“الوفاء للمقاومة”: إطالة أمد العدوان على غزة يزيد من مخاطر التوتر واتساعه
عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري بمقرها المركزي بعد ظهر اليوم الخميس تاريخ 22/02/2024 برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها، وصدر عن الكتلة البيان التالي:
يكاد العدوان الصهيوني على غزة – فلسطين يُكمل شهره الخامس بحثاً عن صورة نصر تصرف الانتباه عن فشل العدو وعجزه عن استرداد أسراه بالقوّة وعن خيبته لعدم قدرته على إنهاء حماس واقتلاعها من غزة.
وفي الوقت الذي يتوغّل فيه الغزاة داخل قطاع غزّة، إلّا أنهم يظهرون عاجزين عن السيطرة والاستقرار أمام كمائن المقاومين وتصديهم البطولي لهم، الأمر الذي يضطرهم للانسحاب ولخفض عديدهم تلافياً للمزيد من الخسائر.
إلا أنّه من جانبٍ آخر يُمارس أبشع جرائمه ضدّ المدنيين ومنشآتهم ومساكنهم ويمنع وصول المساعدات والأدوية عنهم حتى بات الوضع يُنذر بمجاعة خصوصاً في رفح حيث باتت هذه المنطقة ملاذاً لأكثر من مليون وأربعماية ألف إنسان فلسطيني
وسط هذا المشهد يُسجَّلُ موقف أوروبي مُخجل يُسقط صدقيّة التزام عدة دول أوروبية بشعار حماية حقوق الإنسان، كما يُسجَّلُ موقف أمريكي تقليدي داعم للعدوان إلى حدّ الشراكة التي لا تخفيها تصريحات منافقة هدفها التمويه على الرأي العام الدولي الذي بات يُدرك تماماً عُمق الارتباط الوظيفي العدواني بين الإدارات الأمريكيّة والكيان الصهيوني المؤقت.
ويُسجَّل من جهةٍ أخرى موقف متواطئ ومتخاذل تلتزمه دول عربيّة فيما تنتظر دول أخرى ما يُنهي إحراجها ويزيل عبء القضيّة الفلسطينيّة الكابح لانزلاقها نحو التطبيع مع العدو الصهيوني ومصالحته والتصريح باعترافها بشرعيّة اغتصابه لفلسطين وللمقدسات.
ولولا بقيّة نخوةٍ عربيّة وأصالةٍ إسلاميّة تُجسدها دول وقوى محور المقاومة في المنطقة، لكان التاريخ قد سجّل للأجيال المُقبلة استفراد الوحش الصهيوني بأهل غزّة الشرفاء دون أن يتحرك أحدٌ من العرب والمسلمين لنصرتهم والتضامن العملي والميداني معهم.
أمّا الشعوب فتظاهراتها التضامنيّة لا تنفك تتوالى دورياً في مختلف عواصم ودول العالم.. وإن بدت شعوب منطقتنا رازحةً، للأسف الشديد، تحت نير الاستبداد والتضليل والهموم المعيشية الشاغلة عن أي تحرّكٍ جماهيري مندّد بالعدوان ومحرِّض على وقفه وإدانة مرتكبيه.
وفي لبنان.. ينهض شعبنا المقاوم بمسؤوليته في نصرة ودعم غزة وأهلها، وحماية مصالح بلده وأمنه الوطني، والضغط على العدو الصهيوني من أجل أن يوقف عدوانه المتوحش وجرائم الإبادة التي يتمادى في ارتكابها ضدّ أهل غزّة أطفالاً ونساءً وشيوخاً ومعالم حياة.
إنّ كتلة الوفاء للمقاومة تعبّر عن قناعتها وموقفها بتأكيدها ما يأتي:
1- إنّ الإدارة الأمريكيّة تتحمل المسؤولية الكاملة عن تمادي الصهاينة في ارتكاب جرائم الإبادة ومواصلة اعتداءاتهم ضدّ غزّة وأهلها ومحاصرتهم وتجويعهم وتدمير معالم الحياة في بلادهم.. وإنّ وقف العدوان بشكلٍ تام ونهائي ورفع الحصار كليّاً عن غزّة وانسحاب القوات الصهيونية إلى خارج القطاع، كل ذلك يُشكّل المدخل الطبيعي لتبادل الأسرى والمعتقلين ولحفظ وتثبيت حقّ الشعب الفلسطيني في استئناف حياته وإعادة إعمار ما تهدّم وهو حقٌّ يجب أن تصونه الأمم المتحدة وتدين منتهكيه.
إنّ إطالة أمد العدوان من شأنها أن تزيد من مخاطر التوتر واتساعه، وتهدّد الاستقرار الإقليمي وإن النقض الامريكي لأي قرار يدعو لوقف نهائي لإطلاق النار يؤجج هذه المخاطر والتهديدات.. كما أنّ الهدنة المؤقتة تغري العدوّ بالمماطلة والابتزاز ثم استئناف العدوان واستكمال مخطط الإبادة.
2- تحيي الكتلة موقف التضامن الشعبي في لبنان والأداء الرسمي تجاه الاعتداءات والتهديدات الصهيونية لأمن لبنان وسيادته، وتعتبر أن المواقف التي يعلنها سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله، تعكس تطلعات واستعدادات معظم اللبنانيين وتستحضر الحكمة والحرص على حماية البلاد وحفظ مصالحها الوطنيّة السياديّة والسياسيّة والعامة.
3- تؤكد الكتلة أن فاعلية المقاومة في إنهاك العدو ومنعه من تحقيق أوهامه في لبنان، تهون أمام نتائجها التضحيات وأن المقاومين الشجعان من أبناء البلاد هم أرأف الناس بأهلهم وأحرص الناس على أمنهم وكرامتهم.. وما الاحتضان الأهلي الغامر للمقاومين إلا الوجه الظاهر المعبّر عن هذه العلاقة العميقة بين المقاومة وشعبها، ولذلك تفشل استهدافات العدو للفصل بين المقاومين والناس وترتد الضربات المعادية والموجهة نحو هذه الغاية سلباً على العدو ومزيداً من التماسك والاحتضان من قبل شعبنا للمقاومين الشجعان..
4- تتوجه الكتلة بتحية إكبار إلى إخواننا في حركة أمل قيادةً ومجاهدين وتتقدم منهم ومن أهلنا الغيارى بأسمى التبريكات بشهادة إخوة الدرب وحماة الأرض الذين قضوا خلال تصديهم للاعتداءات الإسرائيلية على قرانا وبلداتنا اللبنانية. وعهدنا لهم وللشهداء على طريق القدس أن نصون وحدتنا ونعزز التنسيق فيما بيننا لندفع كيد المعتدين ونحفظ أمن بلدنا ونحمي سيادته ملتزمين معادلة النصر الدائم، المتمثلة بالشعب والجيش والمقاومة.