اخبار عربية ودوليةالرئيسيةخاص دايلي ليبانون

“انتصار الفجر”.. الجيش السوداني يستعيد القصر الجمهوري ويحرر الخرطوم

اعداد: عمر رحيمة

في مشهد تاريخي طال انتظاره، استعاد الجيش السوداني سيطرته الكاملة على القصر الجمهوري في الخرطوم، وذلك بعد معركة شرسة استمرت أيامًا، وانتهت بانتصار القوات المسلحة على قوات الدعم السريع، التي كانت قد استولت على أجزاء واسعة من العاصمة خلال الأشهر الماضية. جاء هذا التقدم العسكري الحاسم مع أذان الفجر، في عملية عسكرية خاطفة أكدت عزم الجيش على إنهاء حالة الفوضى واستعادة السيادة الوطنية.

قوات الدعم السريع.. عامل الانهاك للدولة السودانية

منذ اندلاع القتال في السودان، لعبت قوات الدعم السريع دورًا محوريًا في إنهاك الدولة السودانية وإضعاف مؤسساتها. فمنذ تأسيسها، كانت هذه القوات أشبه بجيش موازٍ خارج السيطرة الكاملة للدولة، مما أدى إلى تصاعد التوترات بين الجيش النظامي وهذه القوة المسلحة التي توسعت نفوذًا وقوة على حساب استقرار البلاد. ومع انطلاق النزاع المسلح بين الطرفين، تحولت المدن السودانية، وعلى رأسها الخرطوم، إلى ساحات حرب مفتوحة، دفع ثمنها المواطنون الأبرياء الذين تعرضوا للنزوح والجوع والانتهاكات.

استمرت معركة الخرطوم لأسابيع، وخاض الجيش السوداني مواجهات عنيفة لاستعادة العاصمة التي كانت قد وقعت تحت سيطرة قوات الدعم السريع لفترة طويلة. ومع كل يوم مضى، زادت الضغوط العسكرية، وبدأت موازين القوى تميل لصالح القوات المسلحة، التي عززت من هجماتها المنظمة، وضيّقت الخناق على المتمردين. كانت السيطرة على القصر الجمهوري بمثابة الإعلان الرسمي عن استعادة الدولة هيبتها ورمز سيادتها الوطنية.

فرحة السودانيين.. العودة إلى العاصمة

بمجرد إعلان الجيش سيطرته على القصر الجمهوري، خرج المواطنون السودانيون إلى الشوارع في تعبير واضح عن فرحتهم بالانتصار. عودة الخرطوم إلى حضن الدولة بعد معاناة طويلة كانت لحظة انتصار للشعب، الذي تحمل شهورًا من الدمار والخوف. هتف المواطنون بشعارات النصر، ورفرفت الأعلام السودانية في أرجاء العاصمة، مؤكدين دعمهم للقوات المسلحة في مساعيها لاستعادة الأمن والاستقرار.

ما بعد التحرير.. تحديات المرحلة القادمة

رغم هذا الانتصار العسكري الكبير، إلا أن السودان لا يزال يواجه تحديات هائلة. فإعادة بناء الخرطوم، وعودة النازحين، وإعادة ترميم مؤسسات الدولة التي تضررت بفعل الحرب، كلها ملفات تنتظر حلولًا عاجلة. كما أن المشهد السياسي يحتاج إلى توافق وطني شامل يمنع تكرار الصراعات المسلحة، ويفتح الطريق أمام استقرار دائم يضمن مستقبلًا آمنًا للسودانيين.

انتصار الفجر لم يكن مجرد معركة عسكرية، بل كان خطوة نحو استعادة السودان لعافيته، وأملًا جديدًا في أن يعود الوطن موحدًا وقويًا بعد سنوات من التحديات والصراعات.

لعبت الإمارات دورًا محوريًا في دعم قوات الدعم السريع خلال الصراع في السودان، حيث قدمت لها إمدادات عسكرية ولوجستية ساهمت في تعزيز نفوذها على الأرض. التقارير المتداولة أشارت إلى أن أبوظبي وفرت لقوات الدعم السريع الدعم بالأسلحة والمعدات، إضافة إلى توفير ملاذات آمنة لعناصرها خارج السودان. هذا الدعم أثار انتقادات واسعة، خاصة أن قوات الدعم السريع متهمة بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، مما جعل التدخل الإماراتي محل تساؤلات حول دوافعه وأهدافه. كما أن هذا الدعم أسهم في إطالة أمد الصراع، وزاد من تعقيد جهود التوصل إلى حل سياسي يُنهي الحرب ويعيد الاستقرار إلى السودان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى