توجّه داخلي لتفاهم واسع على اسم رئيس… وتفادي معركة كسر عضم
يواصل العدو الاسرائيلي، ومنذ اليوم الاول لبدء سريان الهدنة، على استفزاز لبنان بعشرات الخروقات يوميا للاتفاق، وسط غياب مريب لدور اللجنة الدولية التي تترأسها الولايات المتحدة الاميركية ، والتي يفترض ان تمنع هكذا خروقات.
ولا تقتصر استفزازات العدو على اطلاق النار وقصف مواقع معينة، انما يواصل نسف وجرف المنازل والمباني، ويتمدد باتجاه قرى وبلدات لم يتمكن من بلوغها خلال فترة الحرب.
52 خرقاً بـ 24 ساعة
وأصبح واضحا ان العدو لا يأبه بالاتفاق وبنوده، وسيواصل التعدي عليه دون رادع. وهو ما تحدث عنه صراحة وزير المالية «الاسرائيلي» بتسلئيل سموتريش، حين قال ان «إسرائيل لن تنتظر أي آلية، وستواصل العمل لإحباط أي تهديد أو محاولة من حزب الله لاستعادة قدراته».
وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن «فرنسا أوضحت «لإسرائيل» أنه خلال 24 ساعة وقع 52 خرقا «إسرائيليا» لوقف إطلاق النار لم يمر عبر آلية المراقبة».
واكدت الصحيفة أن «فرنسا حذرت «إسرائيل» من خطر انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان» بسبب الانتهاكات الإسرائيلية».
تحرك حكومي
وأشارت مصادر قريبة من حركة «امل» وحزب الله الى ان «ما يحصل غير مقبول، ولا يمكن السكوت عنه، والمطلوب من الحكومة التحرك بقوة للتصدي لهذه الانتهاكات، والا اعتبر العدو ان لبنان لا يأبه بما هو حاصل، وبالتالي سيوسع هذه الانتهاكات في الايام المقبلة»، مشددة على ان «حزب الله ملتزم تماما بالاتفاق بخلاف العدو، ويترك للجنة المراقبة وللجيش اللبناني التعامل مع الخروقات «الاسرائيلية» المتمادية».
عمليات تفجير وجرف
ميدانيا، وقع انفجار «هائل» في بلدة الخيام فجر امس ، فقد قام العدو الاسرائيلي بعملية نسف لبعض المنازل والمباني».
كما قام العدو بالقاء 3 قذائف على محيط بلدة الخيام، حيث استهدف نبع ابل، بقذيفة ومنطقة الجلاحية بواحدة، واخرى على سهل مرجعيون.
وأطلق جيش العدو ايضا نيران الرشاشات الثقيلة من موقعه عند اطراف مارون الراس في اتجاه مدينة بنت جبيل. وشوهد الدخان يتصاعد من أحد أحياء بلدة مارون الراس، حيث عمد الى جرف بعض المنازل في البلدة.
كما شن الطيران الحربي المعادي غارة مستهدفا بلدة يارون في قضاء بنت جبيل، وتعرضت مع ساعات الفجر وحتى صباح الاحد الاحياء السكنية لبلدة يارون لرشقات قنص غزيرة اطلقها جنود العدو المتمركزين في الجهة الجنوبية للبلدة. كما تعرضت اطراف بلدة عيترون ومحلة «الغرب» عند اطراف بلدة راشيا الفخار، لسقوط عدد من القذائف المدفعية.
فتح معبر القاع
هذا وأعلن وزير الاشغال العامة والنقل علي حميه أمس عن فتح طريق القاع – جوسيه بين سوريا والبقاع، امام حركة السير بعد خروجه عن الخدمة 50 يوما. وأكد حميه بأن «التواصل والتنسيق مستمر مع وزير الأشغال السوري والتعاون مستمر ودائم، بحيث قامت ورش وزارة النقل السورية بترميم المعبر، فالمعبر سالك وأهلنا وناسنا الذين كانوا ضيوفا في سوريا حصلوا على أحسن إستقبال». وقال: «يجب أن تكون كل المعابر بين لبنان وسوريا سالكة على مصراعيها، وكما شاهدتم أهلنا عائدون عبر هذا المعبر، الذي قصفه العدو للمرة الخامسة، والجيش اللبناني موجود وهو العصب للدولة اللبنانية ويقوم بدوره على كل الحدود في البحر. نحن موجودون على معبر شرعي، ونؤكد على التعاون مع سوريا بحيث تربطنا بها علاقات متينة».
استنفار رئاسي
في هذا الوقت، يفترض ان تستنفر القوى السياسية انطلاقا من هذا الاسبوع، بمحاولة للوصول الى تفاهم وطني عام على اسم رئيس للجمهورية ، تتجه لانتخابه في الجلسة التي حددها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في التاسع من شهر كانون الثاني المقبل.
وقالت مصادر واسعة الاطلاع ان «هناك تفضيلا سواء من «امل» وحزب الله او قوى المعارضة كما باقي القوى السياسية، على ان يتم التفاهم على اسم رئيس، يتم التوجه لانتخابه الشهر المقبل وتجاوز خيار معركة كسر العضم، نظرا للظروف الاستثنائية التي تمر فيها البلاد، لكن حتى الساعة يمكن الحديث عن مجرد نوايا، سيتضح اذا كان الفرقاء مستعدين لترجمتها فعليا خلال الاسبوعين المقبلين»، لافتة لـ «الديار» الى ان «المشاورات والاجتماعات الفعلية ستبدأ هذا الاسبوع، باعتبار ان هناك قناعة لدى الجميع على وجوب انجاز التفاهم الرئاسي قبل فترة الاعياد». واضافت المصادر:»اي بحث يفترض ان ينطلق من تخلي الطرفين عن ترشيح سليمان فرنجية وجهاد ازعور، مع ترجيح ان يطلب الثنائي ايضا تخطي ترشيح العماد جوزيف عون باتجاه اسم رابع».
“الديار”