اخبار عربية ودوليةالرئيسية

لا اعتقالات بعد اغتيال هنيّة: إيران تحيط ردّها بـ«الغموض»

الأخبار

في إطار التأنّي الإيراني في «حياكة» الردّ على عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، في طهران، ضمن مسار متعدّد الأبعاد قد يطول أو يقصر، أفاد الناطق باسم السلطة القضائية في إيران، أصغر جهانغیر، بأن سلطات بلاده تواصل تحقیقاتها في الحادثة التي وقعت في العاصمة، كاشفاً أنّه جرى تشكيل ملف قضائي للتحقيق في الجريمة.

وأضاف جهانغير، في مؤتمر صحافي، أن نتائج التحقيق «ستُعلَن لاحقاً فور الانتهاء منه»، لافتاً إلى أنّ «التحقيقات اللازمة بدأت وجارٍ جمع المستندات» لهذا الغرض. ونفى المسؤول الإيراني ما سمّاه «الشائعات الكاذبة» في ملف التحقيق، موضحاً أنّ «ما تداولته بعض الصحف والفضاء الإلكتروني في شأن اعتقالات في ملف اغتیال هنیة في طهران لا أساس لها من الصحة»، في إشارة إلى ما تداولته وسائل إعلام غربية عن حملة اعتقالات واسعة في إيران على خلفية اغتيال هنية في الـ 31 من تموز الماضي. وشدّد جهانغير على ضرورة عدم استباق نتائج التحقيقات الرسمية، داعياً إلى عدم الانسياق خلف «الشائعات التي تهدف إلى انحراف الرأي العام، والتي لها جذور أجنبية».وكرّر المسؤول الإيراني توجيه أصابع الاتهام، في هذه القضية، إلى إسرائيل التي قال إنها «ترى أن وجودها وبقاءها مرهونان بالاغتيالات المنظّمة والأعمال الشرّيرة»، مضيفاً أنّ «الكيان الصهیوني ينتظر زواله أكثر من أيّ وقت مضى، ویشهد أن الرأي العام العالمي يدين تصرفاته». كما أكد جهانغير وجود دور للولايات المتحدة في اغتيال قائد «حماس»، وأن المزاعم الأميركية حول السلام «كاذبة»، متعهداً بالعمل على مقاضاة واشنطن دولياً، وشروع بلاده في اتخاذ خطوات فورية لرفع الدعوى وإجراء التحقيقات في كل الحوادث المشابهة بالنظر إلى أنّ ما جرى «يوفّر الأرضیة لملاحقة أميركا قانونياً وجنائياً في المحافل الدولية». أيضاً، أشار جهانغير إلى تطلّع طهران إلى توظيف كل قدراتها المحلية وعلاقاتها الدولية للردّ على عملية الاغتيال، على أكثر من صعيد، وخاصة القانوني والقضائي.
أوضحت طهران أنّ «ما تداولته بعض الصحف والفضاء الإلكتروني في شأن اعتقالات في ملف اغتیال هنیة في طهران لا أساس له من الصحة»

وفي سياق متّصل، عرّج جهانغير على ذكرى القصف الذري الأميركي لمدينة هيروشيما اليابانية، مشبّهاً قادة الولايات المتحدة بـ»قادة الجرائم ودعم الإرهاب والانقلابات في العالم»، ومضيفاً أنّ «المثال الواضح على ذلك يتمثّل في كارثة قصف هيروشيما، والتي سُجّلت كجريمة تاريخية ارتكبها الأميركيون الذين يتشدّقون بحقوق الإنسان». وأشار أيضاً إلى ازدواجية المعايير الغربية حيال «الإبادة الجماعية التي ينفذها الكيان الصهيوني في غزة، بدعم من أميركا»، مستنكراً تجاهل المحافل الدولية لمحاسبة المتورطين في هذه القضایا.
في المقابل، أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، أنه أجرى مباحثات ضمّته ونائبته كامالا هاريس مع فريق الأمن القومي، للبحث في التطورات في الشرق الأوسط، وما يتعلّق منها بـ»الخطوات التي نتّخذها للدفاع عن قواتنا والرد بالطريقة والمكان الذي نختاره»، مضيفاً «(أنّنا) تلقّينا تحديثات في شأن التهديدات التي تشكّلها إيران ووكلاؤها والجهود الديبلوماسية لتهدئة التوترات الإقليمية». وكتبت هاريس، بدورها، عبر حسابها على موقع «إكس»، بعد الاجتماع: «بينما نستعدّ للدفاع عن إسرائيل ضدّ إيران ووكلائها الإرهابيين، فإننا نعمل أيضاً على تهدئة التوترات». كذلك، توقّع كبير الديموقراطيين في «لجنة الاستخبارات» في مجلس النواب الأميركي، جيم هايمز، أن يكون ردّ طهران على اغتيال هنية «أكثر فتكاً» من ردّها على قصف قنصليّتها في دمشق في نيسان الماضي، محذّراً من أن اغتيال قائد «حماس» من شأنه أن «يضع مسألة وقف إطلاق النار (في غزة) خارج طاولة البحث».
وفي ضوء حالة الترقّب الأميركي والإسرائيلي لردة الفعل الإيرانية المرتقبة، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أميركي قوله إن فريق الأمن القومي أبلغ بايدن أنّ من غير الواضح متى يرجّح شنّ إيران هجوماً على إسرائيل، فيما أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، بتحريك إيران قاذفات صواريخ وإجراء تدريبات عسكرية. ويتقاطع هذا مع تسريبات إعلامية إسرائيلية حول عدم امتلاك المؤسسة الأمنية في تل أبيب تقديرات دقيقة، سواء حول موعد الضربة الإيرانية المنتظرة ضدّ إسرائيل، أو حول طبيعتها، وذلك لأسباب تتعلّق بالضبابية وأسلوب التمويه الذي تحيط به طهران خططها.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى