ردّت مصادر في المقاومة العراقية على بيان وزارة الدفاع الأميركية، الذي هدّدت فيه بالردّ على الهجوم الأخير على القاعدة الأميركية في حقل «كونيكو» للغاز في دير الزور، بالتأكيد أن «جميع قواتنا في حالة استنفار تام تحسباً لأي عدوان»، وأنها تتوقّع استهداف مقارّها ومقاتليها من قبل قوات «التحالف الدولي».وأكد مصدر في «تنسيقية المقاومة العراقية»، لـ«الأخبار»، أن «استهداف المقاومة للمصالح الأميركية مستمرّ، ولن نحيد عن شرف المواجهة ضد المحتل، وسبق أن أعلنّا أمام الجميع أن الجنود في القواعد الأميركية هم مشاريع توابيت ستعود إلى الولايات المتحدة قريباً». ورأى المصدر أن بيان «البنتاغون» الأخير وتهديده بالرد «هو تحدٍّ واضح للحكومة، ومحور المقاومة لا يستبعد أي فعل عدواني ووحشي من قبل الإدارة الأميركية، وخاصة بعد ما حدث في غزة». وتابع المصدر «أننا سنردّ بقوة أكبر على أي عدوان أميركي. كما ندعو الحكومة إلى أن تبلغ إدارة الولايات المتحدة والسفيرة الأميركية لدى بغداد بأن العراق ليس ساحة لهم حتى يهدّدوا بالردّ في المكان والزمان المناسبين لهم».
وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أعلنت، في بيان أول من أمس، أنها تحتفظ بحق الرد في الموعد والمكان اللذين تختارهما على الهجمات ضد قواتها، سواء في العراق أو سوريا. جاء ذلك في وقت تحدثت فيه مصادر أمنية عراقية عن أن أحد الفصائل التابعة للمقاومة استهدف بطيران مسيّر، مساء أول من أمس، القاعدة العسكرية الأميركية في حقل «كونيكو» للغاز في ريف دير الزور، شرق سوريا، من جديد. وبحسب المصدر في «تنسيقية المقاومة العراقية، فإن «عدم ذكر اسم الفصيل الذي نفّذ العملية ضد الأميركيين، هو جزء من استراتيجيات المقاومة، وذلك لأن هناك من يعطي الإحداثيات للعدوّ، وربما سيكون الفصيل معرضاً للقصف».
المقاومة العراقية تتوقّع عدواناً أميركياً على مقارّها وعناصرها
بدوره، يؤكد القيادي في المقاومة العراقية، علي اللامي، أن «أي ضربة من الاحتلال الأميركي ضدنا، سنقوم بالرد عليها فوراً». ويبيّن، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «العمليات العسكرية الخارجية ضد أهداف إسرائيلية في الأراضي المحتلة، وآخرها في حيفا، والداخلية ضد الوجود الأميركي، هي ضمن سياق عمل المقاومة، وليس بإمكان أحد توقيفها، لأنها جاءت بدافع شرعي ووطني وأخلاقي». ويتوقع اللامي أن «تشنّ المقاومة عمليات نوعية ضد العدو الأميركي في حال قصفت أميركا قواتنا»، لافتاً إلى أن «من المحتمل أن تعمل أميركا على شنّ ضربات ضد مقارّ وقيادات تابعة لنا، وإن حدث هذا ستكون مواجهتنا مباشرة، ومن دون الالتزام بقواعد محدّدة».
أما الخبير الأمني، رعد السعدي، فيرى أن «المقاومة مستعدة حالياً للانتقال من الدور المساند إلى الدور المشارك الفعلي في الحرب ضد إسرائيل، وذلك تجسّد من خلال تنفيذ هجمات ضد الكيان، ربما تتحوّل مستقبلاً إلى ضربات أعمق». ويلفت الخبير الأمني إلى أن «صدور مسمّيات لتشكيلات تنسب نفسها إلى المقاومة، كأصحاب الكهف والثائرون وأبناء المقاومة، ما هو إلا اتّباع لأسلوب جديد في الحرب، سواء كان ضدّ الأميركيين أو إسرائيل، وبالتالي تهديدات واشنطن بالردّ وقصف أيّ مكان يروقها، هو نتيجة لمخاوفها من إقدام المقاومة على قرار صعب جداً، وهو قصف مواقعها من دون الالتزام بتوصيات الحكومة الحالية».