اخبار محليةالرئيسية

لقاء سياسي وديني وشعبي حاشد في قرنايل بدعوة من مؤسسة بشير الأعور الاجتماعية تحيةً لأرواح الشهداء في السويداء

بدعوة من مؤسسة بشير الأعور الاجتماعية، احتضنت بلدة قرنايل – المتن الأعلى لقاءً وطنيًا جامعًا جمع فعاليات سياسية وحزبية ودينية وشعبية من مختلف المناطق، وذلك تحيةً لأرواح الشهداء الذين ارتقوا دفاعًا عن الأرض والعرض والدين، وتأكيدًا على ثوابت النضال المشترك في وجه التطرف والفتنة والتكفير، وحفاظًا على وحدة سوريا أرضًا وشعبًا.

وتميز اللقاء بحضور عضو الهيئة الروحية في طائفة الموحدين الدروز الشيخ المكولس ابو طاهر منير بركة، وممثل عن المرجعية الروحية لطائفة الموحدين الدروز الشيخ أبو يوسف امين الصايغ.

الفعالية التي جاءت في ظل تطورات ميدانية وسياسية دقيقة تمرّ بها المنطقة في ضوء الهجمة التكفيرية المسلحة على السويداء ، تميزت بروح عالية من التضامن الوطني والوعي الديني المسؤول، حيث علت أصوات الحضور بالتأكيد على معاني التضحية والشهادة والوحدة الوطنية، وسط مشهد حضاري يجسد أصالة جبل العرب وصلابة أهله في وجه التحديات.

فادي الأعور: الدروز في طليعة المدافعين عن الوطن والتاريخ يشهد:

في مستهل اللقاء، ألقى النائب السابق فادي الأعور كلمة مؤثرة استعرض فيها محطات من التاريخ الوطني المشرف لطائفة الموحدين الدروز، انطلاقًا من المواقف الخالدة لذوقان الأطرش، والد القائد العام للثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش، الذي كان عنوانًا للكرامة والسيادة والحرية. وقال الأعور: “من جبل العرب انطلقت شرارة الثورة ضد الاستعمار، واليوم يستمر أبناء هذا الجبل الصامد في معركتهم ضد الإرهاب والتكفير، دفاعًا عن كل ذرة تراب من أرض الوطن.”

وأضاف الأعور: “نقف اليوم في مواجهة مشروع ظلامي خطير، يتجلى في عقلية أحمد الشرع التكفيرية، التي تتعاطى مع الوطن بمنطق الإفتاء التخويني، وتحرّض على مكونات الشعب السوري كافة – من السنة المعتدلين إلى الشيعة، إلى العلويين، والدروز. هذا المنطق لا يبني دولة، بل يهدد وحدة المجتمع السوري ويزرع بذور الفتنة.”

وختم قائلاً: “نوجه التحية لأهلنا في السويداء، لدروز جبل العرب، الذين يسطرون ملاحم بطولية في وجه الظلم والفوضى، ويقفون حراسًا للوطن والكرامة. إنهم ليسوا مجرد أبناء طائفة، بل هم حراس التاريخ والمستقبل.”

ضياء الأعور: لا نحتاج لشهادات في الوطنية.. نحن أبناء المقاومة

بدوره، تحدث المهندس ضياء الأعور، رئيس المؤسسة، مؤكدًا أن الموحدين الدروز لطالما كانوا في صلب المشروع الوطني، ولم يتخلّفوا يومًا عن الدفاع عن أرضهم ومقدساتهم. وقال في كلمته: “اليوم، كما في الأمس، يثبت الموحدون أنهم لا يحتاجون إلى شهادة حسن سلوك من أحد، ولا إلى شهادة في الوطنية من أحد، فهم أبناء هذا الوطن، حماة حدوده، وحراس تاريخه. لقد ولدوا على الثبات والمقاومة، ونشأوا على الشرف والوفاء.”

وشدد على أن الفصائل المسلحة التي تحاول تهديد أمن الجبل وأمانه لن تفلح، لأن أبناء الجبل موحَّدون في موقفهم، صلبون في عزيمتهم، وواعون لحجم المؤامرات التي تستهدف كيان سوريا.

الشاعر خالد الأعور: الكلمة مقاومة.. والشهداء قناديل على دروب الحرية

أما الشاعر خالد الأعور، فكانت له كلمة وجدانية تحمل نفَسًا شعريًا ومضمونًا وطنيًا عميقًا. استهل كلمته بتوجيه التحية إلى أرواح الشهداء الذين سقطوا على مذبح الوطن، مؤكدًا أن الدفاع عن الأرض والعرض ليس فعلًا طارئًا، بل قدرٌ اختاره أبناء الجبل منذ الأزل، ورضعوه مع الحليب، وساروا به سيرة المجد حتى صاروا عنوانًا للتاريخ.

وقال الأعور: حين تتساقط الأرواح شهداء في سبيل الله والوطن، فإن الكلمات تعجز عن الإحاطة بعظمتهم، لكننا نُصرّ أن نقول: أنتم مشاعل النور في زمن الظلمة، أنتم الصوت الأعلى في زمن الخنوع. في وجه الطغاة، تشتد قبضاتكم، وتُرفع رؤوسنا.

وختم قائلاً: سنبقى نكتب، ونقول، ونقاتل بالكلمة، وبالقصيدة، وبالإيمان، إلى جانب إخوتنا الصامدين في جبل العرب، من أجل وطن لا يُذل، ولا يُباع، ولا يُقصى منه أحد. سوريا واحدة، وستبقى موحدة، رغم كل العواصف.

تجديد للعهد الوطني

اللقاء، الذي لاقى ترحيبًا واسعًا، كان مناسبة لتجديد العهد على الثبات الوطني، ورفض كل أشكال الفتن الطائفية والمذهبية، والتأكيد على أن المعركة اليوم ليست معركة طائفة أو حزب، بل معركة كل سوري شريف، يريد وطنًا حرًا، آمنًا، موحدًا.

وقد أكد المشاركون أن وحدة الصف الوطني هي السلاح الأقوى لمواجهة مخططات الفوضى والتقسيم، ودعوا جميع أبناء الوطن إلى التمسك بثوابت التأكيد على اللحمة السورية بوجه الطغيان والتكفير، ومواصلة النضال حتى تحقيق النصر، وصون سيادة سوريا وكرامة أبنائها جميعًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى