هل هناك من خاسر فعليا في دائرة صيدا – جزين؟!
نتائج الانتخابات في دائرة "صيدا- جزين" تشير بوضوح الى تغيير في المعادلة
بدأت القوى السياسية الصيداوية والجزينية تعيد حساباتها على ضوء نتائج الربح والخسارة بعد إنقشاع غبار الانتخابات النيابية في دائرة صيدا–جزين، حيث خاضت معركتها بضراوة وقد أستخدمت فيها كل الاسلحة الدعائية والتراشق الاعلامي والخطاب السياسي، فجاءت النتائج صادمة لبعض القوى والشخصيات لجهة الارقام والاحجام، غير إنها إنخرطت في تقييمها لرسم خارطة الطريق للمرحلة المقبلة، وصولا الى التحالفات المرتقبة التي خلطت تحالفات الانتخابات اوراقها يمينا ويسارا.
وأوضحت مصادر صيداوية، ان قراءة نتائج الانتخابات في دائرة “صيدا-جزين” الانتخابية التي اتخذت طابع “المنازلة” بين الرئاستين الاولى والثانية وتحديدا بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر” وزير الخارجية جبران باسيل من جهة، وبين تيار “المستقبل” و”التنظيم الشعبي الناصري” من جهة أخرى، تشير بوضوح الى تغيير في المعادلة، خسر تيار “المستقبل” أحد مقعديه السنيين بعدما حافظت النائب بهية الحريري على موقعها السياسي كرمز لتيار “المستقبل” واعتداله ومشروع الشهيد رفيق الحريري ونجله سعد الحريري، بعدما كانت تطمح الحفاظ على مقعدين، بالفوز بالمقعد الكاثوليكي بدلا عن المقعد السنّي الثاني، ودخل الامين العام لـ”التنظيم الشعبي الناصري” الدكتور أسامة سعد في “النادي البرلماني” مجددا بعد غياب دام تسع سنوات، حيث ستعود “الثنائية السياسيّة” الى المدينة التي عاشتها منذ الانتخابات البرلمانية الأولى في العام 1992.
بينهما، حدد كل من رئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري و”الجماعة الاسلامية” بشخص مرشحها نائب رئيس المكتب السياسي الدكتور بسام حمود كتلتهما الناخبة، بعد تداخل قاعدتهما الشعبية في تحالفات ثنائية حينا مع “التنظيم الشعبي الناصري” (مع الدكتور البزري في الانتخابات البلدية) وحينا آخر مع تيار “المستقبل” (الجماعة مع الحريري) في غالبية الانتخابات النيابية منها او البلدية وتحديدا منذ العام 1998، وأحيانا أخرى في تحالفات ثلاثية (الانتخابات البلدية 2016 الذي جمع المستقبل، البزري والجماعة)، فجاءت نتائج كل منهما على غير المتوقعة، البزري (3509 صوتا) وحمود (3204 صوتا) متدنيّة قياسا على نتائج الحريري (13739 صوتا)، وسعد (9880 صوتا).
فيما وضع رئيس “تجمع 11 آذار” رجل الأعمال مرعي أبو مرعي “اللبنة الاولى” في سلم المعادلة الصيداوية بانتظار قانون انتخابي جديد او تعديل الحالي، قد يتيح له الترشح شخصيا بعدما رشح ابن شقيقته سمير البزري عن احد المقعدين السنيين في صيدا ونال (1198 صوتا) وهي اصوات جيدة مقارنة بنتائج البزري و”الجماعة” على اعتبار انها المرة الاولى التي يخوض فيها استحقاق انتخابي.
وفي جزين، كان دوي المفاجأة قويا، خسر “التيار الوطني الحر” أحد مقاعده الثلاثة، حافظ النائب زياد الاسود على موقعه، بينما خسره النائب أمل ابو زيد الذي حل مكانه ابراهيم عازار (نجل النائب الراحل سمير عازار) المدعوم من القوتين الشيعيتن حركة “أمل” و”حزب الله”، ودخل الدكتور سليم خوري بـ(708 أصوات) الى الندوة البرلمانية للمرة الاولى، علما أن والده الدكتور انطوان خوري كان نائبا في احدى الدورات السابقة، فيما جمع مرشح “القوات اللبنانية” عجاح الحداد أعلى صوت تفضيلي عن المقعد الكاثوليكي (4398 صوتا) ولكن اللائحة لم تتمكن من الوصول الى “الحاصل الانتخابي” الذي حدد بنحو 12522 وفق عدد المقترعين وتقسيمهم على المقاعد الخمسة.