مع اعلان الجيش الاسرائيلي انهاء عملياته العسكرية في قطاع غزة، وانتقاله الى المرحلة الثالثة من حربه، وان بطريقة غير مباشرة، بدعم اميركي واضح، تكشفت محادثات الدوحة ومن بعدها القاهرة، عن ان الامور ذاهبة الى مزيد من التصعيد، اذ لا هدنة ولا وقف لاطلاق النار، ولا تسوية. لاءات ثلاث تختصر الموقف، حيث يتقاطع الجميع على ان الانقجار ، الا ان احدا لا يرغب «بلبس» تفجير المفاوضات، التي جزم الاميركيون ان فشلها، يعني سقوط كل الخطوط الحمر والانتقال الى مرحلة جديدة من التصعيد.
وفيما قوى المحور في انتظار قرار حركة حماس النهائي في ما خص الصفقة التي يعمل عليها الثلاثي العربي-الاميركي، ليتحرر الاطراف ويباشروا الرد الذي وعدوا به ردا على الاغتيالات الاسرائيلية لقادة المحور، جزم مصدر دبلوماسي ايراني في بيروت ان الرد حتمي وآتٍ، نافيا حصول اي تفاوض مباشر او غير مباشر بين واشنطن وطهران، مشيرا الى ان ما حصل هو تبادل رسائل بين الطرفين عبر وسيط خليجي، كان عرض فكرة عقد لقاء تفاوضي غير مباشر الا ان الطرفين سارعا الى رفض الفكرة. وتابع المصدر بان طبيعة الرد الايراني لم تتحدد بعد، مؤكدا ان التعاون والتنسيق قائم بين اطراف وقوى المحور، مؤكدا ان الرد سيكون مؤلما وموجعا.
تصعيد جنوبا
وعلى وقع التشاؤم المستجد وتضاؤل فرص التوصل الى هدنة، استمر التصعيد سيد الميدان لبنانيا، بعدما قصفت الغارات الاسرائيلية عمق البقاع، قي استهداف هو الثاني منذ بداية لمخازن سلاح تابعة للحزب في منطقة البقاع، والذي ردت عليه حارة حريك، باستهداف مستوطنات جديدة، عبر استخدام اسلحة جديدة، رجح ان تكون صينية، وفقا للاعلام الاسرائيلي، وبتكثيف كميات الصواريخ في كل رشقة ورفع وتيرتها.
وكان حزب الله أعلن انه رد على اعتداء العدو الإسرائيلي الذي استهدف منطقة البقاع بقصفه بصليات مكثفة من الصواريخ مقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح ومقر فوج المدفعية ولواء المدرعات التابع للفرقة 210 في ثكنة يردن، كذلك ثكنة برانيت بالأسلحة المناسبة وأصابها إصابة مباشرة، كما قام بالرد على الاغتيال الذي نفذته مسيرة اسرائيلية في بلدة دير قانون رأس العين، بقصف مقر الفرقة 146 في جعتون بصليات من صواريخ الكاتيوشا.
ومع تواصل القصف الاسرائيلي اليومي على البلدات والقرى الجنوبية، تعرضت بلدة طلوسة في قضاء مرجعيون لقصف مدفعي، كما شن الطيران الحربي غارة مستهدفاً بلدة عيتا الشعب، كما سقطت قذيفتان على مثلث باب ثنية في الخيام، أسفرت عن إصابة عامل سوري، تم نقله الى مستشفى مرجعيون الحكومي للمعالجة، في وقت لوحظ فيه اعتماد الجيش الاسرائيلي، استراتيجية جديدة تقوم على تحليق مزدوج لطائرات الاستطلاع، في خطوة وصفها المراقبون بان هدفها كشف مناطق اطلاق صواريخ الارض – الجو، والتعامل معها فورا.
عملية التسلل
عمليات كانت رافقتها عملية تسلل لسرية من قوات النخبة الاسرائيلية، باتجاه منطقة وادي بعيتا، المعروفة «بحدب عيتا، وهو عبارة عن حرج متقدم يقع غرب القرية، فيه مسارات صعبة، «دافش» الى ما وراء الخط الازرق، الا ان القوة وقعت في كمين تشريكات للمقاومة كان نصبها في المكان نظرا لطبيعته، ما اوقع العديد من الجرحى بين عناصر القوة، ما استدعى قصفا مدفعيا عنيفا استمر حتى الساعات الصباح الاولى لسحب القوة والجرحى.
مصادر ميدانية كشفت انها ليست عملية التسلل الاولى التي تحصل، بل هي تاتي في اطار سلسلة من عمليات جس النبض على طول الجبهة الجنوبية، وفي اكثر من منطقة، حيث يحاول الجيش الاسرائيلي الاستفادة من طبيعة الارض في بعض النقاط، الا ان حزب الله كان بالحسبان لحصول عمليات مماثلة، لذلك قام بزرع تشريكات متفجرة في اكثر من منطقة حساسة.