خاص / عاليه ـ الشوف: الكرة في ملعب 8 آذار
الترجيحات تقول إنّ لائحة جنبلاط مع "المستقبل" و"القوات" تفوز بسبعة أو ثمانية مقاعد ولائحة أرسلان و"الوطني الحر" بثلاثة أو أربعة مقاعد فيما تخرق لائحة وهّاب و"القومي" بمقعد أو اثنين
كلما تقدّم الوقت قبل انتهاء مهلة تشكيل اللوائح عند منتصف ليل 26 ـ 27 آذار الحالي، كلما تسارعت وتيرة العمل في الماكينات الانتخابية لإجراء الحسابات النهائية، خصوصاً بعد انتهاء مهلة الترشيحات ومعرفة مَن تقدّم بترشيحه جدّياً ومَن كان يعلن ترشحه فقط من أجل تسجيل المواقف والاستعراض الإعلامي.
وها هي القوى والأحزاب والشخصيات السياسية تُنهي مرحلة إعلان الترشيحات لتبدأ مرحلة تشكيل اللوائح، ولذلك تتكثف الاتصالات واللقاءات على كلّ المستويات المناطقية والمركزية، من أجل توضيح كلّ المسائل، لا سيما التشارك بين الحلفاء والأصدقاء في المعلومات والحسابات وإجراء التقاطعات اللازمة بين الماكينات الانتخابية من أجل التعاون المثمر في اليوم الانتخابي الطويل في 6 أيار المقبل.
هذا الواقع ينطبق على الدوائر الانتخابية الـ 15 في كلّ لبنان، وبشكل أخصّ على أكبر هذه الدوائر في عاليه ـ الشوف التي تضمّ 13 مقعداً (5 موارنة، 4 دروز، اثنان سنة، 1 أرثوذكسي، 1 كاثوليكي).
وإذا كان البعض يعتبر أنّ الوقت لا يزال مبكراً وهناك متسع في الزمن السياسي قبل اتخاذ القرارات الحاسمة التي تأتي عادة في الربع الساعة الأخير، إلا أنّ ما تمّ الإعلان عنه من اتفاقات بين بعض الأفرقاء قد يكون عاملاً دافعاً لأفرقاء آخرين حتى ينجزوا ما عليهم القيام به من دون تأخير.
وفي هذا السياق، يُشار إلى أنّ إعلان رئيس تيار المستقبل سعد الحريري اسمَيْ مرشحَيْ تياره في الشوف يعني أنّ اللائحة التحالفية التي تضمّ “المستقبل وحزبي “القوات اللبنانية” و”التقدمي الاشتراكي” قد اكتمل عقدها لتصبح مؤلفة من 12 مرشحاً مع تلبية رغبة النائب وليد جنبلاط في إبقاء أحد المقعديْن الدرزيّيْن في عاليه شاغراً لمصلحة الوزير طلال أرسلان كما جرت العادة، على أن يُبقي الأخير في المقابل مقعداً درزياً شاغراً في لائحته في عاليه لمصلحة مرشح جنبلاط النائب أكرم شهيّب.
أما المرشحون الـ 12 فهم:
ـ تيمور جنبلاط ومروان حمادة عن المقعديْن الدرزيّيْن في الشوف.
ـ غطاس خوري وجورج عدوان وناجي البستاني عن المقاعد المارونية الثلاثة في الشوف.
ـ نعمة طعمة عن المقعد الكاثوليكي في الشوف
ـ محمد الحجار وبلال العبدالله عن المقعدين السنّيّيْن في الشوف.
ـ أكرم شهيّب عن أحد المقعديْن الدرزيّيْن في عاليه.
ـ هنري حلو وراجي السعد عن المقعدين المارونيّيْن في عاليه.
ـ أنيس نصّار عن المقعد الأرثوذكسي في عاليه.
في المقابل لم تحسم بعد اللوائح المنافسة، حيث لم يتمّ البت بشكل نهائي في أمر التحالف بين التيار الوطني الحر والحزب الديمقراطي اللبناني، إذ انتظر الوزير أرسلان عودة الوزير جبران باسيل من أستراليا لاستكمال البحث في كيفية حلّ معضلة المقعد الأرثوذكسي على اللائحة، لا سيما أنّ مرشح التيار لهذا المقعد الياس حنا بدأ حملته الإعلانية وانتشرت صوره الكبيرة جداً على الطرقات الرئيسية في منطقة عاليه، بينما لا يزال أرسلان متمسكاً بمرشحه الدائم النائب السابق مروان أبو فاضل.
ونقل بعض المعنيّين بهذا الأمر معلومات مفادها أنّ اجتماعاً حاسماً على هذا الصعيد سيُعقد اليوم الثلاثاء، وبعد هذا الاجتماع يُبنى على الشيء مقتضاه لجهة إقرار التحالف أو الاتفاق على الافتراق الانتخابي في هذه الدائرة. وكان التيار الوطني الحرّ قد احتاط لاحتمال الافتراق فرشح مسؤوله في منطقة الجرد سلطان فياض عن المقعد الدرزي في عاليه.
