باسيل يعتمد “التطنيش” وبري لم يسامح
الرئيس عون جسّ نبض برّي بالنسبة للدخول على خطّ تلطيف الأجواء بينه وبين باسيل
كتبت دوللي بشعلاني في صحيفة “الديار”: فضّل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل اعتماد سياسة “التطنيش” أو تمرير المرحلة فيما يتعلّق بعلاقته المتشنّجة مع رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي منذ بث شريط الفيديو له خلال لقاء عقده في محمرش – البترون وصف فيه باسيل برّي بالبلطجي، وذلك في 28 كانون الثاني الماضي.
فمنذ ذلك التاريخ، لم تعد العلاقة بين الرجلين على ما كانت عليه قبله… ورغم عودة العلاقة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وبرّي الى مجاريها إثر مبادرة عون تجاه رئيس مجلس النوّاب بالإتصال به ودعوته للإجتماع في قصر بعبدا وحلّ الخلاف القائم بينهما في حضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري على خلفية مرسوم الترقية والأقدمية لضبّاط دورة الـ 1995، إلاّ أنّ الجليد الذي ساد في علاقة برّي – باسيل بقي على حاله.
وتؤكّد المعلومات أنّ الرئيس عون جسّ نبض برّي بالنسبة للدخول على خطّ تلطيف الأجواء بينه وبين باسيل، إلاّ أنّ برّي تمسّك بموقفه الرافض لمصالحة باسيل الذي رفض بدوره تقديم أي إعتذار علني يوازي ما اعتبره برّي ومناصروه إساءة لشخصه، مطالبين إيّاه باعتذار من الشعب اللبناني. وهذا الأمر طالب به باسيل كذلك عندما هاجم مناصرو برّي مركز “التيّار الوطني الحرّ” في ميرنا الشالوحي في سنّ الفيل، وأرهبوا كلّ المواطنين الذين كانوا وقتها في الجوار.. ومن ثمّ عندما قام بعض المتهوّرين بأحداث الحدث التي تمكّن النائب آلان عون من رأب صدعها في “لقاء الصفّ الواحد وأهل البيت الواحد” الذي عقده مع نائبي “حركة أمل” علي بزّي و”حزب الله” علي عمّار في بلدية الحدت.
ولو أراد برّي “مسامحة” باسيل، على ما أكّدت مصادر ديبلوماسية عليمة، لما كان “أعطى الضوء الأخضر” لنقل الخلاف من لبنان الى أبيدجان وتهديد باسيل بالتعرّض له شخصياً في حال وطأت قدماه أرض أبيدجان خصوصاً بعدما أعلن عن إصراره على عقد مؤتمر الطاقة الإغترابية في العاصمة الإقتصادية لساحل العاج رغم معارضة أبناء الجالية اللبنانية هناك المنتمين الى الطائفة الشيعية والى “حركة أمل” تحديداً، لانعقاده بعدما حصل في بيروت. وما كان من باسيل الذي خشي على سلامة المشاركين في المؤتمر من الدول الأفريقية المجاورة إلاّ اتخاذ قرار المشاركة في المؤتمر بالصوت والصورة من خلال إلقاء كلمة من مكان وجوده في باريس.
وبعد مرور أكثر من شهر على بدء علاقة التشنّج بين الرجلين قرّر باسيل، على ما اضافت، عدم العودة الى الوراء وعدم التقدّم الى الإمام، فاتخذ قرار إسدال الستار عمّا يتبقّى من خلافات بينه وبين برّي، بالتي هي أحسن، لا سيما قبل الإنتخابات النيابية.