رياضة

منتخب لبنان في مواجهة خصمٍ أسترالي عالمي

شربل كريّم - الأخبار

يعود منتخب لبنان لكرة القدم إلى الساحة الدولية حيث يخوض مباراته الثالثة ضمن المجموعة التاسعة للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026 ونهائيات كأس آسيا 2027، وذلك عندما يواجه مضيفه منتخب أستراليا، اليوم، الساعة 11:10 صباحاً بتوقيت بيروت، على ملعب «كومبنك ستاديوم» في باراماتا.الرحلة إلى سيدني تكون دائماً صعبة على أي منتخب، فكيف الحال إذا كان قادماً من بلادٍ بعيدة، إذ هناك فارقٌ في التوقيت يصل إلى 9 ساعات بين لبنان وأستراليا، وهو ما عانى منه اللاعبون اللبنانيون في الأيام الأولى لوصولهم إلى البلاد بعد رحلةٍ جوية قاربت يوماً كاملاً انطلاقاً من بيروت ومروراً بدبي ووصولاً إلى البلد المضيف.

أجواء إيجابية في المنتخب
وتبدو الأجواء في المعسكر اللبناني جيّدة وهادئة، بحيث كان المدير الفني المونتينغري ميودراغ رادولوفيتش قد أرسى استقراراً منذ عودته إلى استلام القيادة الفنية لمنتخبنا، وهو ما بدا جليّاً للمتابعين عن كثب عبر الحصص التدريبية والمباريات حيث الالتزام التام بتعليمات الجهاز الفني.
وهذه النقطة يعوّل عليها «رادو» كثيراً لتعويض النقص في صفوفه، فالتشكيلة اللبنانية تفتقد إلى عناصر عدة لعبت أدواراً مفتاحية مختلفة أقلّه في الأعوام الماضية، وتحديداً منذ بداية الولاية الأولى لرادولوفيتش الذي بات يعرفها جيّداً، ولهذا السبب كان قد اتخذ قراره بالذهاب نحو تغييرٍ تدريجي في الأسماء لكي يصل إلى شهر حزيران المقبل بأفضل تشكيلة ممكنة، حيث سيخوض منتخبنا مباراتين حاسمتين أمام فلسطين وبنغلادش على التوالي، للتأهل إلى النهائيات القارية مجدداً، واستكمال مشوار التصفيات المونديالية من بوابة الدور الثالث.
يلعب لبنان أمام منتخبٍ مدجّجٍ بالأسماء المعروفة عربياً وأوروبياً وبينها موهبة لبنانية الأصل

‎ويفتقد اللبنانيون إلى مجموعةٍ من اللاعبين أصحاب الخبرة على الساحة الدولية لأسبابٍ مختلفة، إذ يغيب عن التشكيلة ثنائي العهد حسين زين وفيليكس ملكي وشقيقه مدافع الأنصار أليكس، إضافةً إلى لاعب بي أس أس سلمان الإندونيسي جهاد أيوب، وحسن «سوني» سعد، وقاسم الزين الموقوف إثر طرده في المباراة الأخيرة للبنان في كأس آسيا ضد طاجيكستان.
وفي ظل هذه الغيابات سيعتمد لبنان على الدعم الجماهيري من قبل الجالية اللبنانية في سيدني، قبل أن ينتقل إلى خوض المباراة الثانية يوم الثلاثاء المقبل في كانبيرا، حيث لن يكون هناك نفس التدفّق لأبناء الجالية كون العاصمة الأسترالية تبعد 4 ساعات بالسيارة عن سيدني.

أستراليا تعوّض الغائبين بمميزين
كما يمكن للبنان أن يطمع بالحصول على نقطةٍ رغم صعوبة المهمة أمام منتخبٍ عالمي كان قد قدّم نفسه بشكلٍ قوي في كأس العالم 2022 حيث بلغ الدور الثاني وخرج أمام الأرجنتين البطلة بخسارته بفارق هدفٍ وحيد فقط. أما سبب التفكير بتحقيق نتيجة إيجابية فهي النقص الذي تعانيه التشكيلة الأسترالية أيضاً، إذ بسبب الإصابات ستغيب أسماء معروفة عن أصحاب الأرض، على رأسها ظهير أيسر النصر السعودي عزيز بهيتش، ونجم المنتخب مارتن بويلي وماركو تيليو وأيدن أونيل الموقوف أصلاً لمباراتين بعد طرده خلال المباراة التي خسرتها أستراليا أمام كوريا الجنوبية (1-2) في ربع نهائي كأس آسيا الأخيرة. كما تحوم شكوكٌ كبيرة حول مشاركة النجم الآخر كرايغ غودوين الذي أسهم بثلاثة أهداف في هذه التصفيات، وذلك بسبب معاناته من المرض.
لكن رغم بعض الغيابات عن صفوفه، فقد حشد المنتخب الأسترالي مجموعة من اللاعبين المميّزين الناشطين محلياً وخارجياً، بينهم لاعب وسط فايكينغ النروجي، اللبناني الأصل، باتريك يزبك (21 عاماً)، الذي حاول منتخبنا استقطابه في وقتٍ سابق، لكنه اختار اللعب لأستراليا حيث يعدّ من أبرز المواهب الصاعدة فيها، وقد أكد مصدرٌ اتحادي لـ«الأخبار» أن التواصل تمّ مباشرةً مع والد اللاعب الذي اعتذر عن عدم تلبية الدعوة حتى قبل استدعائه إلى تشكيلة «السوكروز» إلى كأس آسيا الأخيرة، كونه عرف سلفاً أنه في طريقه إلى المنتخب الأول بعدما لعب دوراً قيادياً في كل منتخبات الفئات العمرية.
وإلى جانبه ستُسجّل عودة أفضل صانع ألعاب أسترالي في الفترة الحالية، وهو لاعب هيراكليس ألميلو أيدين هروستيتش الذي افتقد إليه المدرب غراهام أرنولد في كأس آسيا بشكلٍ واضح. كما ضمّ الأخير الهداف آدم تاغارت بعد تألقه مع بيرث غلوري مسجلاً 14 هدفاً في 18 مباراة خاضها هذا الموسم، والمهاجم الآخر براندون بوريللو، الذي غاب أيضاً عن كأس آسيا بسبب إصابةٍ في الكاحل.
هي مباراةٌ صعبة للبنان بلا شك، لكن كما هو حال كرة القدم دائماً، فهي ستعطي من يعطيها من جهده وتعبه وانضباطه الفني، فتكون النتيجة لمصلحته، أو يخرج مستفيداً عبر اكتشافه النواقص التي يجب عليه تحسينها من أجل الارتقاء بمستواه في المراحل المقبلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى