نصر الله: الرد الثاني على إسرائيل عسيكون في قلب فلسطين
من مستلزمات "صفقة القرن"مواصلة الضغط على سوريا والتلويح بالحرب ضد لبنان
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن أميركا تثبت من جديد أن كل ما يعنيها هو مصالحها أولاً ومصالح إسرائيل ثانياً، وأضاف أن “أي قيم إنسانية لا مكان لها في خلفيات صنع القرار الأميركي، وأي اتفاقيات لا قيمة أخلاقية لها أو قانونية عند الحكومات الأميركية المتعاقبة”.
وشدد السيد نصر الله على أنه بعد كل التجارب مع الأميركيين “فمن الحماقة الوثوق بتعهدات أميركا أو وعودها”، مضيفاً “أميركا أثبتت أنها لا تراعي حتى مصالح حلفائها كما فعلت بحق الأوروبيين في مجلس الأمن”.
وقال نصر الله إن أميركا أهملت مصالح حلفائها، متسائلاً والحال كذلك “هل نتوقع منها أن تراعي مصالح الدول العربية مثلاً؟”.
واعتبر أن التجربة الأميركية في الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة (5+1) تؤكد أن التفاوض ليس هو طريق الحل في الصراع مع إسرائيل.
وحول ذكرى النكبة الفلسطينية التي تصادف الثلاثاء، رأى السيد نصر الله أن هذه النكبة “وصمة عار على جبين العالم وهي مستمرة منذ 70 عاماً إلى اليوم”، معتبراً أن ما يحكى عن “صفقة القرن” هو تحدٍ كبير ويفيد بأن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل ولا عودة للاجئين وأن غزة هي عاصمة دولة فلسطين، وأكد أنها بمثابة “تصفية نهائية للقضية الفلسطينية”.
واعتبر السيد نصر الله أنه من مستلزمات “صفقة القرن”مواصلة الضغط على سوريا والتلويح بالحرب ضد لبنان، وأيضاً الضغط على إيران وهو الضغط الذي يبلغ ذروته في السياسة والاقتصاد، وتبدى في الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي والتلويح بعقوبات جديدة، مضيفاً أن مشكلتهم مع إيران ليست الصواريخ بقدر ما هي الدعم الإيراني للمقاومة الفلسطينية.
وفي هذا المجال، شدد نصر الله على أن “أسوأ ما يفعله بعض دول الخليج هو التغطية الدينية والشرعية للاستسلام لإسرائيل.. وأن المصيبة تكمن في دخول السعودية على خط التغطية الدينية للاستسلام والتطبيع مع إسرائيل”.
كما تناول السيد نصر الله الوضع في قطاع غزة، معتبراً أنها تواجه حالة تجويع، والوضع المأساوي فيها يكاد يقترب من الوضع اليمني، وأضاف “الضغط متواصل على كل الفلسطينيين في الداخل والخارج بهدف الحصول على توقيعهم الثمين”.
وأكد الأمين العام لحزب الله أن أي رهان على أنظمة عربية أو منظمات حقوق إنسان هو خاسر والواجب الرهان على الشعوب والمقاومة، معتبراً أن “المطلوب لتعطيل صفقة القرن ألا يمنح الفلسطيني توقيعه ولا أي من الفصائل الفلسطينية، والمطلوب من محور المقاومة بدوله وأحزابه وشعوبه الصمود ولو اشتدت التحديات والظلم”.
وقال نصر الله “المشروع الحالي (صفقة القرن) له 3 أضلع هم ترامب ونتنياهو وبن سلمان وسقوط أحدهم يزيل المشروع بكامله”، وأضاف “كل مشاريع الأضلع الثلاثة فشلت وكل التهويل الإسرائيلي حكي فاضي”، بحسب تعبيره.
إسرائيل لم تتجرأ بالرد على الهجوم الصاروخي لأنها تبلغت أن الرد سيكون في قلب فلسطين المحتلة
وفي الشأن السوري أكد السيد نصر الله أن الجيش السوري يخوض اليوم آخر معاركه في مخيم اليرموك وحي القدم، ويقترب من تأمين العاصمة دمشق على نحو كامل، وفي كلمته بالذكرى الثانية لاستشهاد القائد في المقاومة مصطفى بدر الدين، قال “نستعيد ذكرى شهدائنا مع اقترابنا من تحقيق النصر الكامل في سوريا”، وأضاف “الانتصار الحقيقي في سوريا صنعه بالدرجة الأولى السوريون، وأما الحلفاء فكان لهم شرف المساهمة”.
وتطرق السيد نصر الله إلى الهجوم الصاروخي الذي استهدف إسرائيل من الأراضي السورية قبل أيام، معتبراً أنه “أحد أشكال الرد على العدوان الإسرائيلي المتواصل على سوريا وعلى من فيها سواء كان المستهدف الجيش السوري أو الوجود الإيراني أو أي من الحلفاء، مضيفاً “الرسالة التي أوصلها هذا الهجوم الصاروخي أنه لا يمكن للإسرائيلي أن يستمر في سياسته العدوانية واستباحة سوريا من دون ردٍ بعد اليوم، وأنه سيكون هناك رد في الزمان والمكان والطريقة المناسبين”.
وكشف السيد نصر الله أن إسرائيل لم تتجرأ على الرد “لأنها تبلغت أن الرد الصاروخي الثاني سيكون في قلب فلسطين المحتلة، وليس فقط في الجولان السوري المحتل”، وتابع “مرحلة جديدة في الصراع مع إسرائيل أسسّ لها هذا الهجوم الصاروخي النوعي على الجولان المحتل الذي حصل بالرغم من التهديد الإسرائيلي المتواصل”.
واعتبر نصر الله أن هذه التجربة أثبتت كذب إسرائيل بدليل عدم جهوزية جبهتها الداخلية لأي حرب، كاشفاً في هذا السياق أن 55 صاروخاً أطلق على الجولان المحتل وإسرائيل تحاول التمويه حول خسائرها.
ورأى السيد نصر الله أن “ليلة الصواريخ تقول للعالم بأننا لن نترك سوريا مستباحة ومسؤوليتنا تثبيت هذه المعادلة.. نحن أمام مرحلة جديدة في سوريا وأهم ما حصل أخيراً يتمثل في كسر الهيبة الإسرائيلية”.
وعن الموقف الخليجي من العدوان الإسرائيلي الأخير على سوريا، اعتبر نصر الله أن هذا الموقف “معيب ومخزي، وليس هناك أقبح من ذلك”، متطرقاً إلى موقف البحرين الذي أعلنه وزير خارجيته، مشدداً على أن موقف البحرين الحقيقي يعبر عنه شعب البحرين “وليس وزير خارجيتها ومواقفه القبيحة”.
وعن القائد مصطفى بدر الدين قال السيد نصر الله “كان لنا شرف الشراكة في انطلاق نواة للمقاومة في العراق من خلال الشهيد بدر الدين، الذي تحمل المسؤولية في ملفات عديدة من الصراع مع العدو إلى العراق”.
وأضاف “خرج القائد الشهيد منتصراً في معاركه ومن ضمنها ملف الشبكات الإرهابية وسياراتها المفخخة في لبنان، وساهم في انتصار العراق على الإرهاب بالإضافة إلى مشاركته الباسلة على الجبهة السورية”.
وعن مشاركته في سوريا قال نصر الله “كان المطلوب أن تكون سوريا مثل إدلب وأفغانستان حيث التشتت بلا أفق، لكن الشهيد القائد كان مقتنعاً بصوابية المعركة في سوريا فتخلى عن كل شيء لتحمل المسؤولية”.
وعن الوضع الداخلي اللبناني بعد الانتهاء من الانتخابات التشريعية فيه، أكد السيد نصر الله أن يجب الانتظار بضعة أيام لمعرفة الحجم الحقيقي للكتل النيابية، وأن رئاسة المجلس النيابي محسومة للرئيس نبيه بري ولا مشكلة بنيابة الرئيس والتوجه إلى التوافق.
وقال المصلحة الوطنية في لبنان تقتضي تأليف حكومة حقيقية في جو من التعاون والتوافق والتفاهم.