
التأهّل إلى كأس العالم أمرٌ مميّزٌ. لكنّ الوصول إلى أعظم مسرح لكرة القدم للمرّة الأولى؟ هذا أكثر تميّزاً.
لهذا السبب، عندما تأهّلت الصين إلى كأس العالم للمرّة الأولى والوحيدة في عام 2002، مُنِحَ عشرات الملايين من الأطفال يوم عطلة من المدرسة. ولهذا أيضاً، تجمّع جزء كبير من سكان أيسلندا على تَلّ ضخم في العاصمة ريكيافيك لمشاهدة الحدث الجماعي خلال نسخة 2018.
عند اتخاذ القرار بزيادة عدد فرق كأس العالم إلى 48 فريقاً في نسخة 2026، بعد أن كانت 32، ركّز الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على منح فرص تأهّل أكبر للدول التي كانت غالباً ما تبقى على الهامش.
يبدو أنّ الخطة تسير كما هو مُخطّط لها. لا تزال هناك أشهر من التصفيات المتبقية، لكنّ بعض المنتخبات التي قد تشارك لأول مرّة مثل أوزبكستان، جزر القمر، رواندا، فنزويلا، كوراساو، وتاهيتي، كلّها ترى أنّ لديها فرصة جيّدة مع استئناف المنافسات القارية هذا الأسبوع.
حصلت الدول المستضيفة، الولايات المتحدة، المكسيك، وكندا، على بطاقات التأهّل تلقائياً، ولم تبدأ تصفيات الاتحاد الأوروبي بعد، لكنّ بقية العالم بدأ بالفعل في تحديد الفرق التي ستُشكّل هذه النسخة الموسّعة.
يمكننا بالفعل رؤية عدد من الدول التي تحلم منطقياً بأن تُصبح «مفاجأة كأس العالم» للمرّة الأولى، أو أن تعود بعد غياب طويل. هنا، سنقوم بجولة حول العالم لنلقي نظرة على الفرق التي قد تكون في طريقها إلى أميركا الشمالية في صيف 2026.
الإتحاد الآسيوي لكرة القدم
يملك الاتحاد الآسيوي الآن 8 مقاعد مباشرة في البطولة، بالإضافة إلى مقعد واحد في الملحق القاري الذي سيُقام العام المقبل لتحديد آخر مقعدَين.
دخلت التصفيات الآسيوية الآن المرحلة الثالثة والحاسمة، وتبقى 18 فريقاً في السباق. تنقسم الفرق المتبقية إلى 3 مجموعات من 6 فرق، ويتأهّل الأول والثاني من كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم 2026، بينما يتأهل صاحبا المركزَين الثالث والرابع إلى جولة رابعة لتحديد الفريق الذي سيخوض الملحق القاري.
قدّمت أوزبكستان أداءً قوياً حتى الآن، فجمعت 13 نقطة في 6 مباريات، وتحتل المركز الثاني خلف إيران في المجموعة الأولى. يقود المنتخب المدرب تيمور كابادزه، الذي خاض 119 مباراة دولية مع أوزبكستان بين عامَي 2002 و2015.
كما أصبح المدافع الشاب عبد القادر خسانوف لاعباً أساسياً في المنتخب بعد انتقاله إلى مانشستر سيتي في كانون الثاني، بينما يلعب القائد والمهاجم إلدار شومورودوف لروما.
إذا صمدت أوزبكستان أمام الإمارات وقطر في المباريات الـ4 المقبلة، فسيكون ذلك أول تأهل لها إلى كأس العالم في تاريخها.
أمّا العراق، الذي شارك في كأس العالم مرّة واحدة فقط عام 1986، فيحتل حالياً المركز الثاني في المجموعة الثانية، متقدّماً بفارق ضئيل على الأردن وعُمان. يضمّ الفريق لاعبين شباب بارزين مثل زيدان إقبال وعلي جاسم، وكلاهما يلعب في الدوري الهولندي، بالإضافة إلى علي الحمادي، مهاجم ستوك سيتي.
