كان الخبر الوارد من مجلس الأمن، بصدور قرار بوقف إطلاق النار في غزة، ليكون مهماً، لو لم يسارع البيت الأبيض ليعلن أنه قرار غير ملزم والتصريحات الإسرائيلية التي نسفت القرار وأعلنت الاستمرار بالعدوان.
وأمام هذا المشهد المزري، جاء تعليق الرئيس وليد جنبلاط ليوصف ما حصل على أفضل وجه، كاتباً: “وافقت آلهة مجلس الأمن أخيراً على وقف إطلاق النار في شهر رمضان بعد تدمير غزة والإبادة الجماعية لعشرات الآلاف من الأطفال والمدنيين على يد قبائل إسرائيل. سدوم الجزء الأول”.
في هذه الأثناء، تستمر إسرائيل بعدوانها على غزة وجنوب لبنان، وتوسيع رقعة الاستهداف لتشمل مناطق لبنانية أخرى في بعلبك والبقاع الغربي، ما يؤشر الى أن العدو الاسرائيلي مصمّم على توسيع الحرب وهو لن يتردد بذلك عندما يرى أن مصلحته تقضي بالذهاب بعيداً في المواجهات الميدانية.
توازياً، استبعدت مصادر مراقبة في اتصال مع “الأنباء” الإلكترونية أي امكانية للتوصل إلى هدنة بين اسرائيل وحماس، في ظل جنون اسرائيلي متواصل وبث مستمر لخطاب الكراهية ضد الفلسطينيين، وسيطرة عقلية متطرفة لدى غالبية المسؤولين في الكيان الصهيوني. لكن هذه الرغبة باستمرار الحرب سواء في غزة أو في الجنوب باتت تصطدم برفض أميركي وأوروبي لافت لا يمكن لاسرائيل تجاوزه بسهولة.
وفي تطورات الوضع الميداني في غزة وجنوب لبنان، أشار النائب الوليد سكرية في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية الى أن ما يحصل في الجنوب هو تطور محدود وليس الدفع نحو حرب شاملة وان الغارة على بعلبك تأتي ضمن ايحاء أن اسرائيل مستعدة لاظهار العصا الاكثر غلاظة لأن المبنى الذي استهدفه القصف كان خالياً وان اسرائيل تعرف ذلك، وما جرى هو عبارة عن توجيه رسائل بأنها تستطيع أن تضرب في أي مكان ضمن حدود قواعد الاشتباك.
وأضف سكرية “أما من جهة ثانية فقد يكون الأمر متعلق بزيارة وزير الدفاع الاسرائيلي الى واشنطن. والجبهة الشمالية هي في صلب المحادثات التي يجريها في واشنطن وعلى الأميركيين ان يفكروا بترتيبات معينة في الجبهة الشمالية ولا ننسى ان اميركا تدعم اسرائيل حتى الأخير، فالنظام العالمي كله أصبح فوق الطاولة وأميركا التي تطالب بحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين أصبحت تصطدم بمشروع بنيامين نتياهو الذي يطالب باسرائيل الكبرى، وهو يسعى لضم جنوب لبنان وجنوب سورية الى اسرائيل. وهذه الاخيرة لكي تضمن أمنها بقوتها الجغرافية يجب ان تكون حدودها من الفرات الى النيل وهذا ما ركز عليه نتنياهو في كتابه مكان بين الأمم”.
ورأى سكرية أن دور حزب الله يقضي بمنع الحرب لانه اذا قام بشن الحرب سينتج عنها تحقيقات جزئية قد تنتهي بسلام، فيكون محور الممانعة هو الخاسر، لذلك دور حزب الله ان يردع العدوان ريثما يصبح محور الممانعة قادراً على المواجهة. وان حزب الله وحده لا يمكنه حسم الصراع الذي يتطلب يداً أقوى ومشاركة من سورية والعراق وايران.
لذلك بات واضحاً ان حل الملف اللبناني مرتبط بشكل واضح بالتطورات الميدانية في غزة وأي وقف لاطلاق النار يجب أن يستفيد منه لبنان بالدرجة الاولى لمعالجة أزماته ولولها انتخاب رئيس الجمهورية.