أما بالنسبة للائحة رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهّاب فيبدو أنّ الأمور ميسّرة وسائرة قدُماً إلى الأمام، حيث توضّحت الصورة أكثر فأكثر وباتت اللائحة شبه جاهزة بانتظار بعض اللمسات الأخيرة.
وقد عُقد صباح الاثنين اجتماع وصف بأنه “جيّد جداً” بين وهّاب ووفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي برئاسة عضو المجلس الأعلى رئيس المكتب السياسي د. كمال النابلسي وضمّ عدداً من أعضاء قيادة الحزب بينهم عضو المجلس الأعلى المرشح عن المقعد الدرزي في عاليه حسام العسراوي.
وتمّ خلال اللقاء البحث في مجريات العملية الانتخابية في عاليه ـ الشوف، حيث أكد المجتمعون أنّ العلاقة بين الحزبين هي علاقة متينة ومستمرّة، وليست بحاجة إلى اختبارات انتخابية أو غيرها لتتأكد متانتها وصلابتها.
وبعد اللقاء أكّد وهّاب “أنّ الأيام المقبلة ستشهد ولادة التحالفات”، لافتاً إلى أنَّه و”الحزب السوري القومي الاجتماعي في موقع واحد وفي معركة حضارية واحدة في منطقة الجبل”، مشيراً إلى “أنّ المعركة هي معركة التوازن السياسي”، بالإضافة إلى أنها “معركة الإنماء والتطوير ما يتيح للجميع التعبير عن آرائهم”.
أما النابلسي فتحدّث عن «معركة الوجود السياسي في منطقة عاليه – الشوف وغيرها»، وأكد «إمكان التعاون والتنسيق بما يصبّ في المصالح المشتركة بين الأطراف والحلفاء، إن كان في لوائح مشتركة أو غيرها»، وأوضح أنّ « الأمور ستتوضح أكثر فأكثر في الأيام القليلة المقبلة بالنسبة لتشكيل اللوائح».
إزاء ذلك لا بدّ من انتظار بعض الوقت، أقله حتى اتضاح مسار الأمور بين “الديقراطي” و”الوطني الحر”، وما إذا كانا سيتفقان أو سيفترقان، ولكلّ من الاحتمالين نتائج مختلفة، إذ انّ الاختلاف يعني إعادة خلط الأوراق بين التيار ووهّاب، وقد عُقد لقاء إيجابي قبل أيام قليلة بينه وبين الوزير السابق ماريو عون، علماً أنّ وهّاب كان قد جهّز نفسه لاحتمال عدم التحالف مع التيار، وشكّل اللائحة التي سيخوض بها المعركة الانتخابية، وهذه اللائحة تنتظر فقط إجابات نهائية وحاسمة من بعض أطرافها.
وترجّح المعلومات أن تأتي تشكيلة اللائحة على النحو الآتي:
ـ وئام وهّاب عن أحد المقعديْن الدرزيّيْن في الشوف.
ـ د. فريد البستاني وزياد الشويري وسمير عون عن المقاعد المارونية الثلاثة في الشوف.
ـ غسان نعيم مغبغب عن المقعد الكاثوليكي في الشوف.
ـ زاهر الخطيب والياس البراج عن المقعدين السنّيّيْن في الشوف.
ـ حسام العسراوي ود. شفيق باز عن المقعديْن الدرزيّيْن في عاليه.
ـ وليد خيرالله عن المقعد الأرثوذكسي.
ـ د. عماد الحاح وسهيل بجاني عن المقعديْن المارونيّيْن في عاليه.
أما عن الترجيحات والإحصاءات فلا تتباين كثيراً الأرقام الصادرة عن الماكينات الانتخابية المختلفة، حيث تعطي جميعها غالبية المقاعد في هذه الدائرة للائحة التحالفية بين “التقدمي” و”المستقبل” و”القوات” بحيث قد تحصل على سبعة مقاعد أو ثمانية كحدّ أقصى، فيما تحصل لائحة “الديمقراطي” و”الوطني الحر” على ثلاثة مقاعد أو أربعة كحدّ أقصىى، وعليه فإنّ اللائحة الثالثة إذا شكلها “القومي” و”التوحيد العربي” وبعض القوى والشخصيات المستقلة سوف تخرق بمقعدين اثنين واحد في الشوف وواحد في عاليه على ما تفيد أرقام الماكينات الانتخابية.
على كلّ حال، الكرة الآن هي في ملعب 8 آذار والتيار الوطني الحرّ، علماً أنّ حزب الله لا يزال يعمل على جمع كلّ حلفائه في لائحة واحدة، رغم أنّ العقبات التي حالت دون نجاحه في هذا الأمر لا تزال على حالها، ولذلك تفيد مصادر مطلعة أنّ الحزب أبلغ هؤلاء الحلفاء أنّ أصواته في قضاء عاليه ستكون من نصيب اللائحة التي يشكلها الوزير أرسلان، على أن تكون أصواته في قضاء الشوف للائحة التي يشكلها الوزير وهاب، فيما تذهب أصوات حركة أمل في القضاءين لمرشحي الحزب القومي.