زهير الخطيب: مخططات “إسرائيل” معروفة والباقي علينا… راجعوا التاريخ
استغرب رئيس «مركز بيروت الوطن للتنمية الحضرية» وأمين عام «جبهة البناء اللبناني» الدكتور المهندس زهير الخطيب هذا الكمّ من الغباء والجهل وضعف الإيمان الذي يجعل البعض تهتزّ ركبه ويقع ضحية الحروب النفسية. ودعا هؤلاء للعودة إلى الأساس، أيّ إلى المؤتمرات الصهيونية العالمية والمخططات التي وُضعت من قبل المؤتمر الصهيوني العالمي للبنان بالتحديد، وقبل أن تزداد الهجرات اليهودية وقبل أن تعلن ولادة الكيان الإسرائيلي في فلسطين المحتلة.
أضاف الخطيب إنّ تلك المخططات أفادت أنّ الصهيونية تريد جنوب لبنان ومن ضمنه طبعاً وادي ونهر الليطاني، وقد هاجمت دولة العدو لبنان أكثر من مرة ودمّرت مشروع نهر الحاصباني وبعثت جواسيس أندسّوا في المجتمع اللبناني ولعبوا أدواراً منذ الخمسينات، ومنذ سنة توفي أحدهم وجرى الحديث عنه.
وذكّر الخطيب أنه بعد ظهور منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت عملياتها لا تزال في الأردن قامت “إسرائيل” بمهاجمة مطار بيروت ودمّرت أسطول الطائرات المدنية… وبعد ذلك تكرّرت الهجمات وحصلت أكتر من مواجهة مع الجيش اللبناني إلى ما بعد بدء الحرب الأهلية، حيث قامت “إسرائيل” أولاً باجتياح الجنوب عام 1978 واحتلت ما صار يُعرف في ما بعد بمنطقة “الشريط الحدودي”، ثم اجتاحت لبنان عام 1982 وصولاً إلى بيروت بحجة أنّ شخصين فلسطينيّين حاولا اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن…!
كلّ هذا حصل قبل وجود مقاومة حزب الله، وبالتالي ليس حزب الله سبب التهديدات الإسرائيلية، ولكن العدو يطلق التهديدات ويرفقها بما يسمّيه مبرّرات لعدوانه الذي يهدّد به، وهو ما يشكلّ بالنسبة للبنان خطراً وجودياً على أرضه وترابه وتاريخه وبشره وحجره… وبالمختصر العلمي والواقعي إما نحن وإما هم في هذا الوجود وانسوا العرب وغيرهم، هذه مشكلتنا نحن اللبنانيين ووطننا لبنان وعلينا نحن تقع المسؤوليات الجسام في التصدّي والمواجهة لهذا العدو الغاشم.
واعتبر الخطيب أنّ الفرق الآن هو أنّه بعد هزائم “إسرائيل” وميليشياتها العميلة في جنوب لبنان عام 2000، وبعد فشل حربها في 2006 لم تعد “إسرائيل” قادرة ولا تتجرّأ على الاعتداء على لبنان طالما أنّ لدينا قوّة مقاومة يُضاف إليها قوة الجيش بعد تغيير عقيدته من محاربة سورية إلى مواجهة “إسرائيل”.
وأكدّ الخطيب أن ليس هناك ما يسمّى سياسة النأي بالنفس، لأننا لا نستطيع أن ننأى بأنفسنا عن “إسرائيل”، لأننا فعلياً أمام خيارين لا ثالث لهما… إما تكون “إسرائيل” وإما نكون نحن… وسيرة التاريخ تثبت لنا أننا سنكون نحن وليس هم…
وقال الخطيب: مهما كان التهديد والثمن، انتبهوا جيداً أيها اللبنانيون، فرنسا كانت دولة عظمى واستوطنت الجزائر بـ ٤ ملايين فرنساوي تماماً متل “إسرائيل” واليهود، وعندما هُزمت فرنسا في الجزائر ولو بعد ١٢٥ سنة، وهُزمت أميركا الدولة الأعظم وهربت من فيتنام، وروسيا من أفغانستان، بغضّ النظر عن الملابسات ونظام التمييز العنصري الإنكلو هولندي في جنوب أفريقيا ولو بعد ١٥٠ سنة… وختم الخطيب قائلاً: راجعوا التاريخ لتطمئنّوا وليزداد إيمانكم بالنصر والمصير.