في المجموعة الثالثة، تتصدّر اليابان بفارق مريح، لكنّ الفرق الخمسة الأخرى متقاربة في النقاط، فتأمل الصين، البحرين، وإندونيسيا في الاستفادة من أي تعثر لأستراليا.
الإتحاد الإفريقي لكرة القدم
في النظام الجديد للإتحاد الإفريقي، وُزِّع 54 منتخباً على 9 مجموعات. يتأهّل الفائز بكل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم، بينما تتنافس أفضل 4 فرق تحتل المركز الثاني في ملحق يُحدِّد الفريق الذي سيتأهل إلى الملحق القاري.
بعد 4 جولات فقط، شهدت التصفيات بعض المفاجآت. السودان يتصدّر مجموعته حالياً متفوّقاً على السنغال والكونغو الديمقراطية، وهو منتخب لم يسبق له التأهل إلى كأس العالم.
في المجموعة الثالثة، تعاني نيجيريا، ما فتح الباب أمام رواندا وبنين، اللتَين لم يسبق لهما التأهل، للتنافس على المركز الأول. أمّا جزر القمر، ففاجأت الجميع بالفوز على غانا 1-0 في تشرين الثاني 2023، ممّا جعلها تتصدّر مجموعتها.
اتحاد أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي
بسبب تأهّل 3 دول تلقائياً، لم تُلعَب أي مباراة في التصفيات منذ حزيران الماضي. ستعود المباريات في الصيف، فتُقسَّم الفرق المتبقية إلى 3 مجموعات، وسيتأهّل الفائزون مباشرة، بينما يتنافس الوصيفان في الملحق القاري.
كوراساو وهايتي تتصدّران مجموعتَيهما حالياً، وتسعى كوراساو إلى تحقيق التأهل لأول مرّة، بينما شاركت هايتي مرّة واحدة عام 1974.
اتحاد أميركا الجنوبية
حافظ الاتحاد على نظامه التقليدي، إذ تلعب جميع الفرق العشرة بنظام الذهاب والإياب في مجموعة واحدة. الأرجنتين قد تحسم تأهلها في آذار، تليها فرق تقليدية مثل أوروغواي، الإكوادور، كولومبيا، والبرازيل.
تستفيد باراغواي من تراجع تشيلي وبيرو، لتحتل المركز السادس، ممّا قد يمنحها فرصة للعودة إلى كأس العالم للمرّة الأولى منذ 2010.
حالياً، تتنافس بوليفيا وفنزويلا على مقعد الملحق. لم تتأهل فنزويلا أبداً، بينما كانت آخر مشاركة لبوليفيا في 1994.
اتحاد أوقيانوسيا
لأول مرّة، أصبح لدى اتحاد أوقيانوسيا مقعد مباشر في كأس العالم. من المتوقع أن تهَيمن نيوزيلندا، التي تأهّلت آخر مرّة في 2010، على المنافسة.
سيتواجه الفائز في مباراة نيوزيلندا وفيجي مع الفائز بين كاليدونيا الجديدة وتاهيتي في النهائي، ليتأهّل البطل مباشرة، بينما يدخل الوصيف إلى الملحق القاري.
الإتحاد الأوروبي
يملك الإتحاد الأوروبي 16 مقعداً، وستُقسَّم الفرق إلى 12 مجموعة، يتأهّل الفائزون فيها مباشرة، بينما يدخل 16 فريقاً إضافياً إلى مرحلة تصفيات إضافية.
ستبدأ التصفيات غداً، إذ تنطلق مباريات المجموعات التي تضمّ 5 فرق أولاً، وتليها المجموعات التي تضمّ 4 فرق في أيلول. بحلول نهاية آذار، سنكون قد حصلنا على صورة أوضح للفرق التي قد تحقق حلم التأهل للمرّة الأولى.