الأخبار: قرار تكليف سالم بالتفاوض أحدث توتراً بين بعبدا وحارة حريك وأثار استياء عين التينة
الأخبار

ما إن غادرت طائرة البابا، الذي حثّ اللبنانيين في بيروت على الحوار ونزع السلاح من القلوب، حتى عادت قضية المفاوضات مع إسرائيل إلى الواجهة. فقد علمت «الأخبار» أن رئيس الجمهورية جوزيف عون سيُبلغ أورتاغوس رسمياً بأن لبنان «اختار بول سالم، رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن، لتمثيله في المفاوضات»، وأنه سيكلّفه بعقد اجتماع مع مندوب إسرائيلي برعاية أميركية لإطلاق المسار التفاوضي.
وكشفت مصادر متابعة أن قرار عون الذي التقى سالم قبل أيام من زيارة البابا، «أحدث توتراً بين بعبدا وحارة حريك، وأثار استياءً في عين التينة»، لا سيما أن لبنان لم يحسم بعد آلية التفاوض، وطبيعة الوفد المفاوض، ولا شكل المفاوضات، ولأن عون «اتخذ القرار منفرداً، من دون التشاور مع أحد، حتى في اختيار سالم، ومن غير الواضح إذا كان التفاوض سيتم عبر الميكانيزم أو عبر قناة أخرى».
وتوقّعت المصادر أن تتّسع الهوّة حول هذا الملف، خصوصاً أن عون، الذي تحدّث خلال زيارة البابا عن «السلام بين أبناء إبراهيم»، سيستند إلى ما قاله البابا لدعم قبل مغادرته لبنان، بأن «الأسلحة تقتل، أمّا التفاوض والوساطة والحوار فتبني».
انتقل العدو إلى
مرحلة جديدة من الحملة على المقاومة بالتناغم مع برنامج أميركي لشيطنة
الحزب وتحويله إلى منظمة إجرامية
وبعد وصوله إلى روما، نقل موقع «سكاي نيوز» عن البابا قوله إن «الفاتيكان سيواصل السعي لإقناع الأطراف في لبنان بالتخلّي عن السلاح والعنف والالتزام بالحوار». ونقلت المؤسسة اللبنانية للإرسال عن البابا، في ردّه على سؤال لـLBCI حول إيصال صرخة اللبنانيين إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمساهمة في وقف الاعتداءات الإسرائيلية، قوله: «تواصلت وسأتواصل مع القادة لإحلال السلام».
وفي السياق نفسه، تردّدت أمس معلومات عن دور يقوم به السفير البابوي في لبنان، المونسنيور باولو بورجيا، في ملف المفاوضات. ونقلت شخصيات لبنانية التقته في اليومين الماضيين أنه «طمأنها بأن لا حرب في المدى المنظور»، وأن البابا «سمع كلاماً واضحاً من المسؤولين اللبنانيين، وسيجري اتصالات إقليمية ودولية بهدف خفض التوتر والدفع باتجاه مفاوضات جدّية».
وفي موازاة ذلك، تحدثت «القناة 14» الإسرائيلية، القريبة من نتنياهو، عن «وساطة تعمل عليها القاهرة بين إسرائيل وحزب الله لمنع اندلاع مواجهة واسعة»، مشيرة إلى أن «حزب الله يرفض حتى الآن هذه الوساطة بحجة أنه لا يريد تجاوز الحكومة اللبنانية». وأضافت القناة أن «دخول مصر على هذا الخط يُعدّ إشارة واضحة إلى مدى اقتراب الوضع في الشمال من الانفجار».




