اخبار محلية

عودة: المسؤولون امعنوا في قهر المواطن وتبذير مدخراته

اشار متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، في عظته خلال قداس الاحد الى انه “إذا نظرنا في هذا البلد إلى حادثة زكا العشار، نجد أنفسنا محاطين بكثيرين ممن يشبهون زكا قبل توبته. عملهم قائم على غبن المواطنين ونهب أموالهم، الأمر الذي بدا واضحا في الموازنة الأخيرة، والضرائب والرسوم التي فرضت على المواطنين دون أن يقابلها تقدمات إجتماعية وصحية، وتحسين في مستوى حياة المواطنين”.

واضاف :” لقد أمعن المسؤولون في قهر المواطن بالسكوت عن تفجيره والتغاضي عن مفجريه، وتبذير مدخراته، وإيصال البلد إلى الهاوية، وتكريس الفراغ في معظم المؤسسات وعلى رأسها رئاسة الجمهورية، واليوم يحاولون شفاء جروح الإقتصاد الوطني، الناتجة عن فشلهم في الإدارة، من جيوب المواطنين، عبر استنزاف ما تبقى فيها من مال قليل يدخرونه لحاجاتهم اليومية، عوض الإنصراف إلى ضبط المرافئ ومنع التهريب ومكافحة الهدر والفساد والتهرب الضريبي وجباية المستحقات”.

 

واعتبر ان “الدعوة اليوم هي للمسؤولين أولا، أن يتوبوا ويسعوا إلى رؤية وجه الرب في كل إنسان وضعه الرب تحت رعايتهم، وأن يعملوا جاهدين لإعادة كل فلس إلى صاحبه الحقيقي”.

وتابع عودة “بهذا ربما يقدمون حسابا أخف أمام الديان العادل يوم الدينونة. كذلك هم مدعوون إلى التوبة عن أية إساءة قاموا بها تجاه أترابهم وتجاه شعبهم، إن بالفعل أو بالفكر أو بالقول، أو بتشجيع أزلامهم على الأذية أو الإهانة، غير ملتفتين إلى إنسانية الإنسان الذي يذمونه، وإلى الحرية الممنوحة له من الله والتي تكفلها كل الدساتير والأعراف والشرائع. من أولى واجبات الإنسان احترام أخيه الإنسان، وقبوله ولو كان ذا رأي مختلف. بإمكانك محاورته ومحاولة إقناعه أو الإقتناع برأيه. أما أن تشهر بأخ لك، كبيرا كان أو صغيرا، فهذا عمل غير إنساني وغير أخلاقي ومدان. محزن المستوى المتدني الذي بلغه أسلوب التخاطب بين اللبنانيين، خصوصا عبر وسائل التواصل، ومحزن أكثر التعبير بلا ضوابط أخلاقية ووطنية عن حقد دفين في لاوعي من يعبرون، رافضين الآخر وأفكاره ومواقفه فقط لأنها لا تناسبهم، وفارضين أفكارهم ومواقفهم. أين الديمقراطية التي نتغنى بها؟ وأين حرية الرأي والتعبير التي يكفلها الدستور؟

وختم: “دعوتنا أن نتشبه بزكا العشار، ونسعى إلى ملاقاة الرب يسوع، الذي يلاقينا بدوره في منتصف الطريق، ويأتي ليمكث عندنا، وتكون نتيجة ذلك سعينا إلى إتمام وصاياه الإلهية، فنسمع منه: «اليوم حصل الخلاص لهذا البيت»، آمين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى