اخبار محليةالرئيسية

تفاصيل لقاء الـ45 دقيقة بين كتلة الوفاء للمقاومة والرئيس سلام

فاطمة سلامة - العهد

فاجأت صورة وفد كتلة الوفاء للمقاومة وهو يدخل السراي الحكومي الكثيرين. دخول رئيس الكتلة محمد رعد، محاطًا ببعض أعضاء الكتلة، بوجوه ضاحكة مستبشرة، وخروجهم على الحال نفسها، أحدث صدمة في أوساط الإعلام الذي بالغ في الحديث عن الودّ المقطوع، مغتنمًا الفرصة للعب على حبال القطيعة. إلا أنّ الزيارة، وفق ما أكدت مصادر اللقاء لموقع “العهد” الإخباري، اتّسمت بالكثير من الصراحة والإيجابية.

ولفتت المصادر إلى أنّ الجلسة مع رئيس الحكومة نواف سلام كانت ودّية، على عكس كلّ ما أشيع سابقًا من ضخ إعلامي سلبي، حتّى إنّ الصحافيين سمعوا “الضحكات واصلة لبرا”. وقد أثار وفد الكتلة ثلاثة مواضيع أساسية، وقدّم شرحًا بالأرقام لملف إعادة الإعمار، فكان رئيس الحكومة متجاوبًا وإيجابيًا حيال ما طُرح عليه.

وأكدت المصادر مجددًا أنّ “الجو كان مريحًا وعكس التوقعات، وكان البحث جديًا”. وقد استُهلّ اللقاء بطرح موضوع الإصلاحات التي يُناقش بعضها في مجلس النواب، ولا سيّما ملف “السرية المصرفية”. وأكد رئيس الحكومة على التعاون الإيجابي لكتلة الوفاء للمقاومة في إقرار القانون، وعلى موقفها الجاد والعلمي في ملف المصارف. من جهته، شدد وفد الكتلة على أنّ الإصلاح لا يجب أن يتوقف عند هذا الحد، بل لا بد من الإسراع في إنجاز مشروع قانون بشأن أموال المودعين.

أما الموضوع الثاني فكان إعادة الإعمار، حيث طرح وفد الكتلة ثلاث نقاط رئيسية:

1. ضرورة اتّخاذ إجراءات إدارية من قبل الحكومة ليعرف المواطن حجم الأضرار بعد المسح، على غرار ما قامت به مؤسسة “جهاد البناء”، على أن تُوكل هذه المهمّة إلى مجلس الجنوب والهيئة العليا للإغاثة بالتعاون مع استشاريين مثل شركة “خطيب وعلمي” أو غيرها.

2. مصارحة الدولة للمواطنين حول القيمة المالية التي سيجري التعويض بها، مع الإشارة إلى أنّ ما حُدِّد عام 2006 (40 ألف دولار للوحدة السكنية) لم يعد صالحًا بعد 19 عامًا من التضخم، ما يتطلب مقاربة جديدة.

3. ترميم الأبنية المتضررة جزئيًا أو إنشائيًا، حيث قدّم الوفد شرحًا بالأرقام، مشيرًا إلى وجود 462 مبنًى في الضاحية الجنوبية وبيروت تعود إلى 7020 عائلة، بعض هذه الأبنية تضررت فيها شقة أو شقتان فقط، ولا يستطيع السكان العيش فيها. وتبلغ كلفة إعادة تأهيل هذه المباني 39 مليون دولار، ما يضمن عودة 7020 عائلة إلى منازلها. ووفق المصادر، استغرب الرئيس سلام هذا الرقم، معتبرًا أن هذه الخطوة كفيلة بإعادة آلاف العائلات، فوعد الوفد بتزويده بكافة التفاصيل والمستندات والقرارات السابقة الصادرة عن حكومتي نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة.

كما تم التطرق إلى مشروع القانون الذي أُرسل في اليوم نفسه إلى المجلس النيابي، والمتعلّق بالإعفاءات وآليات إعادة الإعمار.

وأثار وفد الكتلة كذلك قضية شهداء الدفاع المدني، الذين ثُبِّتوا في وظائفهم قبل عامين أو ثلاثة من استشهادهم في الحرب الأخيرة، ولا تتقاضى عائلاتهم معاشًا تقاعديًا لعدم استيفائهم شرط السنوات العشرين، بل يتقاضون شهرًا عن كلّ سنة خدمة فقط. في هذا السياق، أبدى الرئيس سلام مرونة، وشدّد على أنّ الموضوع إنساني واجتماعي، طالبًا تقديم اقتراح قانون، واعدًا بالتعاطي بإيجابية، وأكد وفد الكتلة أنه سيتابع الملف مع وزير الداخلية.

وختمت المصادر بالتأكيد على أنّ وفد الكتلة اتفق مع رئيس الحكومة على أن يكون التواصل المباشر هو الأساس في أي موضوع، وليس الإعلام، مع الإبقاء على الخطوط مفتوحة بين الطرفين.

مصادر السراي الحكومي لـ”العهد”: لقاء سلام والوفاء للمقاومة وديّ وإيجابي وصريح

من جهتها، أكدت مصادر السراي الحكومي لموقع “العهد” الإخباري أنّ لقاء رئيس الحكومة مع وفد الكتلة كان ودّيًا وإيجابيًا وصريحًا، جرى خلاله تبادل الأفكار على قاعدة التواصل المستمر.

وبحسب المصادر، تمحور اللقاء حول الخطط الحكومية، لا سيما الإصلاحية منها، حيث شدّد وفد الكتلة على أولوية ملف إعادة الإعمار في المناطق المتضرّرة. كما قدّم الرئيس سلام عرضًا للخطوات الجارية في هذا الإطار، ومنها تعيين رئيس جديد لمجلس الإنماء والإعمار، والتحضير لعقد مؤتمر الدول المانحة في 10 حزيران/يونيو المقبل في السراي الحكومي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى