سلام: لبنان بحاجة إلى إصلاح حقيقي يؤسس لدولة حقيقية

أكد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام أن لبنان مرّ بأزمات متراكمة أدّت إلى فقدان الليرة اللبنانية أكثر من 92% من قيمتها، وانكماش في الاقتصاد، وارتفاع نسبة الفقر إلى 33%، مشيرًا إلى أن انفجار مرفأ بيروت فاقم حجم الكارثة.

وفي كلمة له من المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، شدّد سلام على أن “الإنقاذ لا يكون إلا عبر إصلاح حقيقي يؤسس لدولة حقيقية”، لافتًا إلى أن الحكومة تعمل على تحديث الإدارة العامة تدريجيًا، معتبرًا أن “إصلاح المؤسسات العامة ركيزة أساسية للنهوض بالوطن”.

وأكد سلام أن الدولة، انسجامًا مع اتفاق الطائف، تواصل العمل على حصر السلاح وبسط سلطتها على كافة الأراضي اللبنانية، بما في ذلك السيطرة على المطار والطريق المؤدية إليه، مع تكثيف الضغوط لتنفيذ القرار 1701 والحد من التهريب وتعزيز السلامة العامة.

وفي ما يتعلق بالعلاقات الدولية، أشار سلام إلى أن الحكومة اتخذت قرارًا واضحًا بإعادة وصل لبنان بالعالم، وقد قام هو ورئيس الجمهورية جوزاف عون بعدة زيارات إقليمية تهدف إلى إعادة لبنان إلى الحضن العربي والدولي، مؤكدًا أنه “لا استثمار ولا خدمات دون استقرار مالي واقتصادي”.

وعن الشأن الاقتصادي، أشار سلام إلى أن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي تتقدم “بمسؤولية وواقعية”، مؤكدًا السعي إلى توقيع اتفاق ضمن ولاية هذه الحكومة، كما أعلن التحضير لعقد مؤتمر استثماري في الخريف المقبل.

وفي الختام، شدد سلام على أهمية تنظيم الانتخابات النيابية المقبلة تأكيدًا على التزام الحكومة بالديمقراطية كمدخل للإصلاح، معتبرًا أن مشروع إعادة إعمار لبنان لا يكتمل دون مساهمة الأشقاء العرب، وأن التحضيرات للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار قائمة وفق رؤية واضحة.