عن اعتزازهم، وجاهزين ليقدّموا من أغلى إلى أبسط ما يملكون للشباب المقاوم من قدرات لما قد يحتاجه الجرحى.
ولم يقتصر هذا المشهد على بيئة المقاومة فحسب بل شمل مناطق مختلفة من شمال لبنان وحتى حدود جنوبه الصامد واضعين أرواحهم وأجسادهم تحت تصرف المقاومة .
وعلى مستوى الدولة فإنّ استنفار وزارة الصحة والحكومة بأكملها وبشكل فوري كان من أكبر التحديات للعدوان «الإسرائيلي»، وكذلك باقي أطياف الطبقه السياسية الذين عبّروا عن تضامنهم إنْ كان عبر وسائل الإعلام أو من خلال زيارتهم إلى دارة النائب في كتلة الوفاء للمقاومة الحاج علي عمار الذي قدّم ابنه شهيداً على مذبح الوطن.
في الحصيلة كانت أعداد الجرحى في حوزة وزارة الصحه المستنفرة بكامل طواقمها الطبية خلف المقاومة في جبهة القتال الدائر منذ سنة تقريباً،
وما مواقف المجاهدين الجرحى التي تناقلها الأطباء والمسعفون ووسائل الإعلام إلا دليل على قوة وعزم هذه الفئة من الأبطال الذين ينتظرون بفارغ الصبر الشفاء ولو جزئياً للعودة إلى العمل في ساحات الجهاد وميادين القتال،
ومع كلّ ما قدّمته المقاومة من جرحى وشهداء لم نرَه سوى قليل وقليل جداً لما نقوم به على جبهة الإسناد لفلسطين،
فهناك حيث الشعب الأعزل الصابر والمقاوم والذي ما زال يقدّم الجرحى والشهداء منذ ما يقارب العام، نحن نقطة في بحر شهدائها وجرحاها وما رأينا إلا جميلا…
ومع كلّ آلامنا وأوجاعنا نحن قدّمنا ولا نزال نقدّم الأحباء على طريق القدس الشريف فما هو إلا يسير لما قدّمته غزة والضفة الغربية وفلسطين، ومع وحدة جراحاتنا نبقى دائماً مرفوعي الرأس وعلى أهبة الاستعداد لاستكمال الدعم الكامل للشعب المظلوم المضحّي والمقاوم في فلسطين الحبيبة، وأمام هذا كله نحن نلتزم بالحضور في الميدان منتظرين متلهّفين لنسمع القرار من سيد القرار.
نحن طوع يديه، ورهن إشارته، وجنود أوامره، فهو السيد الذي أعزّنا بنصر مقاومته ونحن لن نبخل عليه بالأرواح… فنحن مع السيد بألف خير والحمدالله.
فيا أهلنا في غزه وكلّ فلسطين نحن برعاية الله طمنونا عنكم…