المقعد الأرثوذكسي في عاليه… لوليد خيرالله؟
لا يخفي المسؤولون عن تشكيل "لائحتي السلطة" بأنّ لديهم نقاط ضعف عديدة قد تستفيد منها لائحة "الوحدة الوطنية" أبرزها المقعد الأرثوذكسي
ترجّح مصادر سياسية متابعة لمجريات العملية الانتخابية في دائرة عاليه ـ الشوف أن يكون المقعد الأرثوذكسي في عاليه من نصيب المرشح وليد خيرالله المتحالف مع رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهّاب وعدد من الشخصيات الوطنية البارزة مثل النائب والوزير السابق زاهر الخطيب والمرشح زياد الشويري وآخرين…
ذلك أنّ كلّ الإحصاءات الجدّية تعطي هذه اللائحة أرجحية الفوز بمقعدين، واحد في عاليه وآخر في الشوف، خصوصاً أنّ اللوائح المنافسة تشوبها العديد من نقاط الضعف التي يقرّ بها المسؤولون عن تلك اللوائح، مثلما فعل النائب وليد جنبلاط الذي لم يخف في أحاديث صحافية أمس خشيته من تأثيرات كبيرة نتيجة عدم وجود مرشح ماروني من الدامور ومرشح سني من برجا ضمن اللائحة التي يرأسها نجله تيمور.
ونقاط الضعف هذه تشمل أيضاً المقعد الأرثوذكسي في “لائحتي السلطة”، حيث نجد الكثير من الأسباب الوجيهة التي تجعل الخبراء والمتابعين يرجّحون فوز وليد خيرالله بهذا المقعد وأهمّها:
1 ـ الحيثية الخاصة التي كوّنها لنفسه على مدى سنوات من العمل في الشأن العام، والإنجازات الإنمائية الكبيرة التي حققها لبلدته ومنطقته، لا سيما حين تولّى رئاسة بلدية بحمدون وبالتعاون مع زملائه في اتحاد بلديات بحمدون والجرد، وهو ما استمرّ يقوم به بعد البلدية حيث يواصل الاهتمام بالمنطقة وأبنائها والوقوف إلى جانبهم وتقديم كلّ ما يستطيع من أجلهم.
2 ـ التناحر الذي حصل على المقعد الأرثوذكسي في اللائحة التي شكلها التيار الوطني الحر والحزب الديمقراطي اللبناني، وإذ حُسم هذا التناحر في اللحظات الأخيرة التي سبقت إعلان اللائحة لمصلحة مرشح التيار إيلي حنا على حساب مرشح “الديمقراطي” مروان أبو فاضل، فإنه ترك ندوباً وتداعيات غير قليلة سيكون لها تأثير أكيد على النتائج.
3 ـ الخلاف القواتي ـ الكتائبي في دائرة عاليه ـ الشوف، إذ كانت القوات تكتفي في السابق بمرشح واحد لها في الشوف (النائب جورج عدوان)، على أن يكون المرشح في عاليه كتائبياً (النائب فادي الهبر)، وبالتالي كانت قاعدتا الحزبين تتوحّدان خلف مرشح واحد في كلّ قضاء، فيصوّت الكتائبي للقواتي في الشوف وفي المقابل يصوّت القواتي للكتائبي في عاليه. أما اليوم فهناك مرشح ثان للقوات على اللائحة إضافة إلى عدوان في الشوف هو المرشح الأرثوذكسي في عاليه أنيس نصار الذي لن تكفيه للفوز أصوات القوات لوحدها في عاليه، لأنّ الكتائب مستمرّة في المعركة رغم انسحاب الهبر، وذلك من خلال المرشحة تيودورا بجاني على اللائحة التي شكلها كميل دوري شمعون.
4 ـ غياب أيّ مرشح للحزب السوري القومي الاجتماعي في عاليه (نحو خمسة آلاف ناخب) حيث اقتصرت ترشيحات “القومي” في هذه الدائرة على سمير عون المرشح الماروني في الشوف (نحو ألفي ناخب).
5 ـ انسحاب النائب الهبر (ابن منصورية بحمدون) جعل وليد خيرالله (ابن بحمدون) مرشحاً وحيداً لمنطقة جرد عاليه على اللوائح الأساسية، ولا شكّ أنّ هذا العامل المناطقي غالباً ما يكون له تأثيره الكبير في الانتخابات ليس فقط في عاليه بل على مستوى كلّ لبنان.
إذا جمعنا كلّ هذه المعطيات والأسباب يمكن عندها الجزم بأنّ وليد خيرالله سيكون نائباً عن دائرة عاليه ـ الشوف في الدورة البرلمانية المقبلة.