حسين ظافر الحبابي: إنقاذ حياة على المحك… نداء للضمير العالمي
سامر عبدالله
في عالم يرفع راية حقوق الإنسان ويتغنى بمبادئ العدالة، هناك من يعاني بصمت خلف القضبان، بعيدًا عن أعين العالم وعدسات الإعلام. إننا اليوم أمام قضية إنسانية بحتة، قضية حسين ظافر الحبابي، المواطن الإماراتي الموقوف في دولة قطر، الذي يواجه خطر الموت المحدق وسط تجاهل فاضح وغياب للعدالة.
حياة حسين مهددة بشكل يومي. إنه ليس مجرد سجين، بل إنسان يعاني تحت وطأة ظلم مستمر، محاصراً بالخوف والتهديدات، محروماً من أبسط حقوقه في الحياة والكرامة.
من الحياة العادية إلى كابوس السجن
حسين، الذي كان يعيش حياة طبيعية في الدوحة بين زملائه وأصدقائه، وجد نفسه متورطًا في حادثة قتل لم يكن له يد فيها. ورغم أنه سلّم نفسه إلى السلطات على أمل أن يُنصفه القضاء، إلا أن الأمور اتخذت منحى مختلفًا. اليوم، حسين يعيش خلف أسوار السجن في ظروف لا تطاق، يتعرض للضرب والتحرش الجسدي واللفظي، ويُحتجز في زنزانة انفرادية دون أي مبرر قانوني.
الظلم الذي يتعرض له حسين لا يقتصر على ظروف السجن، بل يتعدى ذلك إلى محاولات يومية لإسكاته بالتهديدات والإيذاء البدني. إنه يعيش تحت وطأة الخوف الدائم، بينما يقف القضاء مكتوف الأيدي، ولا يزال المسؤولون عن هذه الانتهاكات بمنأى عن المحاسبة.
نداء استغاثة من عائلة مكلومة
عائلة حسين، التي تعيش في حالة من الخوف والقلق على ابنها، لم تدخر جهدًا في محاولة إنقاذه. لقد تواصلوا مع كل الجهات الرسمية في قطر، بدءًا من سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني، مرورًا بالوزارات المعنية والهيئات القضائية. إلا أن جميع تلك المحاولات باءت بالفشل، ولا يزال حسين يعاني في صمت.
وفي خضم هذا اليأس، لجأت العائلة إلى منظمات حقوق الإنسان الدولية، أملًا في أن يسمع العالم هذه الصرخة، ويتدخل لإنقاذ حياة ابنهم قبل فوات الأوان. كذلك، تواصلت العائلة مع القيادة الإماراتية، لعل تدخلهم يساهم في تحقيق العدالة وإنقاذ حسين من هذا المصير المحتوم.
صرخة يائسة: إضراب عن الطعام
أمام هذا التجاهل الصارخ، لم يجد حسين وسيلة أخرى للتعبير عن معاناته إلا بالدخول في إضراب عن الطعام منذ 11 سبتمبر 2024 . لقد مر أكثر من عشرة أيام على هذا الإضراب، وصحة حسين تتدهور بشكل خطير. في هذه الأثناء، تستمر السلطات القطرية في تجاهل وضعه الصحي، وتمنعه من الحصول على الرعاية الطبية اللازمة.
الإضراب عن الطعام هو رسالة يائسة من حسين إلى العالم، صرخة ضد الظلم، ضد التهديدات التي تلاحقه، وضد التجاهل الذي يواجهه. إنه يطلب الإنصاف، يطلب أن يُسمع صوته، يطلب أن يُعامل كإنسان.
نداء إلى منظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام
نحن اليوم نرفع صوتنا عاليًا باسم حسين ظافر الحبابي، وندعو كل المنظمات الحقوقية الدولية، وعلى رأسها منظمة العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش، وجميع الهيئات الحقوقية التي تضع حقوق الإنسان في أولوياتها، للتدخل الفوري لإنقاذ حياته.
كما نوجه نداءً إلى كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، لتسليط الضوء على هذه القضية الإنسانية، ونقلها إلى الرأي العام الدولي. إن الإعلام هو السلطة الرابعة، وعندما يتحرك الإعلام، يمكن للعالم أن يسمع صرخة حسين وصرخة عائلته.
الصحفيون، المحامون، نشطاء حقوق الإنسان، وأي شخص يمتلك القدرة على المساعدة، نقول لكم: لا تقفوا صامتين. حياة حسين بين أيديكم، كل صوت يمكن أن يكون له تأثير في إنقاذ حياته. لا يمكننا أن ننتظر حتى نسمع خبر وفاته خلف القضبان. إنه بحاجة إلينا الآن أكثر من أي وقت مضى.
إلى الدول التي تعلي من شأن حقوق الإنسان
كما نناشد دول العالم، وخاصة تلك التي تضع حقوق الإنسان في مقدمة أولوياتها، مثل دول الاتحاد الأوروبي ، و الولايات المتحدة الأمريكية ، وكل الدول التي تؤمن بأن كرامة الإنسان لا تُساوم. نطلب منكم الضغط على السلطات القطرية للتحقيق في قضية حسين وإطلاق سراحه أو على الأقل توفير محاكمة عادلة له بعيدًا عن كل هذه الانتهاكات.
نطالب بتدخل عاجل لإنقاذ حياة هذا الرجل الذي يواجه الموت في كل لحظة. حسين ليس مجرد رقم، هو إنسان، أب، ابن، وأخ، حياته لا يمكن أن تُهدر هكذا.
النداء الأخير: حياة حسين في خطر
إننا نقف اليوم في لحظة حرجة، حيث يمكن أن يحدد التحرك السريع مصير حسين. كل لحظة تأخير قد تكلفه حياته. نحن نتحدث عن إنسان محاصر بين قضبان السجن وظلم القضاء. لا يمكن أن ندع هذه القصة تمر دون أن نتحرك.
إن عائلة حسين تناشدكم جميعًا، قيادة وشعبًا، منظمات حقوق الإنسان والإعلام، وكل من يمتلك القدرة على التأثير، التحرك السريع لإنقاذ ابنهم. إنها قضية إنسانية لا تحتمل التأجيل.
اليوم، نحن جميعًا أمام اختبار حقيقي. هل سنتحرك لإنقاذ حسين ظافر الحبابي قبل فوات الأوان؟ أم سنبقى صامتين
إننا نرفع هذا النداء إلى كل من يؤمن بالعدالة، وإلى كل من يستطيع أن يحدث تغييرًا. أنقذوا حسين قبل أن يموت.