
أظهرت بيانات رسمية صادرة عن الهيئة الوطنية للإحصاء، الأحد، انخفاضًا 1.8% على أساس سنوي في أرباح الشركات الصناعية الكبرى في الصين خلال النصف الأول من العام الجاري.
وأفادت الهيئة بأن الشركات الصناعية التي تبلغ إيرادات أعمالها الرئيسية السنوية 20 مليون يوان (ما يعادل نحو 2.8 مليون دولار أميركي) أو أكثر، سجلت أرباحًا مجمعة بلغت 3.44 تريليون يوان خلال الفترة من يناير إلى يونيو.
كما أوضحت الهيئة أن الإيرادات التشغيلية لهذه الشركات ارتفعت 2.5% على أساس سنوي خلال الفترة ذاتها، وفقا لـ”شينخوا”.
وفي شهر يونيو وحده، انخفضت أرباح الشركات الصناعية الكبرى 4.3% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، وهو تراجع أقل من الانخفاض المسجل في مايو السابق.
وكشف تقرير صادر عن “بلومبرغ إيكونوميكس” هذا الشهر أن معظم الصناعات الصينية تواجه صعوبات في الصمود أمام الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ووفقًا للتقرير، ارتفعت الرسوم إلى نحو 40%، في حين بلغ متوسط هوامش أرباح القطاعات الصناعية في الصين 14.8% خلال عام 2024، ما يعكس فجوة كبيرة قد تدفع الشركات إلى خفض الأسعار بشكل حاد، مما يؤدي إلى تراجع الأرباح، وتسريح العمال، وربما موجة من الإفلاسات والإغلاقات.
وأشار التقرير إلى أن أكثر القطاعات عرضة للخطر تشمل صناعة المنسوجات، ومعدات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وصناعة الأثاث.
كما أظهرت البيانات أن 5 فقط من أصل 33 قطاعًا صناعيًا تمتلك هوامش ربح تتجاوز نسبة الرسوم المفروضة، من بينها قطاع الأدوية، والتبغ، واستخراج النفط والغاز.
وقد تباطأ الاقتصاد الصيني في الربع الثاني من العام، لكنه تجاوز توقعات السوق، مظهرًا قدرًا من المتانة في مواجهة الرسوم الجمركية الأميركية. إلا أن محللين حذروا من عوامل ضعف ومخاطر متزايدة قد تكثف الضغوط على صناع السياسات لدفع مزيد من التحفيز.
ورغم أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم تجنّب حتى الآن تباطؤًا حادًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الهدنة التجارية الهشة بين الولايات المتحدة والصين والسياسات الداعمة، فإن الأسواق تستعد لنصف ثانٍ أضعف، في ظل فقدان الصادرات زخمها، واستمرار تراجع الأسعار، وانخفاض ثقة المستهلكين.
وأظهرت بيانات حديثة نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين 5.2% في الربع الممتد من أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، بانخفاض طفيف عن 5.4% في الربع الأول، لكنه تجاوز توقعات المحللين في استطلاع أجرته “رويترز”، والتي بلغت 5.1%.