اخبار عربية ودوليةالرئيسية

جهود متسارعة لإنقاذ الاتفاق: العدو يلوّح باستئناف الحرب

الاخبار

ضربت أزمة جديدة مسار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعدما أعلنت حركة «حماس» تأجيل الإفراج عن الدفعة السادسة من الأسرى، متهمةً تل أبيب بالتنصّل من التزاماتها. وفي مواجهة هذا التطوّر، عقد «الكابينت» الإسرائيلي اجتماعاً طارئاً انتهى بتهديدات ذات سقف عالٍ، عنوانها استئناف القتال في حال لم يتمّ الإفراج عن الأسرى بحلول ظهر السبت، وذلك بدعم واضح من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي تبنّى رؤية تشمل تغيير قواعد الصفقة، بعد طرحه خطة غير متوقّعة لتهجير الفلسطينيين من غزة. وفيما تُكثّف قطر مساعيها لإنقاذ الاتفاق، وفي انتظار وصول مبعوث ترامب إلى المنطقة، يبدو أن مصر تحافظ على موقفها الرافض للتهجير، خلافاً للأردن الذي أظهر تراجعاً ملحوظاً بعد زيارة ملكه لواشنطن، أمس. وإذ تتزايد المخاوف من انهيار الاتفاق والعودة إلى الحرب، وسط انقسام إسرائيلي داخلي بين من يرون ضرورة استكمال الصفقة ومن يستعجلون إنهاءها، تحاول «حماس» استخدام ورقة الأسرى للضغط على إسرائيل لكشف نواياها الحقيقية ودفعها إلى إعلان قرارها، سواء بالالتزام بالاتفاق أو الاتجاه نحو استئناف الحرب

بعد إعلان حركة «حماس» تأجيل الإفراج عن أسرى الدفعة السادسة حتى إشعار آخر، بسبب تنصّل الاحتلال الإسرائيلي من تنفيذ البنود المتّفق عليها في البروتوكول الإنساني المشمول بالمرحلة الأولى من صفقة التبادل، عقد «الكابينت» الإسرائيلي اجتماعاً، أمس، لبحث كيفية إدارة هذه الأزمة المستجدّة. وخلال الاجتماع، أقرّ أعضاء «الكابينت» دعم خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، والتي تتضمّن مهلة للإفراج عن الأسرى حتى السبت المقبل – ما يعني عملياً تغيير قواعد المراحل التالية من اتفاق وقف إطلاق النار -، إضافة إلى رؤيته حول تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.

وعقب الجلسة، أدلى مصدر سياسي إسرائيلي – عادة ما يكون مكتب نتنياهو – بتصريحين منفصلين، أشار في أولهما إلى أن رئيس الحكومة أصدر تعليماته بـ«تعزيز القوات في قطاع غزة ومحيطه والاستعداد لأي سيناريو إذا لم تُفرج حماس عن المختطفين السبت المقبل»؛ واعتبر في ثانيهما أن «حماس خرقت الاتفاق»، ولذلك «لن يكون هناك تقدّم في تنفيذ الصفقة أو في المفاوضات حول المرحلة الثانية من دون الإفراج عن المختطفين التسعة، خلال الأيام القليلة المقبلة». وفي وقت لاحق، نشر نتنياهو مقطع فيديو أعلن فيه أن «جميع الأعضاء أعربوا عن استيائهم من الوضع المروّع لثلاثة مختطفين أُطلق سراحهم السبت الماضي». وحذّر من أن «القرار الذي أقرّه الكابينت بالإجماع هو التالي: إذا لم تُعِد حماس المختطفين حتى ظهر السبت، فسيتم إنهاء وقف إطلاق النار، وسيعود الجيش الإسرائيلي إلى القتال العنيف حتى تحقيق الحسم النهائي ضد حماس».

نتنياهو هدّد بإنهاء وقف إطلاق النار، والعودة إلى القتال العنيف حتى تحقيق الحسم النهائي

ومن خارج «الكابينت»، أبدى رئيس حزب «عوتسما يهوديت»، إيتمار بن غفير، استعداده للعودة إلى الحكومة، بعد ثلاثة أسابيع ونصف أسبوع من استقالته بسبب توقيع الاتفاق مع «حماس». وفي مقابلة مع موقع «واينت»، قال: «إذا عاد نتنياهو إلى الحرب، فسأعود الآن إلى الحكومة»، مضيفاً أن «علينا اغتنام الفرصة التي قالها ترامب، فقد أعطى إنذاراً نهائياً حتى ظهر السبت، وإذا لم يتمّ الإفراج عن المختطفين، يمكننا العودة إلى القتال».

وفي سياق محاولات الوسطاء منع الاتفاق من الانهيار، أفادت «قناة كان» العبرية بأن قطر تُجري محادثات مكثّفة لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن مبعوث ترامب، ستيفن ويتكوف، سيصل إلى المنطقة خلال وقت قصير. ونقلت صحيفة «هآرتس»، بدورها، عن مصدر قوله إن «تل أبيب مستعدّة للمضي قدماً في صفقة الأسرى الحالية إذا تم الإفراج عن المختطفين السبت»، فيما أوضح موقع «أكسيوس» أن «نتنياهو لا يطالب بالإفراج عن جميع المختطفين الـ76 السبت، بل يريد مواصلة تنفيذ المرحلة الأولى».

في المقابل، جدّدت حركة «حماس»، في بيان صحافي، رفضها تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة تحت ذريعة إعادة الإعمار، مؤكدة أن «ما فشل الاحتلال في تحقيقه عبر العدوان والمجازر، لن يُفلح في تحقيقه عبر مخططات التصفية والتهجير». كما جدّدت التزامها باتفاق وقف إطلاق النار ما دام الاحتلال ملتزماً به، مذكّرة بأن «الاتفاق تمّ برعاية وضمانة مصر وقطر والولايات المتحدة، وشهد عليه المجتمع الدولي»، وحمّلت الحركة «الاحتلال مسؤولية أي تعقيدات أو تأخير».

وعلى الأرض، تصاعدت الاحتجاجات عقب تطوّر الأزمة، حيث أغلق محتجّون إسرائيليون شارعاً في منطقة غلاف غزة للمطالبة بالمضي في تنفيذ الصفقة. كما ردّت عائلات المختطفين على تصريح نتنياهو الذي هدّد بإنهاء وقف إطلاق النار، بأن «الرهائن لا يجب أن يبقوا في الأسر»، مطالبة باستكمال المفاوضات بشكل عاجل وإعادة جميع المختطفين في أقرب وقت ممكن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى