المنطقة أمام حرب استنزاف طويلة… و”التقدمي” يستنفر لمواجهة المرحلة
"الأنباء" الالكترونية
تحمية غير مسبوقة تشهدها جبهة الجنوب في لبنان، كما العمليات النوعية المتصاعدة. فبعد أن استهدفت إسرائيل مقراً لـ”حزب الله” في الجنوب أدّى إلى استشهاد خمسة عناصر يتولون مهاماً قيادية، استهدف الحزب العمق الإسرائيلي شرق عكّا، فأُصيب عدد من الإسرائيليين نتيجة الصواريخ الاعتراضية.
هذه التحمية تسبق الرد الذي أكّد عليه الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله يوم أمس من جديد، والذي قال إنه سيكون “قوياً ومؤثراً وفاعلاً”، لكنه كما كان متوقعاً لم يُحدّد موعده، كما تسبق الرد الإيراني الذي أكّد عليه أيضاً نصرالله، لكنه ألمح بين السطور إلى أن إيران لن تنجرّ إلى قتال مستمر وطويل لأن هذا الأمر ليس مطلوباً منها.
وفي سياق العدوان الإسرائيلي المستمر جنوباً، فإن الحزب التقدمي الاشتراكي وكتلة اللقاء الديمقراطي يتجهّزان لأي مستجدات أمنية خارجة عن السيطرة، وقد اجتمعت قيادتهما يوم أمس برئاسة النائب تيمور جنبلاط، الذي دعا إلى استنهاض خلايا الأزمة التي تشكلت في بداية الحرب، وتفعيلها بهدف استقبال أبناء الجنوب في حال تطوّرت الأمور الميدانية سلباً.
بالعودة إلى خطاب نصرالله يوم أمس والذي يكشف جزءاً من ملامح الفترة المقبلة، فإن مراقبين توقفوا عند نقطة مهمّة ذكرها، وهي التهديد للمنشآت الاقتصادية الإسرائيلية شمال الأراضي المحتلة، والتي تفوق قيمتها 130 مليار دولار وتلعب دوراً أساسياً في الاقتصاد الإسرائيلي، وإذ كان مستبعداً استهدافها في الوقت الحالي وفي الرد المرتقب، لكنها على ما يبدو ضمن بنك أهداف “حزب الله” في حال انفلتت الأمور أو اتجهت نحو التصعيد.
أما وبالنسبة لشكل الرد الحالي، فإن نصرالله طرح فرضية الرد المشترك بين الجبهات، أي إيران و”حزب الله” والحوثيين، لكن هذا الذكر جاء في إطار الحرب النفسية التي لفت إليها نصرالله في سياق حديثه عن تأخير الرد، لكن وسائل إعلام عبرية أشارت إلى أن التقديرات الإسرائيلية تقول إن الرد سيكون منفصلاً و”حزب الله” سيُبادر أولاً.
إلى ذلك، مستجد مهم طرأ على الساحة الفلسطينية، تمثّل باختيار قيادة حركة “حماس” يحيى السنوار لرئاسة المكتب السياسي خلفاً لاسماعيل هنية، وهو ما يُرسل رسائل كثيرة لإسرائيل، ففي حين يُعتبر هنية الأكثر براغماتية في الحركة، فإن السنوار يُعتبر من أكثر المتشدّدين، وبالتالي يبدو أن الحركة قرّرت اتخاذ منحى تشدّدياً أكثر في الحرب وفي مفاوضات الهدنة، وفق ما يرى مراقبون.
في المحصلة، فإن المنطقة على صفيح ساخن جداً، وفي صدد ترقّب الرد والرد المُضاد، والأيام القليلة المقبلة كفيلة بان تكشف مصير ما يحصل، وإن كانت الحرب الشاملة مستبعدة، فإن من المرجّح بقوّة استمرار حرب الاستنزاف الطويلة جداً.