عمليّتان فدائيّتان جنوبي الضفّة.. وكتائب القسّام: للحديث بقية
أفادت وسائل إعلام العدوّ الصهيوني بوقوع مُصابين في صفوف جيش الاحتلال، أحدهما ضابطٌ برتبةٍ عالية، وذلك في إثر وقوع ما قال “جيش” الاحتلال إنهما “حدثان أمنيان” استهدفا مستوطنتي “غوش عتصيون” و”كرمي تسور” قرب الخليل، جنوبي الضفّة الغربية، في وقتٍ متأخر من ليل الجمعة، تخلّلهما تفجير سيارات مفخّخة، وكتائب القسّام تعلّق مؤكّدةً أنّه “ردٌ من جنوب الضفّة الأبية”.
من جهته، أقرّ المتحدث باسم جيش الاحتلال “الإسرائيلي”، في بيان، بأنّ “حدثين أمنيين وقعا في لواء “غوش عتصيون”، لا يمكن تحديد ما إذا كانت هناك صلة بينهما”، معلنًا عن “تمكّن مسلحين من التسلّل إلى مستوطنتي “غوش عتصيون” و”كرمي تسور”، قُتل أحدهما أثناء اشتباك”، ومُضيفًا بأنّ قواتٍ من الجيش تُجري عمليات تمشيط في المكان.
هذا وأكّد جيش الاحتلال أنّ انفجار السيارة الأولى في “غوش عتصيون” كان لاستدراج قواته، وأنّه “عند وصولها أطلق مسلّح النار عليها، وأصاب 2″، في حين أكّد موقع قناة “مكان” “الإسرائيلية” إصابة 4 “إسرائيليين”.
إذاعة جيش الاحتلال من جهتها، أكّدت إصابة قائد منطقة لواء “عتصيون”، موضحةً أنّه ضابط كبير برتبة عقيد، في عملية تفجير السيارة المفخّخة في “غوش عتصيون”.
وكشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” “الإسرائيلية”، نقلًا عن أجهزةٍ أمنية “إسرائيلية”، بأنّ “المنفذين قادا سيارتين في شارع رقم 60، ثمّ اتجه الأول إلى محطة الوقود في “غوش عتصيون”، والآخر نحو “كرمي تسور””.
وفي السياق ذاته، أضاف مراسل “يديعوت أحرونوت”، يوآف زيتون، بأنه يتزايد التقييم لدى الجيش “الإسرائيلي” بـ”وجود صلةٍ بين العمليتين”، وذلك بينما يواصل التحقيق الذي بدأه في شبهة ارتباط الهجومين المحتملة.
ونشر زيتون، بشأن العمليتين، قائلًا: “بينما مئات الجنود في شمالي الضفّة لليوم الرابع، فإنّنا في الجنوب نشهد انقلابًا في المشهد، حدث لم يحدث منذ الانتفاضة الثانية”.
قناة “كان” “الإسرائيلية” قالت إنّ “السيارة التي تمكّنت من الدخول إلى كرمي تسور كانت مفخّخة وانفجرت داخل المستوطنة”.
وفي تداعيات العمليتين، نشرت هيئة البث “الإسرائيلية” أنّ جيش الاحتلال فرض حصارًا على محافظة الخليل، معلنةً استقدام المزيد من التعزيزات إلى مستوطنة “كرمي تسور” مع انتشار الحواجز وعمليات التمشيط في المنطقة.
ونشرت منصة إعلامية “إسرائيلية” بأنّ الجيش أطلق قنابل مضيئة فوق الخليل، ونصب حاجزًا عسكريًا عند مدخلها الشمالي في بلدة سُعير.
وتناقلت وسائل إعلام العدوّ صورًا وأخبار تفيد بوصول قائد لواء الخليل في جيش الاحتلال إلى مكان العملية، كاشفةً عن إنشاء غرفة عملياتٍ ميدانية تضم وحدات من قوات “المستعربين” ووحدة العمليات الميدانية في جهاز الأمن العام “الشاباك”، إضافةً إلى فرقٍ من وحدتي “مجلان” و”دفدوفان”.
وسائل الإعلام المحلية الفلسطينية من جهتها، أكّدت إغلاق قوات الاحتلال مداخل الخليل، خصوصًا جنوبي المنطقة التي وقعت فيها العمليتين، ودفعت بتعزيزاتٍ كبيرة، تضمنت طائرات “هيليكوبتر” مروحية.
كتائب القسّام: جاءكم الرد من جنوب الضفّة
بعد ساعاتٍ قليلة على العمليتين، نشرت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، مقطع فيديو مرفقًا بعبارة: “جاءكم الرد من جنوب الضفّة الأبيّة يا أبناء اليهودية؛ وللحديث بقية..”..
وتضمّن الفيديو الذي نشرته كتائب القسّام، تذكيرًا بحديث الناطق العسكري باسمها، أبو عبيدة، الذي أكّد أنّ “تحرك الضفّة والقدس وأراضي الـ48 قادم لا محالة”.
من جهتها، حركة حماس أكّدت أنّ “العملية البطولية المزدوجة، هي رسالة واضحة بأن المقاومة ستبقى ضاربة وممتدة ومتواصلة طالما استمر عدوان الاحتلال”، لافتةً إلى أنّ العملية النوعية “تحمل دلالة رمزية من حيث مكان حدوثها في خليل الرحمن جنوبي الضفّة الغربية، وفي هذا الوقت الحساس الذي نشهد فيه تصعيد الاحتلال لعدوانه على محافظات شمالي الضفّة، ومجازره وإبادته الجماعية في قطاع غزّة”.
كما باركت حركة المجاهدين الفلسطينية العمليتين قرب الخليل، مؤكّدةً في بيانٍ مقتضب أنّ “هذه العمليات البطولية هي رسالة بالنار من أحرار الشعب الفلسطيني إلى حكومة الاحتلال الفاشية على العدوان على شمالي الضفّة الغربية وجرائم الإبادة الجماعية المتواصلة في غزّة”.
وشدّدت حركة المجاهدين على أنّ هذه العمليات النوعية تمثّل “ضربةً أمنية جديدة لأجهزة أمن واستخبارات العدوّ المتغطرس”، متوعدةً الاحتلال بموجاتٍ ومحطات مواجهة من حيث لا يحتسب، وأن يتوقع المزيد من العمليات والضربات من الشعب الفلسطيني ومقاومته في كلّ مكان.
وجاءت العمليتان في “غوش عتصيون”، بينما تواصل كتائب ومجموعات المقاومة في الضفّة الغربية تصديها للقوات “الإسرائيلية” التي تنفذ عدوانًا واسعًا شمالي الضفّة، منفّذةً كمائن محكمة ضدّها، وموقعةً في صفوفها قتلى ومصابين، كما زفّت كلٌ من كتائب القسّام وسرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى شهداء اغتالهم الاحتلال في عدوانه.