هل يُرسم خط أزرق بحري؟
تقدمت اسرائيل بعرض الى لبنان مؤخرا عبر موفد اميركي بشأن ترسيم الحدود البرية والبحرية ومن ضمنها مزارع شبعا، وهو ما كشفه رئيس مجلس النواب نبيه بري، وذلك بالتزامن مع استمرار الجيش الاسرائيلي ببناء الجدار الاسمنتي مقابل بلدتي العديسة وكفركلا.
الموقف اللبناني الرسمي الموحد والرافض لكل الطروحات الاسرائيلية تم تجديده خلال لقاء بعبدا الثلاثي، كما اتفق الجميع على الطلب من اليونيفل رسم خط ازرق مائي في البحر يسمح لشبكات التنقيب عن النفط التحرك بحرية في عملها ويطالب بمنع اسرائيل من تخطي النقاط المتنازع عليها مع لبنان في الحدود البرية خلال بنائها للجدار الاسمنتي.
في هذا السياق، كشفت مصادر أمنية معنية عبر “النشرة” ان “هذه المواضيع الخلافية ستتم مناقشتها خلال اللقاء الثلاثي المنتظر انعقاده في الناقورة الأسبوع المقبل، والذي سيعقد برئاسة القائد العام لليونيفل اللواء مايكل بيري، وبحضور ضباط من الجيشين اللبناني والاسرائيلي واليونيفل، وسيتطرق الى الطلب اللبناني برسم خط مائي ازرق على غرار الخط الازرق البري الذي لا يعترف لبنان بمجمله كحدود له مع اسرائيل، انما هو خط انسحابها من الجنوب في ايار 2000، كما ان لبنان سيطالب بانسحابها من القسم اللبناني من الغجر وبوقف الخروقات البحريّة والجويّة للسيادة اللبنانية ووقف عمليات ملاحقة الرعاة اللبنانيين في كفرشوبا وشبعا من قبل الجنود الاسرائليين”.
بدوره شدد قائد القطاع الشرقي في اليونيفل وقائد الكتيبة الاسبانية في الجنوب الجنرال خوسيه لويس سانشيز مارتينيز، في حديث مع “النشرة”، على أن “اسرائيل التي تواصل بناء الجدار الاسمنتي لم تجتز الخط الازرق واليونيفل تراقب بدقة الاعمال الاسرائيلية وحتى عدد ألواح الباطون التي ترفعها الورش الاسرائيلية، وهي تقيس مسافة الجدار يوميا لتفادي اي تجاوز غير قانوني من خلال التنسيق مع الجيش اللبناني”.
وأوضح مارتينيز ان “اسرائيل تبني الجدار الاسمنتي في المناطق المتفق عليها، وحتى الان لا يوجد اي تعدٍّ على الاراضي اللبنانية، وهي ملتزمة حتى الان بعدم اجتياز الخط الازرق، ونحن في اليونيفل نراقب يوميا المناطق التي تعمل فيها على بناء الجدار مقابل الاراضي اللبنانية، ونعلم يوميا كم هو عدد الواح الباطون التي يضعها الجنود الاسرائيليين لاستكمال بناء الجدار، ونتمنى الحل لهذا الموضوع قريبا في الناقورة خلال اجتماع الاطراف الثلاثة”.
وحول الخط الازرق المائي الذي يطالب به لبنان، أكد الجنرال مارتينيز ان “انه يندرج في اطار الاجتماع الثلاثي لمناقشته والوصول الى حل، وهو ليس تابعا لقطاعنا انما للقطاع الغربي في اليونيفل لحل كل المسائل ومنها في البر والبحر”، مؤكدا انه “لدي أمل بالوصول الى اتفاق بين الجهات الثلاثة قريبا في اجتماع الناقورة”.
من جهته، اعتبر محافظ النبطية القاضي محمود المولى في حديث مع “النشرة”، أن “اللبنانيين والجنوبيين مصممون على التمسك بأرضهم وهم لا يخافون التهديدات الاسرائيلية وهم حاربوا العدو من اجل السلام ولا يخافون اسرائيل انما يخافون عدم التزامها بالقرارات ومنها القرار 1701، ونحن نتمنّى ان تبقى عيون اليونيفل على الجانب الاسرائيلي، ففي الجانب اللبناني كل المودة من الشعب لقوات الطوارئ على دورها الانمائي، كما أن أمنها محصن بسبب تنسيقها مع الجيش اللبناني ومن خلال علاقتها الودية مع السكان”.
النشرة