موسكو تسللت إلى بيروت عبر دفتر شيكات
روسيا تمكنت من ضمان مكانة مرموقة في المنطقة بعد تدخلها في سوريا
أفادت صحيفة “الكونفدنسيال” الإسبانية في تقرير نشرته، عن تحركات روسيا في منطقة الشرق الأوسط، التي تهدف إلى تعزيز نفوذها داخل حدودها، وخاصة في الدول التي تدهورت علاقاتها مع الولايات المتحدة. وفي هذا الصدد، أصبح لبنان خيارا مثاليا ومحطة روسيا الموالية في المنطقة.
وقالت الصحيفة في تقريرها إن روسيا تمكنت من ضمان مكانة مرموقة في المنطقة، خاصة بعد تدخلها في سوريا، كما حاولت التقرب من العديد من الدول المجاورة لها.
وفي الوقت الذي سلطت فيه الأضواء خلال الانتخابات اللبنانية على نزاع الهيمنة الإقليمية بين إيران والمملكة العربية السعودية، اختفت وراء الكواليس القوة العسكرية الروسية.
وبينت الصحيفة أن موسكو تسللت إلى بيروت عبر دفتر شيكات، بهدف توسيع نفوذها في المنطقة، الذي بدأ انطلاقا من الأراضي السورية.
وفي هذا الصدد، قدمت روسيا للبنان قرضا من دون فوائد بقيمة مليار دولار، من أجل تجديد ترسانتها العسكرية بأسلحة روسية الصنع.
مقابل ذلك، ستبرم روسيا اتفاقا مع لبنان من أجل تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، الذي سيسمح بموجبه للسفن الحربية والطائرات الروسية بالوصول إلى مطارات وموانئ البلاد التي تطل سواحلها على البحر الأبيض المتوسط.
وأضافت الصحيفة أن لبنان كان على وشك إبرام “الاتفاق الروسي” منذ شهر، من قبل رئيس الوزراء سعد الحريري. لكن، تم إلغاؤه في الدقائق الأخيرة بسبب ضغوطات أمريكية وفرنسية. وبالتزامن مع تجديد البرلمان اللبناني، الذي يعزز مصالح المحور سوريا-إيران-روسيا، من الممكن أن يعود العرض الروسي على الطاولة ويتم تناول الحديث عنه بشكل جدي.
وذكرت الصحيفة أن قرارات ترامب التي تقضي بالانسحاب من الاتفاق النووي ونقل السفارة الأميركية إلى القدس جعلت المنطقة في غاية الاضطراب.
وبينت الصحيفة أن موسكو حافظت على علاقات ودية واتصالات منتظمة مع كل من مصر، ولبنان، وإيران، والعراق، وإسرائيل، وقطر، والمملكة العربية السعودية، وتركيا أيضا.
وقد تعززت هذه العلاقات بفضل تقديم أفضل المنتوجات لهذه الجهات، والتي تتمثل في أسلحة متطورة مثل أنظمة الدفاع المضاد للطائرات أس 400.
ونقلت الصحيفة عن الجنرال اللبناني السابق، نزار عبد القادر، قوله إن “روسيا تسعى إلى مواصلة استغلال موقعها المتميز في المنطقة منذ تدخلها في سوريا. وقد تمكنت عمليا من التقرب من جميع دول المنطقة، خاصة تلك التي تدهورت علاقاتها مع الولايات المتحدة، على رأسها مصر وتركيا، لتقدم إلى هذه الجهات الاتفاقيات العسكرية ومبيعات الأسلحة”.
وأوضحت الصحيفة أنه في ظل رفض الحكومة اللبنانية والقوات المسلحة اللبنانية وضع حد لحزب الله في البلاد، قررت المملكة العربية السعودية سحب مساعداتها التي تقدمها للبلاد. وعلق الجنرال السابق أن “روسيا بإمكانها الآن سد هذا الفراغ”.
وأشارت الصحيفة إلى أن النظام الطائفي الذي يحكم السياسة اللبنانية وتأثير كل مجموعة أو ائتلاف سياسي – ديني في البلاد، يجعل من مسار روسيا في لبنان غير واضح. كما أنه من الناحية التاريخية، كان للولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا علاقات تعاون عسكري وثيقة مع الجيش اللبناني. وأضاف الجنرال السابق أن “غالبية معدات القوات المسلحة اللبنانية أمريكية أو أوروبية”.
وأضافت الصحيفة أن بوتين، المنغمس في مخططاته التوسعية، رأى في بلاد الأرز فرصة من ذهب، بفضل موقعها الاستراتيجي المطل على البحر الأبيض المتوسط. وبالإضافة إلى تعزيز نفوذها العسكري في المنطقة وتوسيعه، سيساعد لبنان روسيا على دعم نفوذها التجاري.