حماده مهدد بالسقوط… هل تترجم مخاوف جنبلاط ؟
هل لا يزال حمادة يعرف طريق الشوف دون دليل سياحي؟
من سمع صراخ رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط بعد الاشكال الاخير الذي حصل في الشوف، على خلفية محاولة محازبي الحزب الاشتراكي ازالة صورة رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب، يعرف مدى استشعار جنبلاط الخطر من حصول السيناريو الذي يخشاه ليل السادس من أيار، والمتمثل بخسارة النائب مروان حمادة مقعده النيابي في الشوف لصالح الوزير وهاب، لذلك يشدد جنبلاط على محازبيه بضرورة ضبط النفس وعدم القيام بأي عمل إستفزازي لأن ذلك سيصب في صالح وهاب ويميّل الكفة الانتخابية لصالحه.
البعض قد يعتبر الكلام عن سقوط مروان حماده رواية من نسج الخيال او مجرد سيناريو غير قابل للترجمة على أرض الواقع، لكن من يعرف بلغة الأرقام ومأزق توزيع الصوت التفضيلي بظل إصرار النائب جنبلاط على إيصال نجله تيمور بأعلى نسبة من الأصوات التفضيلية، لتكريسه زعيماً دون منازع، الى جانب اصراره على عدم التفريط بمقعد النائب نعمة طعمة نظرا لدوره في تأمين علاقة جنبلاط مع السعودية وبوصفه احد مصادر التمويل، يدرك ان مروان حمادة في وضع لا يحسد عليه فهو يواجه خطر السقوط فعليا وليس بالكلام.
اضافة الى ما سبق فإن المتابع لتفاصيل المزاج الدرزي الاشتراكي في الشوف يدرك مدى التململ الحاصل لدى هؤلاء من وجود حمادة الى جانب تيمور جنبلاط على اللائحة، فالبعض يسأل تعبيرا عن امتعاضه “هل لا يزال حمادة يعرف طريق الشوف دون دليل سياحي؟، فهذا السؤال يفسر انقطاع حماده الطويل عن منطقة الشوف ووجوده معظم الوقت في بيروت، اما النقطة الثانية التي تسجل على حمادة فهي ابتعاده عن مساعدة ابناء الشوف ونادرا ما تسمع ان أحد ابناء المنطقة قصد مروان حمادة للحصول على خدمة او مساعدة، لادراك هؤلاء سلفا انهم سيعودون خائبين، لذا كانوا يعولون على شطب حمادة من اللائحة الاشتراكية، لصالح أحد قياديي الاشتراكي الفاعلين على غرار ما حصل في بعبدا، حيث استبدل جنبلاط للوزير ايمن شقير بالمرشح هادي ابو الحسن المعروف بحركته الدائمة وخدماته التي لا تتوقف.
وفي في السياسة فهناك الكثير من المآخذ على حمادة فهو حتى الامس القريب كان محسوبا على تيار المستقبل ورئيسه سعد الحريري، وشقيقه علي بات عضوا في المكتب السياسي لتيار المستقبل، ما يعني ان حمادة المصنف في كتلة اللقاء الديمقراطي والغير ملتزم أصلا في الحزب الاشتراكي يعد أقرب الى الحريري منه الى جنبلاط ، وهو ما يدفع ببعض محازبي الاشتراكي للسؤال عن سبب تفضيل “البيك” لمروان حمادة وإقصاء أسماء اشتراكية وازنة في الشوف، وهذا ما يرسم علامة استفهام كبيرة في اذهان هؤلاء دون ان يجدوا الاجابة الشافية.
اما على الصعيد الديني فلا يُخفى على أحد الخصوصية داخل البيئة الدرزية ما يدفع برجال الدين الى نبذ كل من يتزوج من خارج طائفة الموحدين، وهذا الامر ينطبق على حمادة فهو من ام كاثوليكية فرنسية، ومتزوج من خارج طائفته ليس مرة واحدة بل مرتين من الطائفة السنية، ما يجعل النقمة عليه مزدوجة في الأوساط الدينية، وليس ذلك وحسب بل ان شقيقته المرحومة ناديا تزوجت من الراحل غسان تويني، واحفاده هم من الطائفة المارونية، وعليه فإن البعض يعتبر ان حمادة مرشح عن المقعد الدرزي في الشوف بالإسم فقط، بينما هو لا يمت لطائفة الموحدين بصلة لا من قريب او من بعيد، وعليه يبقى السؤال هل تحصل المفاجأة وتترجم مخاوف جنبلاط ليل السادس من أيار فيخسر حمادة مقعده النيابي؟